كشفت دراسة علمية أن ضعف الذاكرة قد يكون إشارة على بلوغ المراحل البدائية للخرف أو العته، وأضافت أن النساء اللائي تعانين من مشاكل في التذكر هن أكثر عرضة للإصابة بضعف الإدراك المعرفي أو الخرف في عقود لاحقة.
ولاحظ الباحثون من جامعة "كاليفورنيا"، أن معظم الشكاوى تأتي من النساء، مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل التعليم، والاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم والسكري والسكتة الدماغية وأمراض القلب أثناء إجراء الدراسة.
وعلقت جمعية "الزهايمر" على البحث الذي نشر في مجلة "علم الأعصاب"، بأنه يقدم رؤية مستقبلية أفضل، في تحديد المراحل التي سيتطور إليها هذا المرض.
وفيما يأتي يكشف الخبراء عن مشاكل الذاكرة العادية، فضلًا عن العلامات التي تنذر بخطر الإصابة بالعته أو الخرف وتستلزم المساعدة الطبية.
وتتراوح مشاكل الذاكرة العادية، بين نسيان الغرض من الذهاب إلى الطابق العلوي، واستغراق دقائق عدة لتذكر مكان ركن السيارة، ونسيان معاودة الاتصال بصديق أثناء العمل من المنزل مع سوء معاملة الأطفال، ووضع الأشياء في مكان ما وعدم القدرة على العثور عليها بعد فترة وجيزة، ونسيان شيء بسيط ذكره أحد الأصدقاء في اليوم السابق، ونسيان اسم شخص ما التقيت به للتو.
- أسباب التي تؤدي إلى حدوث ذلك.
أوضح أخصائي أمراض الأعصاب في مستشفى "لندن" أوليفر كوكيريل، أن الذاكرة الفورية قصيرة المدى تتشتت بمنتهي السهولة.
وتابع كوكيريل: "يعلم المخ أنك لن تحتاج إلى تذكر شيء ذي أهمية ضئيلة، مثل الذهاب إلى الطابق العلوي للحصول على الكتاب في غضون ساعات قليلة، لذلك يمحو هذا الشيء من الذاكرة لإفساح المجال أمام المزيد من الأشياء المهمة، وربما يعتبر هذا هو السبب في نسيان سبب الدخول إلى الغرفة".
وأفادت مدير التطوير في مركز "أبحاث الزهايمر" في بريطانيا ماري جانسون، بشأن نسيان المعلومات التافهة: "على المخ أن يقرر مدى أهمية المعلومات الجديدة التي تستحق التذكر، وفي حالة أهميتها يضعها في الذاكرة طويلة المدى، وفي حالة عدم أهميتها يقوم بحذفها".
ومن الممكن أن يؤثر التوتر والحزن وقلة النوم أيضًا على الذاكرة، فضلًا عن محاولة القيام بأشياء كثيرة جدًا في وقت واحد.
- العلامات المثيرة للقلق بشكل طفيف.
تتمثل العلامات في صعوبة القيام بمهام متعددة، وحدوث مشاكل في الذاكرة بصورة منتظمة ومألوفة، وعلى سبيل المثال نسيان مكان ركن السيارة بانتظام في مواقف السيارات، ونسيان أسماء الأقارب والأصدقاء، وصعوبة التعرف على الوجوه والألوان والأشكال والكلمات، وتكرار نفس السؤال المطروح منذ نصف ساعة، وتغيرات في السمات الشخصية من الصفة الاجتماعية إلى الانعزالية.
- أسباب حدوث ذلك.
تعتبر هذه الأعراض علامة على الإصابة بالاكتئاب، والإجهاد أو عدم القدرة على التركيز، ومع ذلك تكون علامات إنذار مبكر للإصابة بالخرف أو مرض "الزهايمر".
وذكرت الطبيبة من جمعية "الزهايمر" آن كوربيت: "هناك نوع من الزهايمر لا تتأثر فيه الذاكرة، إلا أنه قد ينتج عن تلف جزء من المخ المسؤول عن المعالجة المرئية، ويصطحب الأشخاص المصابين بالخرف، عائلاتهم القلقة من عدم سير الأمور على ما يرام، حيث تأتي أعداد ضخمة للعلاج لأنهم لا يستطيعون تذكر أسماء الأشخاص، وخلاصة القول إن معرفة الشخص بوجود مشاكل في الذاكرة، تعني أنه غير مصاب بالخرف".
- العلامات الخطيرة التي تستلزم استشارة الطبيب.
تتلخص بعض العلامات المثيرة للقلق في طلب كوب من الشاي دون إدراك وجود كوب بالفعل، نسيان اسم الحفيد، إلا أن ذكريات الطفولة لا تزال حية، وعدم وجود أدنى فكرة عن كيفية أداء المهام اليومية مثل الاغتسال، والخلط في ترتيب الأسرة، وضعف التقييم والحكم مثل ارتداء معطف سميك في فصل الصيف، وعدم القدرة على معرفة الغرض من أحد الأشياء المستخدمة بصورة يومية، وعدم التعرف على الأهل والأصدقاء، وترك المتعلقات الشخصية في أماكن غريبة، مثل الغلاية تحت السرير أو المحفظة في الثلاجة، ونسيان الزمان والمكان، وعلى سبيل المثال تصبح الأماكن التي يزورها الشخص في كثير من الأحيان غير مألوفة.
- سبب حدوث ذلك.
يصيب مرض "الزهايمر" منطقة الحصين في المخ، وهو جزء من المخ مسؤول عن الذاكرة على المدى القصير، ولا تتأثر الذاكرة على المدى الطويل.
وأفادت كوربيت: "الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر لا يتمكنون من تحويل الذكريات على المدى القصير إلى ذكريات على المدى الطويل، ولذلك تموت هذه الذكريات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر