واشنطن - رولا عيسى
حذر العلماء من الاعتماد على التطبيقات الذكية سواء لتجنب أو لحصول الحمل، وقالوا إن هذا الأمر محفوف بالمخاطر، وتبين من استعراض نحو 100 تطبيق يتعلق بالخصوبة أن معظمها لا تستند إلى أسس علمية صلبة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.
وتشير النتائج إلى أن القليل من التطبيقات تستخدم المنهجية القائمة على الأدلة، وحذروا من استخدامها لتجنب الحمل أكثر، وتأتي هذه الدراسة بعد أسبوعين فقط من دراسة أخرى حذرت النساء من استخدام تطبيقات الخصوبة ومواقع الإنترنت للعمل في الخارج في الفترة التي يكون احتمال الحمل لديهن أعلى.
وأجريت التجارب في السابق على 30 موقعا و33 تطبيقا مصمما للمساعدة في التنبؤ بفترة الخصوبة لدى المرأة (أي قبل أيام التبويض التي من المرجح أن يحصل فيها الحمل)، وعادة ما تكون دورة المرأة الشهرية القياسية كل 28 يوما؛ بالتالي فإن احتمالية التبويض تكون في اليوم 15، وقبله بـ6 أيام. وتتوقع معظم طرق المساعدة يوم البويض لكن 4 منها استطاعت أن تعرف الفترة الصحيحة، وهذا يشير إلى أن آلاف النساء يتعرضن إلى معلومة خاطئة بشأن أحسن الفترات لاحتمالية حدوث الحمل.
وقامت على الدراسة الأستاذة المشاركة في جامعة جورج تاون الدكتورة مارغريت داون ونشرت في مجلسة المجلس الأميركي لطب الاسرة، وقالت " أصبحت تطبيقات الهاتف الذكي أكثر شعبية اليوم لأن المزيد من النساء يرغبن في استخدام الأساليب الطبيعية، ووعي الخصوبة في تخطيط الأسرة لأنهن يردن أن يشعرن بالقوة بسبب معرفتهن أثرا عن أجسامهن." وتشير الدراسة إلى أن التطبيقات تندرج تحت فئة طرق التوعية بالخصوبة، ويعتمد نجاحها على عوامل عدة بما في ذلك قدرة المرأة على تصنيف الملاحظات اليومية بدقة حول جسدها، ولكن مؤلفة الدراسة تشدد على أن الاعتماد على التطبيقات لوحدها لا يمكن أن يؤدي إلى تجنب الحمل غير المرغوب فيه.
واستعرضت الدراسة أكثر من 95 تطبيقا على "إيه توينز" و"غوغل" و"غوغل بلاي"، ومن بين هؤلاء استبعد نحو 55 من التقييم لأنه يحظر استخدامها لتجنب الحمل أو لأنها لم تتخذ معايير القياس الصحيحة القائمة على الأدلة. وقيم الباحثون 40 تطبيقا متبقيا للتأكد من دقتها باستخدام نظام التصنيف المعتمد على المعايير التي تستخدمها إدارة طب العائلة، وقيم كل تطبيق على نطاق 5 نقاط لـ10 معايير محددة بوضوح على أساس مستواها من الأهمية لتجنب الحمل.
وجاء في البحث "ومن بين التطبيقات المتبقية كان هناك 30 تطبيقا يتنبأ بأيام الخصوبة للمستخدم بينما 10 لا تتنبأ، واستطاعت 6 تطبيقات فقط أن تحسب الأيام على درجة عالية من الدقة." وفي المقابل استطاعت التطبيقات التي لا تتنبأ بأيام الخصوبة أن تعرف الأيام التي لن يحدث بها الحمل بدقة لكنها طلبت من النساء التدرب على تحديد الملاحظات اليومية بدقة قبل استخدام التطبيق.
وتابعت دكتورة داون " عندما تعرف النساء علامات الخصوبة لديها، من المستحسن أن تحصل أولا على تعليمات من مختص وبعد ذلك تحمل تطبيق حصل على 4 نقاط أو أكثر في المراجعة التي قمنا بها." وأوضح مؤلف الدراسة السابقة الدكتور روبرت سيتون وهو باحث في كلية طب وايل مورنيل ومستشفى نيويورك أنه " يجب على النساء فهم نافذة الخصوبة لديهن قبل استخدام أي موقع أو تطبيق، وتحتاج المرأة فهم أن نافذة الخصوبة الفعلية تكون من يوم الإباضة بالإضافة إلى 5 أيام سابقة في الدورة، ويمكن لاستخدام التطبيق الذكي أو الموقع الإلكتروني مساعدتهن في التنبؤ بتاريخ الإباضة واستخدامه كدليل على نافذة الخصوبة."
واختبر الدكتور روبرت وزملاؤه المواقع والتطبيقات مع القضية نفسها لامرأة لديها دورة شهرية لمدة 28 يوم و4 أيام من الحيض وتبدأ في 1 كانون الثاني/ يناير، وفي هذه الحالة قالت 80% من المواقع و 87% من التطبييقات أن يوم التبويض الصحيح كان في 15 كانون الثاني/ يناير، ولكن موقع واحد و3 تطبيقات استطاعت أن تعرف أن نافذة الخصوبة بين 10 - 15 كانون الثاني/ يناير. وكان الموقع الوحيد الصحيح بين المواقع هو babymed.com والتطبيقات الصحيحة هي iPeriod , My Days, Clue، وتوضح هذه النتائج أن النساء يجب أن يكن حذرات في الاعتماد على المواقع والتطبيقات للتنبؤ بأفضل أيام من كل شهر في محاولة للإنجاب أو تجنب الانجاب.
ويستخدم الأزواج نافذة الخصوبة غير الصحيحة من التطبيق أو المواقع الإلكترونية لوقت الجماع؛ وبالتالي يمارسون الجنس في وقت مبكر أو متأخر من فترة الخصوبة، واعترف الباحثون أن الدراسة شكلت التطبيقات والمواقع المجانية، ولم تبحث الدراسة عدد المرات التي قررها الأزواج لممارسة الجنس على أساس نافذة الخصوبة التي اقترحتها هذه الأدوات. وبينت الباحثة في جامعة كانبيرا في أستراليا الدكتور ديبورا أبتون أن النساء ربما يردن الاعتماد على بدائل لتحديد نافذة الخصوبة كل شهر، ويمكنهن عمل ذلك من خلال تتبع بعض التغيرات في أجسادهن التي تحدث أثناء فترة التبويض بما في ذلك ارتفاع طفيف لدرجة حرارة الجسم وزيادة في الإفرازات المهبلية. وقالت " بمجرد أن تبدأ النساء في الاعتماد على هذه الأدوات لفترة، عليهن أن يتملكن إحساسا جيدا عن دورتهن، بالإضافة إلى فترة التبويض، وهذه التطبيقات والأدوات البرمجية ليست فعالة للنساء اللواتي أما يحاولن أن يتصورن فترة التبويض لديهن أو يستخدمنها لتجنب الحمل."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر