الوضع الأمني سببًا في هجرة المسيحيين من العراق
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

البطريريك مار لويس ساكو لـ "مصر اليوم":

الوضع الأمني سببًا في هجرة المسيحيين من العراق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الوضع الأمني سببًا في هجرة المسيحيين من العراق

البطريرك مار لويس ساكو
بغداد جعفر النصراوي

عبّر رئيس الكنسية الكلدانية في العالم؛ البطريرك مار لويس ساكو عن قلقه من استمرار تدهور الوضع الأمني الذي يعد سببًا رئيسًا من أسباب وعوامل دفع المسيحيين إلى الهجرة من العراق، داعيًا إلى تدعيم  الأمن لكبح جماح ظاهرة هجرة المسيحيين الذين يعدّ وجودهم عامل استقرار في المنطقة، هذا وقال البطريرك ساكو في حديث إلى "العرب اليوم" إن "العامل الرئيس لاستمرار هجرة المسيحيين هو انعدام الأمن"، مبينًا أن "المسيحيين يغادرون العراق لعدم وجود استقرار، إلى جانب وجود الجماعات المتشددة التي تشكل خطرًا على وجود المسيحيين". وأضاف ساكو، إن "المسيحيين فقدوا ثقتهم بالمستقبل، إنهم محبطون، فالأمان والحرية هما أهم عوامل استمرارية بقاء الكنيسة في العراق، وعندما يشعر المسيحيون بالأمان والحرية، ويشعرون أنهم متساوون مع الآخرين، فأنهم سيبقون ولا يفكرون بالمغادرة". وأوضح رئيس الكنيسة الكلدانية في العالم، أن "الأمن ضروري لغير المسيحيين أيضا، لكن البقية هم الأغلبية، وينتمون إلى عشائر وقبائل توفر لهم الحماية على عكس المسيحين الذين يشكلون أقلية وهذا يشعرهم بأنهم في حالة التهديد المستمرة من الجهات المتعصبة والمتطرفة".  ودعا البطريرك ساكو، جميع الأطراف في العراق إلى التسامح والمصالحة، وإنهاء حالة التوتر بين حكومة المركز والمعارضة والإقليم، عادا أن وجود المسيحيين عاملا مهما في تحقيق الاستقرار. وتابع البطريرك ساكو إن "المتشددين لا يتقبلون المسيحية، لكونهم يعتقدون بأن السبب وراء المشكلات التي يتعرضون لها هو الغرب، أو بمعنى آخر المسيحيين"، لافتا الى أن "الوضع بشكل عام سيء، وهناك توتر بين الحكومة العراقية والمعارضة، وكذلك بين حكومة المركز وحكومة إقليم كردستان". وبين ساكو أن "الكل ينتظر تحسن الوضع، نحن نتطلع إلى تحقيق مصالحة حقيقية بين جميع الأطراف، ووجود المسيحيين عامل مهم للمساعدة في تدعيم حالة التماسك والتلاحم في منطقة يشوبها عدم الاستقرار"، داعيا في ختام حديثة إلى "الصلاة لبقاء وحدة الكنائس، والعمل سوية لتحقيق إستراتيجية قوية يستمر على أساسها بقاء المسيحيين في بيوتهم". وأشار ساكو إلى أن من الصعب الوصول إلى العيش المشترك من دون حوار، ومن يحاور يجب أن يكون مطلعًا على قاعدة الحوار وشروطه، وأن يكون مقتنعاً وواثقًا من ثقافة الحوار وربما اكليروسنا غير منفتح عليها لعدة أسباب وزادتها العقلية الطائفية والمحاصصة التي ظهرت بعد سقوط النظام، بالنسبة لنا، منذ البداية زرنا علماء الدين المسلمين سنة وشيعة وأقمنا علاقات وطيدة معهم. ونلتقي مرارًا، وقدمنا بمناسبة شهر رمضان مأدبة إفطار لهم وطبعنا في إحدى السنوات تقويم الصيام ووزعناه في الجوامع، و في بداية شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى نوجه رسالة إليهم، وأقمنا اقله مرتين صلاة مشتركة، كما لنا علاقات مع مسؤولي الأحزاب وشيوخ العشائر، نحن كأقلية مسيحيين دورنا هو في مد الجسور وإشاعة ثقافة السلام والحوار. وأكد ساكو أن على الصعيد السياسي والاجتماعي، و الحل يكمن في دمج العراقيين في مشروع المواطنة الواحدة، بعيدًا عن الطائفية والفئوية، فالإنسان واحد أمام القانون في الحقوق والواجبات، ثم يجب عاجلا أم آجلا فك الدين عن السياسة، أنهما حقلان مختلفان، فاليوم تدين السياسة بتشويه و تسييس الدين كفر مبين. وأبدى ساكو أسفه من أن الكنيسة الكلدانية في العراق متقوقعة على ذاتها وتعيش في الماضي وغير متحسسة للواقع المتغير، ولا توجد وحدة بين المصاف الأسقفي ولا يوجد تخطيط ولا إصلاح ليتورجي وتربوي وراعوي ولا تنسيق ولا تنظيم ولا رؤية، وهذا شيء محزن جدًا، خاصة و أننا نمتلك قدرات وإمكانات، وهي بحاجة إلى الاستفادة منها واستثمارها التركة ثقيلة.  واختتم حديثه قائلاً "كما يعلم الجميع نحن متأثرون بالعقلية القبلية والقروية والقال والقيل ولا توجد دائرة بطريركية وأسقفية وقلما يوجد في داخل العراق مجالس أبرشية وخورنية، من ناحية التنظيم والإدارة، و أبرشيات الخارج أفضل بكثير، فإنني لا أريد الدخول في تشخيص وضعنا الحالي لأنه محزن ومبك، و نأمل بأن يتحسن وأن يتحد  أصحاب الإرادة الطيبة في عمل شيء سريع وإيجابي. و يذكر أن البطريرك لويس ساكو يشغل منصب رئيس أساقفة كركوك والسليمانية قبل اختياره الجمعة (1 شباط 201/ فبراير)، رئيسا للكنيسة الكلدانية في العام خلفًا للكردينال عمانوئيل دلي الذي استقال نهاية العام الماضي بسبب تقدمه في السن، وذلك في انتخابات أجريت في العاصمة الإيطالية روما، وشارك فيها قساوسة كلدان من العراق وأوروبا وأميركا.  

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوضع الأمني سببًا في هجرة المسيحيين من العراق الوضع الأمني سببًا في هجرة المسيحيين من العراق



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya