لندن ـ سليم كرم
ذَكَرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنّ زوجين مِن الأطباء استطاعا صنع نماذج متماثلة تقريبا لأعضاء الجسم المريضة حتى يستخدمانها لممارسة جراحات أكثر حساسية لإنقاذ المرضى الأحياء، ووفقا للصحيفة البريطانية فإن الجراحة الروبوتية الدقيقة والحديثة هي الآن الطريقة المفضلة للعديد من الأطباء، لكن 144 شخصًا ما زالوا يموتون في هذه العمليات الجراحية بين عامي 2000 و2013.
وتساعد المحاكاة الأطباء على ممارسة سيطرتهم على حركات ومراحل العمليات الآلية، لكن هذه الممارسات على الشاشة لا تقصر عن ضغوط الأعضاء الحية في غرفة العمليات الحية، وللمساعدة في جعل هذه المحاكاة إلى واقع أقرب بقليل، طوّر طبيبان من جامعة روشستر نظامًا لإجراء نسخ متماثلة لأعضاء المريض نابضة بالحياة.
وقضى هذان الطبيبان ما بين 11 إلى 15 عامًا بين المرحلة الجامعية والمدرسة الطبية والإقامة، على التدريب وتطوير هذه التقنية التي تم ابتكارها لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما لاستنساخ هذه الأعضاء.
وتشير التقديرات إلى أن الأخطاء الطبية خلال العمليات الجراحية، على سبيل المثال لا الحصر، هي السبب الرئيسي الثالث للوفاة في الولايات المتحدة، وهو ما يؤدي إلى فقدان نحو 25 ألف شخص كل عام، وفقا إلى دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز، لذلك يرغب معظم الأطباء في تبني التقنية الجديدة لجعل إجراءاتهم أكثر أمانا وفعالية، إذ لا يزال العديد منهم يكافحون لإتقان المهارات الحركية الدقيقة لتشغيل هذه الأعضاء.
يقول الدكتور غازي "ستكون هناك دائما مرة أولى يأخذ فيها الطيار طائرة 747 في الهواء، وستكون هناك دائما مرة أولى يقوم فيها الجراح بإجراء عملية جراحية من البداية إلى النهاية من تلقاء نفسه، وفي الوقت الذي يمتلك فيه الطيارون أجهزة محاكاة تسمح لهم بقضاء ساعات من التدريب في بيئة واقعية، فإنه لا يوجد في الواقع ذلك للجراحين".
ويضيف: "أحد المكونات الرئيسية في العملية هو الجهاز الحي، أو مجموعة من الأعضاء التي يقوم الأطباء بإصلاحها، وهذا هو ما يريده الأطباء من أجل التمرن عليه، وهذا ما أنشأناه فهو نموذج يظهر ويشعر ويتفاعل كأنه عضو حي ويسمح للمتدربين والجراحين بتكرار نفس التجربة التي سيواجهونها في غرفة العمليات مع مريض حقيقي".
كان الدكتور غازي ابتكر مع طبيب صديقه طريقة لإنشاء "نسخة مماثلة" لأعضاء الجسم، تبدو كأنها متحركة بطرق مشابهة لأعضاء الجسم الحقيقية بدلا من صنع دعامة بلاستيكية مسموعة لأحد الأعضاء.
يتم صنع ذلك بمساعدة الكمبيوتر واستخدام برنامج "أوتو كاد"، والطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يفعل الأطباء عن طريق عمل مسح وفحص للعضو المريض ووضعه في برنامج CAD، ومن هناك يقومون بإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد له، والذي يصبح القالب الصلب الذي يقومون بطباعته 3D، واستخدام مادة هيدروجيل والماء لصنع قالب العضو، وبعد أن يتم تجميده، يمكن صبغها بألوان الجسم والدم وتوصيلها بالأجهزة الأخرى للمساعدة في إجراء المحاكاة للعملية الجراحية مما يؤدي إلى نجاحها بشكل كبير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر