لندن ـ كاتيا حداد
كشفت الأبحاث الحديثة أن شرب كوب من عصير الكرز قبل الذهاب للنوم يساعد على تمديد ساعات النوم بمقدار ساعة ونصف يوميًا، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وجد الباحثون أن تناول شراب الكرز يزيد ساعات النوم بمعدل 84 دقيقة حيث يمنع تراكم المواد الكيميائية في الدماغ التي ترتبط بنقص ساعات النوم، وخفض الالتهابات وهي عوامل خطيرة تؤدي إلى الإصابة بالأرق.
وتقدم النتائج أملًا جديدًا لمن يعاني من حالات انعدام النوم الطبيعي، ممن يلجأون إلى المنومات أو المواد المخدرة في محاولة للحصول على ليلة نوم جيدة، وقد تم ربط الأرق بالإصابة بالعديد من الأمراض كالسرطان، السكري، الخرف، أمراض القلب والسكتة الدماغية والاكتئاب في الأعوام الأخيرة.
وتشير الأبحاث إلى أن ثلث البالغين يعانون من نوبات عرضية من الأرق، واستندت دراسة جامعة ولاية لويزيانا الجديدة، التي تم تمويلها جزئيًا من قبل معهد "Cherry Marketing"، إلى نتائج ثمانية بحثًا عن الأرق.
ومن خلال بعض التجارب على المشاركون بالدراسة، كافح كل مشارك للنوم ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، وقد أجريت اختبارات الدم لهم وطلب منهم أخذ استبيان حول شعورهم بالأرق، وتم تقسيمهم عشوائيًا لمجموعتين الأولى تشرب نحو 240 ملل عصير الكرز، والآخرى تشرب نفس الكمية من خليط وهمي يحتوي على مركبات بروسيانيدين والأنثوسيانين المصنوع من الماء المقطر، والفركتوز ومسحوق الليمون، والذي يبدو طعمه مماثلًا.
وطلب من المتطوعين شرب العصير مرتين في اليوم، مرة في الصباح ومرة قبل وقت النوم، وبعد أسبوعين، تم تكرار الاستبيانات وتغيير المجموعات، ووفقًا للدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية "Therapeutics"، فقد زاد عدد ساعات النوم للمجموعة الأولى ممن شربوا عصير الكرز مرتين في اليوم، ولكن لم تسجل أي اختلافات كبيرة أخرى.
وأوضح الدكتور جاك لوسو، أستاذ التغذية في كلية التغذية وعلوم الأغذية بجامعة لويزيانا الأميركية: "يعد الأرق أمرًا شائعًا بين كبار السن، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة من القضايا الصحية في حال إهماله دون علاج"، مضيفًا، "لكن الكثير من الناس يترددون في اللجوء إلى الأدوية لمساعدتهم على النوم، وهذا هو السبب في زيادة الاهتمام بالعلاجات الطبيعية للنوم".
وبعد تحليل عينات الدم، وجد الباحثون أن عصير الكرز ساعد في خفض مستويات الكينورينين - والتي أظهرت العديد من الدراسات أنها تساهم في اضطرابات النوم، كما زادت كمية التربتوفان في الدم، وهو حمض أميني يساعد على تحفيز النعاس، وأظهرت اختبارات أخرى أن عصير الكرز يمنع من إنتاج مركبات إندولانمين ديوكسيجناس - والتي يمكن أن تبطئ إفراز التربتوفان.
وعصير الكرز هو مصدر طبيعي للميلاتونين، والأخير هورمون يساعد على تنظيم دورة النوم، وكانت دراسات سابقة ذكرت أن عصير الكرز يُحسن من النوم، وساعدت الدراسة الجديدة على توضيح هذه الكيفية، ويرى الباحثون أن الصبغة الحمراء في عصير الكرز ربما تلعب دورًا أيضًا في تحسين عملية النوم، كما يزيد عصير الكرز من وجود أحد الأحماض الأمينية التي تزيد من فعالية النوم، وهو الحمض الأميني الذي يقف تراجعه وراء حدوث حالات الأرق، فضلًا عن الإصابة بالتهابات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر