السمات الشخصية تؤثر على الإصابة بالأمراض
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يقظة الضمير تقلل من احتمالات السكتة الدماغية

السمات الشخصية تؤثر على الإصابة بالأمراض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السمات الشخصية تؤثر على الإصابة بالأمراض

نوعية الشخصية تؤثر على الصحة
لندن ـ ماريا طبراني

تتعدد أنواع الشخصيات، ولابد أن يعلم الإنسان أن نوعية الشخصية تؤثر تأثيرا مباشرا على الصحة، فهناك مجموعة عديدة من البحوث التي بينت أن السمات الشخصية يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي على كل شيء في حياتنا إلى مدى احتمالية التأثير على صحتنا والإصابة بأمراض مختلفة.

فعلى سبيل المثال، ركزت الأبحاث التي أجرتها جامعتا "توتنغهام" وكاليفورنيا، على النظر في أنواع الشخصيات المختلفة، ووجدت أن بعضهم أكثر عرضة للإصابة بعدد من الأمراض أبرزها أمراض القلب، والسرطان والتهاب المفاصل والسكري، في حين أن البعض الآخر لديه القدرة على مكافحة هذه الأمراض.
السمات الشخصية تؤثر على الإصابة بالأمراض
 سر البقاء بصحة وسعادة

وقالت واحدة من البحوث التي أجريت حول كيفية تأثير الشخصية على الصحة، وقامت بها جامعة "ميتشيغان" للصحة، إن هناك علاقة وثيقة بين الشخصية والصحة.وقد اشترك في هذه الدراسة، 7000 شخص، بلغ متوسط أعمارهم 68 عامًا، وتم سؤالهم عن كيفية تأثير تلك الكلمات المختلفة عليهم أمثال "المنتهية ولايته" ، "ودود"، "راقي ومتطور"، و"مسيطر". وعلى خلفية ردودهم، تم تصنيفهم فيما يتعلق بما يعرف باسم عوامل الشخصية "الخمسة"، وهي الانبساطية، الضمير الحي، والعصابي، والانفتاح، والخبرة.

وبعد مرور أربع سنوات، تم استجوابهم، بشأن أي من قائمة الأمراض الخطيرة التي عانوا منها، وعمومًا فثبت الباحثون أن من لديه ضمير حي، وانبساط وانفتاح، وطيبة وانخفاض في العصابية، يمتلكون صحة أفضل، في حين أن سمات الشخصية لم تكن مرتبطة بتشخيص مرض السرطان، حيث كانت مرتبطة بقوة بظهور العديد من الظروف الخطيرة الأخرى، وعلى سبيل المثال، وجدت الدراسة أن زيادة يقظة الضمير، يقلل من احتمالات التشخيص بالسكتة الدماغية بنسبة 37%.

ووفقًا للأبحاث، فالواقع أن الصلة بين الشخصية والصحة أصبحت الآن قوية، لدرجة أن علماء النفس قد جادلوا بأن تقييم شخصيات المرضى خلال الفحوص الطبية الروتينية، يمكن أن يكون مفيدًا لأطباء الأسرة، حيث يسجلون التاريخ المرضي للعائلة وعادات التدخين، كما تابعت الأبحاث، التي نشرتها جمعية علم النفس الأميركية، أن مجموعة من الأشخاص الذين ولدوا في نيوزيلندا بين عامي 1972، و1973، تم تقييمهم كل سنتين من ولادتهم وحتى بلوغهم الـ38 عامًا من عمرهم، وفي سن الـ26، رشح المشاركون شخصًا يعرفهم جيدًا لوصفهم باستخدام العوامل "الخمس الكبرى".

وجمع الباحثون المعلومات الصحية التحليلية، وعوامل الخطر للمشاركين، بما في ذلك الدخل والتعليم والتدخين والبدانة والأمراض الحالية والسابقة والتاريخ الطبي العائلي، وفي سن الـ38، كان لدى المشاركين، امتحانات جسدية، بفحص وجود تشوهات في وظائف الكبد والكلى وضغط الدم والقلب واللياقة الرئوية والتهاب الأوعية الدموية وأمراض اللثة الحادة، ويبدو أن يقظة الضمير كان أفضل رهان للصحة الجيدة بين السمات "الخمسة الكبار".

وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين كانوا أكثر ضميرًا في سن 26 كانوا، أصبحوا يتمتعون .بصحة أفضل بكثير في سن 38 من أولئك الذين كانوا ضميرهم أقل في ذلك العمر
من جهته لفت المؤلف الرئيسي سالومون إسرائيل، من جامعة ديوك، والمركز الطبي لجامعة ديوك، إلى أن: "من بين أقل ياقظي الضمير، يوجد 45% أصيبوا بمشاكل صحية متعددة بحلول سن 38 عامًا، في حين أن 18% فقط من المجموعة الأكثر ضميريًا قد طوروا مشاكل صحية وعالجوها"، وأضاف أن الناس الأقل ضميرًا، قد أصيبوا في كثير من الأحيان، بزيادة الوزن، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات باللثة، لكن الأشخاص الأكثر ضميرًا، قد حافظوا على نظام غذائي صحي، وكان أقل عرضة لتعاطي المخدرات والكحول وشرب التدخين، وهذا ما يمكن أن يفسر العلاقة بين الشخصية والصحة الأفضل، وتابع حديثه قائلًا: "لقد توصل بحثنا إلى أنه إذا كان الطبيب يعرف شخصية مريضه، فمن الممكن وضع خطة رعاية صحية وقائية أكثر فعالية من شأنها أن تؤدي إلى حياة أكثر صحة".

العوامل الخمسة الكبرى للشخصية.. وكيف تنجح؟

1- الانبساطية

الأشخاص الانبساطيون هم بالتأكيد إيجابيون، واجتماعيون، ولديهم روح لطيفة مع الجماعة، ولكن السمة الأخيرة هذه يمكن أن تشجع إلى عادات غير صحية مثل الإفراط في تناول الطعام والاستهلاك المفرط للكحول، وبالتالي الإصابة بالبدانة والأمراض المزمنة مثل السكري والقلب، وقد جد الباحثون في جامعة نوتنغهام أن الجينات التي تسبب الالتهاب كانت أكثر نشاطا بنسبة 17% في هذا النوع من الشخصية - وقد ارتبط الالتهاب طويل الأمد بمجموعة من الأمراض في وقت لاحق من الحياة مثل السرطان وأمراض القلب.

2- القبول / الطيبة

الناس الطيبون عادة ما يميلون إلى أن يتصفون بالثقة والإيثار والحنية والوقوف جنبًا إلى جنب مع الآخرين، ومع ذلك، قد يكونون أيضًا أكثر عرضة لعدد من الأمراض المرتبطة بالوزن والضغط، بما ذلك مرضي القلب والسكري، ويرجع ذلك إلى محاولتهم دومًا إرضاء الآخرين.

واكتشف باحثون من جامعة كيس ويسترن ريزيرف، أنه إذا قرر صديق أحد هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بصفة "الطيبة"، أن يجعله يأكل حلوى، فإنه سيأكله مع صديقه على رغم أنه لن يشعر بالارتياح، وهذا يعني أن إرضاء الآخرين، يكون خطر على الصحة.

3- الانفتاح

يتميز هؤلاء الأشخاص الذين يتصفون بسمه الانفتاح، بخصائص عديدة مثل الخيال والفضول والبصيرة، كما أنهم يميلون إلى الدخول في التجارب الجديدة، ويميلون إلى التعامل مع مجموعة كبيرة من البشر، وقد وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة علم النفس الاجتماعي، أن هذا العامل مرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة أفضل، وأدى ارتفاع هذا العامل، إلى انخفاض احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 31%، والقلب بنسبة 17%، وارتفاع ضغط الدم بنسبة 29%.

4- يقظة الضمير

يميل أصحاب الضمير الحي، بأن يكونوا مجتهدين ومنظمين ومهتمين بالتفاصيل، ويمكن الاعتماد عليهم حيث أنهم يتميزون بالانضباط الذاتي والعمل المنظم نحو أهداف محددة، ووجدت دراسة أجرتها مجلة ميشيجان، أن الشخص صاحب الضمير الحي، يمكن أن يحميه من الإصابة بالمرض، وانخفاض احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 37%، كما خفضت احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 27 %، والتهاب المفاصل بنسبة 23%، ومرض السكري بنسبة 20 %.

وأشار الباحثون إلى أن هناك صلة بين الضمير والصحة، فهؤلاء الأشخاص ذوي الضمير الحي، من المرجح أن ينفذوا السلوكيات الصحية مثل الأكل الصحي وممارسة الرياضة، والتي هي مهمة للوقاية من أمراض مثل السكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري.

5- العصابية

الأشخاص المصابة بالعصابية، يميلون إلى الشعور بالقلق وعدم الاستقرار العاطفي، والاكتئاب، والمزاج السيئ والهياج والهيستيريا والحزن، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض القلق الدائم، وهم من المرجح أيضًا أن يموتوا بشكل أسرع عن الذين يتسمون بيقظة الضمير، وكلما تزداد العصابية لدى الإنسان، كلما زادت احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 24%، وأمراض الرئة بنسبة 29%، وارتفاع ضغط الدم بنسبة 37%، والتهاب المفاصل بنسبة 25%.

 وهناك سمات أخرى يتميز بها الأشخاص، ولهم أيضًا علاقة بالصحة، فالرومانسية، مرتبطة أيضًا بالصحة، فالنساء اللاتي يعانقن ويقبلن شركائهن بانتظام، لديهن ضغط دم منخفض، ومعدلات ضربات قلب أقل من أولئك الذين يعانون من اتصال جسدي أقل، أما الذين يتميزون بالخجل، فلهم أخبار سيئة، حيث أن الأشخاص الأقل صراحة وحديثًا، أكثر عرضة لتخطى المواعيد الطبية والاختبارات والفحوصات، مما يجعلها تتهرب من الكشف والاطمئنان على صحتها، وتزداد إصابتها بالنوبات القلبية ومخاطر السكتة الدماغية بنحو 40 % مقارنة مع ذويهن.

أما الشخص الجدالي والعدائي، فقد وجد الباحثون أن الجدال بين الأزواج يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين، فيما حذر الباحثون في جامعة ديوك، من الغضب والعداء اللذان ينتجان عن هذا الجدل، ما يعرضك لزيادة الوزن في منتصف العمر مع ارتفاع الكوليسترول في الدم وضغط الدم، فالإرهاق والضغط، لا يؤثر فقط على الجهاز المناعي ولكنه يضع الإنسان أمام خطر الإصابة بأمراض القلب، ووجدت دراسة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" أن الشعور بالإجهاد في كل وقت يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية وسكتة دماغية، وأوضح الباحثون، كيف يمكن أن تؤثر الشخصية في إصابتك بعدد من الأمراض في الأربع نقاط التالية:

الوزن

وجد الباحثون أن الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، هم أقل ضميرًا ولكنهم أكثر انفتاحًا على الخبرات، فالنساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة أقل احتمالًا لأن يكونن عصابيات، ولكنهم أكثر قابلية للانفتاح.

ضغط الدم

قال الباحثون إن أولئك الذين أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، هم ما يتميزون بالعدوانية وأكثر قدرة على المنافسة والطموحين.

القولون العصبي

فحص الباحثون الإيرانيون 160 مريضًا يعانون من متلازمة القولون العصبي، ووجدوا أنهم من يتصفون عادة بسمات كبيرة من العصبية والضمير، ولكن مستوىات الانفتاح والانبساط تنخفض لديهم.

الصداع النصفي

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي ينبغي أن يكونوا يتصفون بزيادة الخجل والإجهاد والعصابية، حيث يستجيبوا في كثير من الأحيان بالتوتر الداخلي والهيستيريا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السمات الشخصية تؤثر على الإصابة بالأمراض السمات الشخصية تؤثر على الإصابة بالأمراض



GMT 05:18 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تجاربَ بشرية لـ"هلام" للسيطرة على النسل للذكور

GMT 07:21 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة امرأة دنماركية بسبب مرض أصيبت به مِن جنينها

GMT 03:30 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تربط بين اضطراب فرط الحركة والحمض النووي

GMT 08:56 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يطورون جهازًا يمكن أن يُعيد حاسة الشم

GMT 09:36 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نوّاب بريطانيون يُطالبون بتنظيم عمليات زرع الثدي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

8 مليارات رسوم امتياز شركتا "اتصالات" و"دو"

GMT 05:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار مبتكرة لتزيين نوافذ المنزل بالورود والزهور

GMT 16:05 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف أربعيني في أغادير بحوزته مليون يورو مزوّرة

GMT 08:31 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

جبل بثرة في الطائف من المزارات السياحية المميزة

GMT 18:10 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

اعتداءات على مشجعي الرجاء البيضاوي في غانا

GMT 13:10 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

طفلة إسبانية عمرها 11 سنة تضع مولودًا من أخيها

GMT 09:39 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

محمد صلاح يسبق ميسي في منافسات "الحذاء الذهبي"

GMT 03:58 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

"آبل" تحدد موعد إطلاق سماعتها الذكية "HomePod"

GMT 15:18 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"ميدو" ينتقد الانتقالات في مصر ويرحب برحيل علي جبر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya