سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

صنع منها آلات موسيقية ومصابيح

سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية

تحويل بقايا القذائف إلى قطع فنية
دمشق ـ مصر اليوم

تمكن الفنان السوري، أبو علي بيطار، أن يترجم حال الأمل التي يعيشها على أرض الواقع، بتحويل بقايا القذائف والصواريخ إلى قطع فنية، محولاً طلقات "الشيلكا" الفارغة إلى عكازٍ لرجلٍ مسنّ، بروح إبداعية مدهشة، تؤكد أن آلات القتل والدمار لم ولن تنجح في الانتصار على روحه الصامدة لأنها تسعى أولًا وأخيرًا إلى الحياة.
ما دفع الناشطة السورية، عزة الحموي إلى تسليط الضوء عليه، ضمن فيلم قصير حمل عنوان "فن البقاء".
رافقت كاميرا الفيلم أبوعلي وهو يتجول داخل غرفة خاصة به تشبه بأدواتها وأغراضها مصنعًا صغيرًا يعرض فيه كل صناعاته. وبكل جرأة تحدث إلى الكاميرا متحديًا كل أدوات القتل، حيث شرح لنا كيف استخدمها في إنتاج أشكالِ فنية رائعة، اكتسبت جماليتها من بساطة الصناعة وإبداع الفكرة.
وتقول مخرجة العمل عزة حموي: "احتراف - فن - أدوات.. الرجل الدوماني كانت أداته فوارغ الصواريخ الروسية صنع منها آلات موسيقية.. هذا ما يسمى بـ فن التجهيز، إنه فن البقاء هناك موسيقى لنبقى.. أبوعلي البيطار من مدينة دوما".
قد تبدو الموسيقى عصيّة على أن يتم استحضارها بروحانيتها وطقسها الخاص، من خلال بقايا صواريخ وقذائف دبابات. إلا أن أبوعلي استطاع أن يجعل تلك الأخيرة مصدرًا مميزًا لدى صنعه لآلة "الدرامز" الموسيقية. ولم يكن يلزم لهذه الصناعة اليدوية إلا بضعة أجزاء من صاروخٍ وقع هنا أو هناك وراح ضحيته عشرات الأرواح ربما.
وبطريقةٍ فنية أيضًا، تجمع ما بين الشكل والوظيفة الخدماتية، صمّم أبوعلي بيطار حمامًا "إفرنجيًا"، قام بعرضه على الكاميرا وهو يسخر من فعل القتل الذي لم يستطع أن يميت ضحكات وأرواح السوريين على الرغم من وجود آلاف الشهداء والمنكوبين.
كذلك صمم أبوعلي مصابيح بأشكال وأنواع مختلفة، لتنير قليلًا من ظلمة ليل سورية، حتى لو كانت المواد المستخدمة فيها هي السبب الرئيسي في هذه الظلمة. ولعلّ المشهد الختامي في الفيلم، حيث الرجل الدوماني يركب "الموتور" المصنوع من بقايا القذائف، يؤكّد على أنّ السوريين سيمضون في حياتهم رغم كل الموت المحيط بهم، ويؤكّد أنهم سيستغلون كل ما يقتلون به لصنع مواد وأغراض تضمن لهم البقاء على قيد الحياة وبكثيرٍ من الإبداع والمسؤولية.
في مثل هذه الحالة، فإن تناقضًا كبيرًا يحتل المساحة الشاسعة التي تفصل ما بين الفن والقتل، لكن الإنسان السوري اليوم يفرض وجوده بقوة ويجعل من هذا التناقض مصدرًا للدهشة، إذ يقرر أن يستخدم ما وصله بغرض القضاء عليه، كوسيلة نحو مزيد من الحياة والبقاء، إنه بهذه الطريقة ينتصر على الآخر المجرم أولًا وعلى الخوف واليأس اللذين من الطبيعي أن يزوراه في خضم الأحداث، ثانيًا.
ربما يطرح البعض سؤالاً عن ما يقدمه فيلم "فن البقاء" أو غيره من الأفلام المشابهة في ظل الواقع المعيش المزدحم بالدم وأصوات القذائف والمتفجرات؟ وبالطبع فإن الجواب يؤكد أنه لا يمكن حصر النتائج في إطار محدد وواضح، لكننا حتمًا لمسنا الأمل في عيون وقلوب كل من شاهد الفيلم، خاصةً وأنه يبعث على التحدي ويوصل رسالة مفادها: نحن هنا وسنبقى هنا.
من جهةِ أخرى لا بد من وجود خط فني يحاول أن يتماشى مع كل العنف الحاصل، ما يفتح المجال أمام الإنسانية للعودة من جديد إلى الساحة السورية. وفي الوقت ذاته، لا يمكن للفن أن يتنحى ويظل خارج الموقف، حيث هو مرآة عاكسة لكل ما يجري، سواء نقل الأحداث بطريقة حيايدية موضوعوية، أو نقلها ضمن وجهة نظر معينة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya