أصبح تنظيف وتفريش الأسنان باستخدام زيت جوز الهند لتحسين صحة ونظافة الفم يعيد الأساليب الهندية القديمة لتفريش الأسنان إلى الحياة الحديثة.
ويزعم المتحمسون لهذا الأسلوب، أنه لا يعمل على تبييض الأسنان فحسب، بل يضيف أيضًا المزيد من التوهج والإشراق للبشرة، ويقي من الإصابة بنزلات البرد، ويخفف من علامات الإرهاق.
وأكدت الأبحاث الجديدة فوائد هذا الأسلوب، الذي وصلت شهرته لمشاهير مثل إيمي وليامز، ومغني الراب تيني تيمباه ونجوم فريق "تشيلسي" الإنجليزي مثل لوسي واطسون وجيمي لينغ الذين أصبحوا مهووسين بتنظيف الفم بهذه الطريقة.
وتنطوي هذه الممارسة على تفريش الأسنان بكمية صغيرة من زيت جور الهند أو السمسم كجزء من نظام التنظيف اليومي للأسنان، وأصبح هذا الاتجاه يتمتع بشعبية كبيرة وسط المهووسين بالعناية الصحية على موقع "إنستغرام".
وأظهرت الأبحاث وجود أدلة علمية تثبت فوائد تنظيف الأسنان بزيت جوز الهند، وأنها تحدث فارقا ملحوظا، حيث وجدت دراسة جديدة نشرت في نيسان/أبريل أن الممارسة الهندية القديمة باستخدام زيت جوز الهند في الفم يمكن أن تكون إجراء فعالا في تقليل تشكل الترسبات وأمراض اللثة التي تنتج عنها.
وأجرى الباحثون هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة الطب النيجيري في نيسان/أبريل 2015، على 60 شخصا تتراوح أعمارهم بين 16 و18، وأضافوا زيت جوز الهند إلى نظام العناية اليومية بالأسنان على مدى 30 يوما.
وقيّموا مستوى الترسبات وأمراض اللثة على مدار الأيام 1 و 7 و 15 و 30، وكانت النتائج مذهلة، فبعد سبعة أيام فقط من تنظيف الأسنان بالزيت، تراجعت مستويات الترسبات وأمراض اللثة بشكل كبير، واستمر في الانخفاض على مدى شهر.
وذكر الباحثون من كلية طب الأسنان "كينر" في الهند، أن "زيت جوز الهند يعتبر من زيوت الطعام المتوفرة بسهولة، وهو فريد من نوعه لأنه يحتوي على أحماض دهنية متوسطة، منها 45 الى50 % هو حمض اللوريك، الذي يتمتع بتأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات.
وجرت العادة أن يتم تفريش الأسنان بزيت جوز الهند كجزء من الروتين الصباحي اليومي، وكان علاج تقليدي لمدة ثلاثة ألاف عام في الطب الهندي القديم.
وتنطوي هذه الممارسة على أخذ ملعقة صغيرة من زيت جوز الهند والبدء في تفريش الأسنان بطريقة مستديرة لمدة خمس إلى 20 دقيقة قبل بصقها، ونسب الطب الهندي القديم بعضا من الفوائد الأخرى لزيت جوز الهند التي تشمل توهج البشرة وإشراقها، وتحسن التنفس وقدرة أفضل على محاربة نزلات البرد والإرهاق، والهالات الداكنة تحت العينين، ويأتي ذلك على الرغم من عدم إجراء دراسات حول ذلك.
وتوضح الخبيرة في الطب الهندي القديم، ومديرة منتجع "بورا سبا" للطب الهندي ديبا أبتي، أن كلمة "Gandusha" هو الاسم الهندي السنسكريتي لتنظيف الأسنان بالزيت، ويعني حرفيا سحب السموم من المعدة وبصقها.
وبيّنت طبيبة الأسنان الأميركية الرائدة جيسيكا تي ايمري، ومؤسسة أحد المراكز الطبية للعناية بالأسنان في شيكاغو، وأحد المعجبات بالممارسة الهندية القديمة أن "معظم الكائنات الحية الدقيقة في الفم تتكون من خلية واحدة، التي يتم تغطيتها بغشاء دهني الذي يعتبر جلد للخلية، ولذلك عندما تتصل هذه الخلايا مع الزيت، فإنها تلتحم ببعضها البعض بشكل طبيعي".
وأكد طبيب الأسنان الرائد في بريطانيا جيمس حولنيك، مؤسس مركز "بو لين" لطب الأسنان في وسط لندن، والطبيب الأكثر تأثيرا في مجال طب الأسنان في بريطانيا أن "زيت جوز الهند يقلل من حجم البكتيريا الموجودة في الفم"، مضيفًا ن استخدام هذا الزيت لم يكشف عن الفوائد الصحية عن طريق الفم على المدى الطويل، وتابع أنه لا يوصي به كبديل للعناية بنظافة الفم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر