لندن ـ رانيا سجعان
لندن ـ رانيا سجعان
قال عدد من العلماء "إن مرض السرطان وغيره من الأمراض التي تهدد الحياة، يمكن تشخيصها عن طريق فحص بسيط للعاب، ويمكن تطبيق هذا الاختبار والفحص في غضون السنوات العشر المقبلة".
ويقول الباحثون "إن أبحاثهم لديها القدرة على إحداث ثورة في كيفية تشخيص أمراض القلب والسكري والسرطان، وهذا يعني اكتشاف الأعراض وعلاجها في وقت مبكر".
ويوضح الباحثون "أن عينات من اللعاب يمكن أن تساعد على توفير الوقت والمال للمرضى والأطباء، كما تعني أن بإمكان الكثير من الناس الوصول إلى الفحوص الطبية الأولية فقط عن طريق إرسال عينات البصق الخاصة بهم".
وقال رئيس الأبحاث البروفسور بيورن كلينغ ، من جامعة "مالمو" بالسويد: " إن التشخيص المبكر له انعكاسات كبيرة على كل من المرضى والرعاية الصحية.
" بدلا من الاضطرار إلى زيارة الطبيب، سوف يصبح المرضى قادرين على القيام بالمسح داخل أفواههم بقطعة صغيرة من القطن وإرسالها للتحليل. وإذا أظهر الاختبار علامات المرض، سوف يكون على المريض استدعاء الطبيب فورا ".
وقال البروفيسور كلينغ " نحن مهتمون بالصحة العامة والإجراءات الوقائية، ونحن نأمل في الحصول على أكبر شريحة ممكنة من الناس يحصلون على تشخيص مسبق للأمراض".
واضاف :"هناك الكثير من الناس الذين يهتمون بالرعاية الصحية ، ولكن هناك مجموعة كبيرة جدا من الناس ، الذين لأسباب كثيرة، بما في ذلك وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، لم يكن لديهم نفس المستوى من الحصول على الرعاية الصحية، وأحيانا يكون لدى بعض الناس مشكلة في الحصول على وحدة طبية. إن الأمر يكون أسهل بكثير إذا ما تمكن الأشخاص من إرسال عينة اللعاب في كيس من البلاستيك. وسوف نكون قادرين على الوصول إلى جماعات من السكان لم نصل إليهم من قبل، وهو الأمر الذي من شأنه زيادة فرصنا في الكشف عن الأمراض في مرحلة مبكرة".
ويعتقد الباحثون أن التقنية يمكن أن تكون شائعة بين خدمات الرعاية الصحية ما بين السنوات الخمس والعشر المقبلة، وهو الوقت الذي ستكون فيه التكنولوجيا أكثر دقة في إنتقاء الأعراض والظروف المختلفة التي لها خصائص مماثلة".
وقال البروفيسور كلينغ: " اليوم، يمكننا استخدام عينة اللعاب لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من مرض التهابي، ولكن لا نستطيع أن نقول إذا كان المرض يتواجد داخل المعدة أو المفاصل".
وأضاف: "لا يمكننا أن نفرق بين البروستات وسرطان الأمعاء، على سبيل المثال. إنها سوف تكون مسألة ما بين خمس إلى عشر سنوات قبل أن نصل إلى هذا المستوى من الدقة"، "فالامراضالتي تسبب الالتهابات، مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطان، يمكن أن تترك آثاراَ منذرة بالمرض من خلال البصاق".
وقال البروفيسور كلينغ :"كنا نبحث منذ فترة طويلة عن سبل لتحديد علامات ومسببات الالتهاب في اللعاب والدم وسوائل الجسم الأخرى"، و"نحن نحاول التعرف على الالتهاب من خلال بصمات الأصابع في الجسم، ولكن الجسم يحاول مواجهة الأنشطة التي تحدث، ومن هنا لا يمكنك أن تكون دائما على يقين من حجم المرض لأن الجسم يعمل على التقليل من وجود العلامات ومسببات المرض" .
أما بالنسبة الى الدراسات المستقبلية، أضاف البروفيسور كلينغ " نحن نأمل في العثور على المكونات الموجودة في اللعاب التي سوف تظهر عند المرضى عندما يكونون في عملية تطوير مرض القلب والأوعية الدموية."
وتأتي هذه الانباء بعد كشف النقاب عن أن اختبارا بسيطا، يتنبأ من خطر تطوير سرطان الثدي أو سرطان البروستات، يمكن أن يكون متاحا قريبا في عيادات الأطباء.
والإختبار، الذي يكلف 5 جنيهات استرلينية، والذي سوف يستخدم اللعاب أو الدم، سوف يساعد الأشخاص في الكشف عن الأشخاص الذين يكونوا عرضة وراثيا للأمراض.
والأمل هو أن المرضى ذات الخطورة العالية يمكن رصدهم وملاحظتهم والكشف عن أي أورام في مراحلها المبكرة، وبالتالي خفض عدد الأشخاص الذين يموتون من هذا المرض.
وقد أشاد الخبراء بهذا الاكتشاف بأنه " قفزة كبيرة إلى الأمام في العثور على الأسباب الوراثية لسرطان البروستات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر