لندن - كاتيا حداد
كشف الباحثون وفق دراسات حديثة أن النساء اللاتي يواظبن على نظام غذاء نباتي، مع المشي كل يوم، يُحسَن من الدفاعات ضد السرطان في غضون أسبوعين فقط، حيث يكون الدم لديهن قويًا بما يكفي لقتل من 20-30% من خلايا سرطان الثدي. ولا يحدث سرطان الثدي بين عشية وضحاها، بل يتشكل على مر عقود. وتشير الدراسات التشريحية إلى أن ما يصل إلى 39% من النساء في سن الأربعينات لديهن بالفعل أورام سرطانية في الثدي، والتي تكون صغيرة جدًا بحيث لا يمكن الكشف عنها بواسطة تصوير الثدي بالأشعة السينية.
وأوضحت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أن الحقيقة المخيفة هي أن ما يسميه الأطباء "الكشف المبكر" هو في الواقع كشف متأخر، لهذا السبب يجب أن لا تنتظري إلى التشخيص قبل البدء في اتباع نظام غذائي صحي، والذي قد يستطيع منع الإصابة بالسرطان أو وقف تقدمه على الأقل.
وأضافت أنه للأسف حتى بعد تشخيص سرطان الثدي، معظم النساء لا يصنعن تغييرات غذائية التي من شأنها أن تساعدهن على العلاج. ووجدت دراسة أخرى أن ما يقرب من 1500 امرأة أجرين تغييرات بسيطة بشكل ملحوظ، مثل تناول خمس حصص فقط أو أكثر من الفواكه والخضار يوميا مع المشي لمدة 30 دقيقة، لمدة ستة أيام في الأسبوع، شهدن تأثيرا كبيرا. وتتعرض هؤلاء النساء مقارنة مع المرضى اللاتي لم يخضعن لأي من هذه الأمور، إلى خطر الوفاة من سرطان الثدي في العامين التاليين لتشخيص المرض.
وأكدت دراسات أخرى بأن تناول الكثير من البروكلي قد يساعد على منع السرطان من العودة. كما أن الكحول تعتبر من الأشياء المسببة لسرطان الثدي، ففي عام 2013 نشر العلماء مجموعة من أكثر من 100 دراسة عن تأثير الشرب على سرطان الثدي (حتى كوب واحد في اليوم). فوجدوا زيادة طفيفة في مخاطر الاصابة بسرطان الثدي حتى بين النساء اللواتي يشربن مرة واحدة أو أقل في اليوم الواحد. كل عام في جميع أنحاء العالم، وقدر أن ما يقرب من 5000 حالة وفاة بسرطان الثدي تعزى إلى الشرب الخفيف. ومن بين الأطعمة التي تقمع نشاط انزيم يسمى هرمون الاستروجين سينسيز العنب الأرجواني، الفطر الأبيض العادي والفراولة والرمان.
وذكرت "الديلي ميل"، "معظمنا يعرف أن هرمون الميلاتونين يساعد على تنظيم النوم لدينا. ولكن يبدو أيضا أنه يلعب دورا آخر، مثل وقف نمو السرطان، ومن المعتقد أن الميلاتونين يمكنه المساعدة في وضع الخلايا السرطانية في وضع النوم ليلا". وللتأكد من تلك النتائج لجأ الباحثون إلى تجربة المرأة العمياء، لأن المرأة العمياء لا يمكن أن ترى ضوء الشمس، فالدماغ لا يحصل على إشارة لوقف إفراز الميلاتونين في دمائهم.
ووجد الباحثون أن النساء العمياء قد يكون لديهن نصف احتمالات الإصابة بسرطان الثدي من النساء المبصرات. وعلى العكس من ذلك، يبدو أن النساء اللواتي يتوقفن عن إنتاج الميلاتونين من خلال العمل في نوبات ليلية يكونون في زيادة خطر الاصابة بسرطان الثدي. حتى اللاتي يعشن في أحد الشوارع الزاهية بالإضاءة قد يزيد لديهن الخطر. ولذلك، على الأرجح من الأفضل النوم في غرفة مع ستائر ثقيلة ليلا بلا أضواء. ولكن هناك شيء آخر يمكنك القيام به للحفاظ على الإنتاج الخاص بك من الميلاتونين، وهو المزيد من الخضروات.
وأظهر باحثون يابانيون في عام 2005، وجود علاقة بين تناول الخضروات ومستويات الميلاتونين العالية. اللحوم، لسوء الحظ، يبدو أن لها تأثير عكسي، وفقا لدراسة في جامعة هارفارد، وقد تم تحليل الوجبات الغذائية لما يقرب من 1000 امرأة قبل أن يتم قياس مستويات الميلاتونين في الصباح. وكان استهلاك اللحوم الغذاء الوحيد الذي يرتبط بشكل كبير بانخفاض إنتاج الميلاتونين، وذلك لأسباب غير معروفة حتى الآن.
وتابعت الصحيفة البريطانية "واحدة من أسوأ الأشياء التي تقومين بها في حال القلق حيال الإصابة بسرطان الثدي، هو طهي اللحم البقري والخنزير والأسماك أو الدواجن في درجة حرارة عالية، وذلك يتضمن القلي، الشواء والتحميص، وعليه، فإن تناول اللحوم المسلوقة ربما يكون أكثر أمانا. وذلك لأن اللحم المطبوخ فوق درجة حرارة 100C تنتج المواد المنتجة للسرطان التي تسمى الأمينات الحلقية غير المتجانسة. ولعل هذا يفسر لماذا أكل اللحوم المطبوخة بشكل جيد ترتبط أيضا بزيادة خطر الاصابة بسرطان القولون والمريء والرئة والبنكرياس والبروستات والمعدة".
وأثبتت الدراسة أن النساء اللواتي يتناولن اللحوم أكثر شواء أو المدخنة يكون لديهن احتمالات الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 47%. ومن الأطعمة الأخرى التي توقف تقدم السرطان هي البروكلي، حيث تشير نتائج الدراسات أن وجود البروكلي أو الكرنب مع شريحة اللحم الخاصة بك سوف يقلل من تعرض الجسم للمواد المسرطنة. ويرتبط تناول 20 جرام من الألياف يوميا بخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 15%.
وأجرى باحثون في جامعة ييل وغيرها دراسات تفصيلية على النساء قبل انقطاع الطمث، واللاتي تتناولن أكثر من ستة جرامات من الألياف القابلة للذوبان (ما يعادل كوب من الفاصوليا السوداء) في اليوم. وكان للنساء احتمالات أقل بنسبة 62% للإصابة بسرطان الثدي مقارنة مع النساء اللائي تناولن أقل من أربعة جرامات يوميًا.
ويعتقد أن سرطان الثدي يستخدم الكولسترول لمساعدة تحريك السرطان وغزو المزيد من الأنسجة، أو بمعنى آخر، أورام الثدي يمكنها الاستفادة من ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم لتسريع وتيرة نموها. لذا، انخفاض نسبة الكوليسترول يمكن أن يساعد في خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وذلك عن طريق تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول. ولكن من الأفضل لخفض مستويات الكوليسترول في الدم بشكل طبيعي عن طريق تحسين النظام الغذائي الخاص بك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر