لندن ـ ماريا طبراني
دعا أستاذ طب القلب في معهد "وولفسون" البريطاني غراهام ماكغريجور إلى ضرورة حظر الإعلانات عن الوجبات السريعة مثل حظر الإعلانات التجارية، مبينًا انه من غير المنطقي حظر إعلانات السجائر في الوقت الذي لا يزال يسمح فيه بالتسويق للمواد الغذائية غير الصحية.
وأشار ماكغريجور إلى أن طريقة تناول الأشخاص للطعام تشكل اكبر سبب للوفاة في بريطانيا، حيث ينتج عنها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
وأوضح "تشكل طريقة تناولنا للطعام الآن أكبر سبب للوفاة، فالأغذية المصنعة والمشروبات الغازية مليئة بالملح، ترفع ضغط الدم لديك، أما الوجبات المليئة بالدهون، ترفع نسبة الكولسترول في الدم لأنها مليئة بالسعرات الحرارية من السكر والدهون، ما يؤدي إلى السمنة، ولذلك نحن بحاجة إلى حظر تسويق جميع المواد الغذائية غير الصحية".
وأضاف "لماذا ينبغي أن نحظر تسويق السجائر التي قتلتنا، ونسمح بتسويق الوجبات الغذائية الضارة، وخصوصًا التي تستهدف أطفالنا"، مبينًا "هذا أمر غير منطقي، ولماذا ينبغي أن نسمح لهم بذلك؟ إنهم يلتفون على جميع اللوائح، ما يشكل فضيحة كاملة ومطلقة، ولذلك ينبغي الحد من حجم الإعلانات عن الوجبات السريعة، وفرض ضرائب على المشروبات الغازية".
وأردف ماكغريجور "الجميع منا يحمل على كاهله العديد من المسؤوليات الشخصية، وعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك امرأة هجرها زوجها، وتعيل أربعة أطفال، فستضطر لزيارة السوبر ماركت وشراء أرخص خبز، وأرخص الزيوت، وأرخص لحوم الخنزير، وأرخص النقانق ، وزد على ذلك تشتري المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر بالكامل، وذلك وفقا لما تدعو ‘ليه الإعلانات"، وأضاف: "ينبغي أن نعتني بهؤلاء الناس وأن نكافح لأجلهم".
وكشفت الدراسات الحديثة أن الأمراض الناجمة عن سوء التغذية وأساليب الحياة المريحة تكلف هيئة الصحة الوطنية البريطانية، أكثر من ستة مليارات جنيه إسترليني سنويا، أي أكثر من تكاليف علاج الأمراض الناجمة عن التدخين أو الكحول.
وذكر البروفيسور ماكغريجور الذي تحدث في مهرجان "شلتنهام" للعلوم، أن "وجبات بيغ ماك التي تقدمها مطاعم ماكدونالدز مع باكيت بطاطس مقلية كبير، مع الكولا، تحتوي على السعرات الحرارية الموجودة في 18 برتقالة أو 11 موزة، أتحدى أن يتمكن أحد من تناول 18 برتقالة"، وأضاف "والأخطر من ذلك أنه بعد تناول وجبات البيغ ماك، يمكن تناول وجبة غذاء كبيرة مكونة من طبقين أو ثلاثة بعد ساعتين".
وتابع "تمارس بعض المطاعم ضغوطا لا هوادة فيها على المستهلكين، لأنهم يسوقون وجباتهم ببراعة التي تستهدف بصفة خاصة المحرومين اجتماعيا والأطفال، والتي ستقتل الجميع في النهاية"، في حين أعلنت شركة "تيسكو" الشهر الماضي أنها ستشرع ابتداءً من العام المقبل، بتقليل السكر المضاف بنسبة 5 % إلى المشروبات الغازية، وهي خطوة رحب بها البروفيسور ماكغريجور.
وبيّن "لقد تمكنا من تحقيق نجاح باهر في بريطانيا في الحد من تناول الملح، لدرجة أن جميع المنتجات المتوفرة في السوبر ماركت، تحتوي على نسبة ملح اقل بحوالي من 20 % إلى 40 %، ونتجه نحو فعل الشيء ذاته بالنسبة للسكر".
ويذكر أن 25% من البريطانيين البالغين يعانون من السمنة المفرطة، أي حوالي 12 مليون شخص، مقارنة مع أقل من 3% في السبعينات من القرن الماضي، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى الثلث أي 33% بحلول عام 2030.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر