لندن ـ كاتيا حداد
كشف العلماء أن الصبغة الطبية الرخيصة المستخدمة لعلاج التسمم بالسيانيد، يمكنك أنه تكون ينبوع للشباب، حيث تعتبر مادة الميثيلين الأزرق مضاد قوي للأكسدة ما يعيد البشرة إلى شبابها في عمر الثمانينات، وهو ما يوفر الأمل في علاج مضاد للتجاعيد في جميع الأعمار، واستخدمت هذه الصبغة منذ أكثر من 140 عامًا لأشياء عدة، بداية من مسح الأنسجة الجسدية أثناء الجراحة إلى قتل البكيتريا في التهابات المسالك البولية، وتعمل الصبغة الطبية عن طريق تدمير الجذور المشببة للأمراض وأظهرت الصبغة قدرة واعدة في مكافحة مرض الزهايمر مؤخرًا، ووجد علماء في جامعة ميريلاند لها استخدام آخر في مكافحة شيخوخة البشرة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور تشنغ مي شيونغ: " يظهر الميثيلن الأزرق إمكانات كبيرة لتأخير شيخوخة الجلد لجميع الأعمار"، واختبر الباحثون الصبغة على خلايا الجلد للمناحين وهم في منتصف العمر وكذلك المرضى الذين تم تشخيصهم بالبروجيريا وهو مرض وراثي نادر يجعلهم يشيخون سريعا، ويضم الميثيلين الأزرق 3 مضادات للأكسدة هي N-Acetyl-L-Cysteine (NAC) و MitoQ و MitoTEMPO (mTEM).
وتشهد الخلايا الليفية التي تنتج الكولاجين البروتيني انخفاض أضرار الأكسجين التفاعلي، وهو ما قلل من معدل وفيات وانقسام الخلايا، خلال العلاج، وأي شيء يساعد في الحفاظ على مستوى الكولاجين، في الجلد سيجعله يبدو أصغر سنًا، حيث يبدأ مستوى الكولاجين الطبيعي في الانخفاض في منتصف الثلاثينات، وبحلول عمر 55 عامًا ينخفض الكولاجين بنسبة 40%، ويعني الكولاجين الأقل تجاعيد الجلد، وأضاف البروفيسور كان تساو: " يشير عملنا إلى أن الميثيلين الأزرق ربما يكون مضاد قوي للأكسدة للاستخدام في منتجات العناية بالبشرة، والآثار التي نراها ليست مؤقتة لكن الميثيلين، يحقق تغييرات أساسية على المدى الطويل في خلايا الجلد".
وتساعد مضادات الأكسدة على مواجهة آثار الجزيئات غير المستقرة، التي تسرع عملية الشيخوخة، كما انخفض تواجد اثنين من الجينات التي تعد مؤشرات على شيخوخة الخلايا في خلايا المانحين، وتابع البروفسور شيونغ: " لقد تحمست عند رؤية الخلايا الليفية المأخوذة من أفراد عمرهم 80 عاما تنمو بشكل أفضل باستخدام الميثيلين الأزرق، حيث قلت علامات شيخوخة الخلايا"، واستخدم الباحثون الذين نشرت نتائج دراستهم في مجلة Scientific Reports جلد بشري طوروه بأنفسهم لأداء العديد من التجارب، وشمل نموذج الجلد ثلاثي الأبعاد كل الطبقات الرئيسية وهياكل الجلد باستثناء بصيلات الشعر والغدد الدرقية.
وأوضح البروفيسور تساو، أنه يمكن تجريب اختبارات تهيج البشرة المطلوبة، من قبل إدارة الغذاء والدواء للموافقة على مستحضرات التجميل الجديدة، وتابع " هذا النظام سمح لنا باختبار مجموعة من أعراض الشيخوخة، التي لا يمكننا تكرارها في الخلايا المستزرعة وحدها، والأكثر إثارة للدهشة أن نموذج الجلد، الذي تم علاجه بالميثيلين الأزرق، احتفظ بالمزيد من المياة والسمك، وكلاهما من المميزات النموذجية للجلد الأصغر سنًا"، وعندما أضيف الميثيلين الأزرق إلى كريمات التجميل، تسبب في تهيج ضئيل أو معدوم، حتى عند التركيزات العالية، ويخطط الباحثون لتطوير طرق آمنة وفعالة، للمستهلكين للاستفادة من خصائصه.
وقال البروفيسور تساو: "بدأنا بالفعل في تجهيز مستحضرات تجميل تحتوي على الميثيلين الأزرق، ونتطلع إلى ترجمة ذلك في منتجات قابلة للتسويق، ونحن متحمسون أيضا لتطوير نظام الجلد ثلاثي الأبعاد، وربما يمكننا استخدام خلايا المريض الخاصة، لتوفير منصة اختبار مصممة خصيصًا لاحتياجاتهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر