الكتابة تمنحنا مبرِّرًا للبقاء في عالم تشوبه الأخطاء الجسيمة ولم يعد مغريًا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الشَّاعر مصطفى الغرافي في حديث خاص لـ "المغرب اليوم":

الكتابة تمنحنا مبرِّرًا للبقاء في عالم تشوبه الأخطاء الجسيمة ولم يعد مغريًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الكتابة تمنحنا مبرِّرًا للبقاء في عالم تشوبه الأخطاء الجسيمة ولم يعد مغريًا

الكاتب والشاعر المغربي مصطفى الغرافي
مراكش - ثورية ايشرم

كشف الكاتب والشاعر المغربي مصطفى الغرافي أن "الكتابة تمثِّل بالنِّسبة لي أهم العوامل الأساسيَّة للتَّعبير عمَّا يجول بخاطري، وهي تلك الشُّعلة الملتهبة في الإبداع وشهوة التَّعبير، إذ تمنحك مبرِّرًا كبيرًا للاستمرار في هذا العالم، الذي لم يعد مغريًا بالقدر الكافي كما كان سابقًا، فمن دون كتابة تغدو الحياة خطئًا جسيمًا يحتاج إلى ترميم أو تعديل، فهي دعوة إلى الانغراس عميقا في الذات والحلول في الكائنات، دائما أردد عبارة "من لم يكتب، لم يعش".
وأضاف الغرافي، في حديث خاص لـ "المغرب اليوم" أن "عشق الكتابة وهوس التعبير يستبد بي فيجعلني في الكثير من الأحيان أخرج عن طوري لأكون غيري، فهي وعي شقي بالذات وبالعالم، ولطالما كنت مقتنعا أنه لا يمكن أن نكتب إلا بعد فاجعة أو انكسار يصهران الروح ويجعلانها شفافة تستطيع النفاذ إلى جوهر الأشياء، وهذا ما جعل صفة كاتب بمثابة حلم يراودني في اليقظة والمنام، وأركض حتى أحققه بكل ما أملك من وسائل".
وأشار الغرافي إلى أن " المشهد الإبداعي المغربي لا يبعث على الارتياح خلال هذه الفترة، بحيث ترتفع أصوات المبدعين بالتذمر والشكوى من واقع ثقافي تخيم عليه مظاهر التراجع ويمكن تخليص أزمة الإبداع في تزايد العرض وضعف الإقبال والقراءة ، مقارنة بالدول الغربية، بحيث نجد احتفاء بالمعرفة وتشجيع الباحثين، الذي لا نجد لهما أثرا في واقعنا الثقافي المغربي، في الغرب مثلا نرى تقاليد القراءة التي تجعل الإنسان الأوروبي يقبل على التثقيف الذاتي من خلال قراءة الكتب والمجلات في المقهى والحدائق العامة ومحطات القطار، مما يجعل فعل القراءة طقسا يوميا، عكس المغرب، بحيث نجد تبخيسا للكتاب الإبداعي الذي لا يقبل عليه أحد، لذلك نجد بعض الكتاب الذين خاضوا مغامرة طبع كتبهم على نفقتهم الخاصة يحتفظون بها في بيوتهم أو يوزعونها بأنفسهم على المكتبات والأكشاك".
مضيفا أن " تجربته الأولى تتمثل في ديواني الأول "تغريبة مصطفى الغرافي"، التي تعبر عن طفولتي الإبداعية، بحيث كتبت نصوص هذا الديوان بشهوة حارقة، إذ تجسد إبداعي للأحلام الكبيرة والانكسارات العظيمة التي كانت تتوزعني وقتئذ وأنا استسلم للحرف وفتنة الكتابة، وطبع الديوان في المغرب بعدما رشح للجائزة الوطنية التي تقيمها القناة الثانية المغربية، لكن ظروف النشر والتوزيع جعلته يقبع في المطبعات لأعوام ولم توزع منه سوى نسخ محدودة، وإن كان قد حظي باهتمام بعض الطلبة الباحثين في الإجازة والماستر، الذين اتخذوا من نصوصه مادة للدراسة في بحوثهم الجامعية".
وقال الشاعر: إن الربيع العربي جاء إثر سكوت العرب الطويل عن مطلب الحرية والديمقراطية، والذي كان هدفه كل خير، إلا أننا اكتشفنا يوما بعد يوم أن الربيع العربي يحث الخطى مسرعا نحو الخريف، فالثورات العربية لا يمكن أن تصبح ملهما للشعراء والمبدعين إذا لم تخاطب وجدانهم من خلال الاستجابة لطموحاتهم وتطلعاتهم ، فواقع ما بعد الثورة في بلدان الربيع العربي يكشف عن أحلام مجهضة أكثر مما يكشف عن إرادة حقيقة تعمل على تحقيق التغيير المنشود.
وقال مصطفى: إن المبدع لا يعيش معزولا عن واقعه، ولكنه لا يستجيب إبداعيا بطريقة ميكانيكية، فالمبدع الحقيقي هو الذي يترك مسافة بينه وبين الأحداث اليومية الساخنة، فنحن لا نكتب عقب الصدمة مباشرة ولكننا نكتب بعد أن تجف الدموع ونستوعب ما حدث، إذ ليس من مهام المبدع  تقديم تعليقات سياسية أنية، ولكن المطلوب على وجه الحقيقة التفاعل مع التحولات التي تمر بها المجتمعات العربية بطريقة خلاقة تمكن من تجسيد أحلام الجموع الهادرة المتعطشة إلى الكرامة والحرية وإعادة تمثيلها إبداعيا، ولا يمكن تحقيق هذا الطموح بالشعارات والتعليقات المباشرة ، لكن الأمر يحتاج إلى صبر ومعاناة وقدرة على الإنصات لنبض الوطن وهموم الشعب واستعدادا للتعبير عنها وتمثيلها جماليا وإبداعيا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتابة تمنحنا مبرِّرًا للبقاء في عالم تشوبه الأخطاء الجسيمة ولم يعد مغريًا الكتابة تمنحنا مبرِّرًا للبقاء في عالم تشوبه الأخطاء الجسيمة ولم يعد مغريًا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya