لندن - ماريا طبراني
اكتشف العلماء رابطًا بين قوة الساقين وقدرة الدماغ على مقاومة الشيخوخة، وتوصلوا إلى نتيجة أن الجلوس القرفصاء والمشي السريع يمكن أن يكون المفتاح للحفاظ على عقل الشباب.
وتتبع الباحثون في بحثهم توائم على مدى عشرة أعوام، ليكتشفوا لأول مرة العلاقة بين قوة عضلة الساق وأداء المخ في الوضع الصحي والطبيعي.
وأفاد كبير الباحثين الدكتور كلير ستيفنز: "الجميع يريد أن يعرف أفضل طريقة للحفاظ على لياقة الدماغ مع التقدم في السن، وكانت مقارنة التوائم مفيدة لأنهم يتشاركون العديد من العوامل، مثل الجينات التي لا يمكن أن تتغير في مرحلة البلوغ".
وأضاف: "كان من الجيد دراسة هذه الاختلافات في الإدراك والبنية العقلية لتوائم متماثلة ممن كان لديهم قوة سيقان مختلفة قبل عشرة أعوام، ويوضح هذا أن تغير نمط الحياة مع زيادة النشاط البدني، يساعد على إبقاء العقل والجسد بصحة جيدة".
ودرس العلماء عينة من 324 توائم إناث متطوعات متوسط أعمارهن 55 عامًا على مدار عشرة أعوام، وقاسوا نظمهم الصحية وأنماط حياتهم في تلك الفترة، وبالتالي تمكن العلماء من السيطرة على العوامل الوراثية التي تؤثر في الوظيفة الإدراكية، وقاموا بقياس التفكير والتعلم والذاكرة في بداية ونهاية الدراسة.
واكتشفوا أن قوة الساق كانت مؤشرًا لإدراك معرفي أفضل، مقارنة بعوامل حياتية أخرى تم اختبارها، وبالعموم التوائم الذين كانت سيقانهم قوية في بداية الدراسة، كان أدائهم الدماغي أفضل في نهايتها.
وكشفت دراسات سابقة، أن النشاط البدني يؤثر على تأخير شيخوخة الدماغ، فالتمارين الرياضية تسمح بإطلاق هرمونات تشجع الخلايا العصبية على النمو، ولأن الساقين تحتويان على أكبر العضلات تعتبر ذات أهمية في استعادة اللياقة البدنية، ويمكن تمرينها باستخدام مجموعة من الأنشطة المعتادة المختلفة كالمشي والوقوف.
وذكر مدير الأبحاث في جمعية الزهايمر الدكتور دوغ براون: "هذه الدراسة تضيف للأدلة المتنامية بشأن النشاط البدني، وبأنه يمكن أن يساعد في الحفاظ على العقل والجسم معًا، ومع ذلك ما زلنا لا نفهم تمامًا كيف تعمل هذه العلاقة".
وتابع: "كيف يمكننا تحقيق أقصى قدر من الفائدة من خلال تحديد أي من الأنشطة البدنية الأكثر فعالية لصحة الدماغ، وبالتالي نكون قادرين على تقديم مشورة أكثر دقة بشأن الطريقة التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف".
وشرح: "بالرغم من أن هذه الدراسة متقدمة في كشف العلاقة بين صحة الدماغ والنشاط البدني، ولكن أي من الخاضعات للدراسة كانت تعاني من الخرف، وهناك حاجة متزايدة لمزيد من الأبحاث لفهم العلاقة أكثر".
وركزت الدراسة على الإناث فقط، لذلك فالحاجة متزايدة لمزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت نتائج هذه الدراسة يمكن تعميمها على الأشخاص الأكبر سنًا والذكور.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر