قصة الفنانة المغربية ماجدة الشلحاوي العصامية وتفاصيل إبداعها بورتريهات الملوك
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تحدَّت واقعها وإعاقتها وحولتها إلى حافز للبذل والعطاء الفني

قصة الفنانة المغربية ماجدة الشلحاوي العصامية وتفاصيل إبداعها "بورتريهات" الملوك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصة الفنانة المغربية ماجدة الشلحاوي العصامية وتفاصيل إبداعها

ماجدة الشلحاوي فنانة عصامية تُبدع "بورتريهات" الملوك العلويين
الرباط - المغرب اليوم

جذبت الفنانة التشكيلية المبدعة بالفطرة، ماجدة جمال الشلحاوي، الأنظار إليها، فهي وُلِدت في مدينة سيدي سليمان الصغيرة والمعطاءة، وطاب لها المقام هناك، هي فنانة ليست كباقي الفنانات المغربيات، لأنها تحدت واقعها وإعاقتها وحولتها إلى حافز للبذل والعطاء الفني، ودافعا للتألق والنجاح بدل العزلة والاكتئاب، فرسمت وأبدعت بالريشة والألوان، وبرغم معاناتها من إعاقة حركية، إلا أن ذلك لم يقف يوما حائلا أمامها لمزاولة موهبتها في الرسم والتشكيل، ومواصلة مسيرتها الفنية بكل ثقة بعد أن خبرت أسرارها بشكل عصامي، محققة حلم طفولتها ومترجمة إياه إلى لوحات فنية و"بورتريهات" أبدعتها أنامل ماهرة في فضاء كله ألوان وجمال.

وتحكي أمّ فيحاء عن محطات بارزة كان لها تأثير كبير في حياتها وكانت سببا في انطلاقها نحو عوالم الإبداع والتميز، فكانت البداية بدعم الأسرة وتشجيعها في سن مبكرة، مرورا بشخصية الملك الراحل الحسن الثاني، ووصولا إلى مشاركتها في معارض ومسابقات وطنية ودولية وتتويجها من بين مئات الفنانين التشكيليين الذين توفر لديهم ما لم يتوفر لماجدة، ما جعلها تتشبث بالاستمرار في هذا المجال بالرغم من ضعف الامكانيات، كما كانت زيارة الملك محمد السادس إلى العديد من معارضها الفردية والجماعية ملهمة لها لأن تحكي للجيل الصاعد عن مختلف الحقب التاريخية للمملكة من خلال رسم لوحات الملوك العلويين الذين تعاقبوا على حكم البلاد منذ قرون في تجربة هي الأولى من نوعها في المغرب.

بورتريه الحسن الثاني

"بدأ ارتباطي بالرسم خلال المرحلة الابتدائية؛ إذ كنت دائما أرسم في دفاتري وكتبي المدرسية كل ما يخطر على مخيلتي بالأقلام الملونة وأنجذب للمثير من الألوان والأشكال"، تقول ماجدة لجريدة هسبريس الإلكترونية متحدثة عن هوس الإبداع والرسم الذي سكنها في سن مبكرة، وتضيف: "لاحظت عائلتي أن رسوماتي تنم عن حس فني يفوق سني، فكان أبي رحمه الله يشجعني على ذلك ويوفر لي كل ما أحتاج إليه من أقلام وأوراق، واستمر هذا الشغف إلى حدود المرحلة الثانوية التي كانت فترة فارقة في مسيرتي الفنية؛ إذ نظمت ثانوية علال الفاسي بسيدي سليمان حيث كنت أدرس، أواخر تسعينات القرن الماضي، مسابقة في الرسم عرفت مشاركة مكثفة من طرف تلاميذ وتلميذات جميع المؤسسات التعليمية بالمدينة، وتُرك للمتسابق حرية اختيار موضوع المسابقة، فرسمت بورتريها للملك الراحل الحسن الثاني حصلت به على المرتبة الأولى من بين العشرات من المشاركين والمشاركات، ومن هناك كانت انطلاقتي الفنية مع تعويض قلم الرصاص والأقلام الملونة بالريشة والصباغة المائية والقماش".

جوائز متنوعة

كبرت رغبة ماجدة جمال الشلحاوي في احتضان التجربة التشكيلية، فشقت طريقها نحو التألق والنجاح، واستقرت في محراب هو بيتها جعلته فضاء إبداع وإلهام، وذهبت بعيدا في البحث وأكثرت فيه، فحصلت على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، التي كانت بمثابة أمل لها في الاستمرار في هذا المجال في غياب فضاءات للعرض بمدينتها سيدي سليمان ودعم المسؤولين بها. "شاركْتُ في ملتقيات ومهرجانات فنية عدة، وأقمت معارض فردية وجماعية ناجحة داخل أرض الوطن وخارجه، كما تم اختياري من بين 400 شاب وشابة للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب للألفية الثالثة تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء بقاعة المؤتمرات بالدار البيضاء، وفزت أيضا بجائزة تشجيعية من الدرجة الثانية من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط، وغيرها من الجوائز الوطنية والشواهد التقديرية"، تقول ماجدة.

بارقة الأمل

وتبقى جائزة الشارقة للمعاقين المبدعين بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2001 من بين أهم الجوائز التي حصلت عليها الفنانة ماجدة جمال؛ إذ حازت فيها على الرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي وكانت الممثلة الوحيدة للمملكة المغربية في هذا الحدث الهام، وحظيت بتكريم خاص من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، الذي سلمها درع التفوق في حفل كان تتويجا للجهود التي بذلتها في إثبات قدراتها وذاتها.

تهنئات ملكية

عرفت مسيرة الفنانة التشكيلية نجاحات عدة داخل أرض الوطن وخارجه، وتفتخر بزيارة صاحب الجلالة إلى العديد من معارضها، فتحكي عن أول لقاء لها بالجالس على عرش المملكة سنة 1999 بالرباط قائلة: "كنت أعرض لوحاتي بفضاء الأوداية بمناسبة الأسبوع الوطني للتضامن ضد الفقر، وكانت بعض صور الملك محمد السادس معروضة هناك، وفي اليوم الثالث تفاجأت بدخوله إلى فضاءات الرواق متحررا من البروتكول الرسمي، فتبادلنا أطراف الحديث وشجعني على الاجتهاد لتحقيق طموحاتي الفنية والسير بعيدا في هذا المجال، كما زارني في معارض فردية عدة بكل من القنيطرة والدار البيضاء، وفي العديد من المعارض الجماعية الأخرى"، لكن تبقى أحسن ذكرى عالقة بذهن ماجدة عن الملك هي المكالمة الهاتفية التي خصها بها جلالته بمناسبة ازدياد مولودتها الأولى سنة 2008.

وبهذا الصدد، تقول: "عودنا صاحب الجلالة دائما على رعايته للفن والفنانين؛ إذ تكفل بجميع مصاريف ولادتي لابنتي البكر فيحاء بمصحة خاصة بالرباط، وفور علمه بوضع مولودتي أرسل إلي باقة ورد وتهنئة إلى المستشفى، وفي صباح اليوم الموالي رن جرس هاتفي وكان المتحدث من الجانب الآخر مدير التشريفات الملكية والأوسمة يخبرني بأن الملك يريد محادثتي، وظلت الجملة التي خاطبني بها محفورة في ذاكرتي: معك القصر الملكي ماتقطعيش ندوز ليك سيدنا، فأحسست بشعور رائع وعاهل البلاد يتصل بي ويقدم لي التهاني مباشرة ويتمنى لي الشفاء العاجل والتألق والنجاح المستمر في مسيرتي الفنية".

التربية على المواطنة

إلى التاريخ المغربي تخطت ماجدة جمال حواجز الزمن بريشتها وأناملها الماهرة لترسم أجمل بورتريهات الملوك العلويين، تسرد لنا من خلالها ماضيا حافلا بملاحم وبطولات شهدها المغرب عبر قرون من أجل تبليغ رسالة هادفة إلى الأجيال القادمة حول التاريخ المشرق للمملكة المغربية. "حبي لبلادي خلاني نقوم بسنوات من البحث المتواصل في تاريخ المملكة المغربية"، تتحدث الشلحاوي عن بداياتها الأولى في خوض تحدي رسم صور جميع الملوك العلويين الذين تعاقبوا على حكم المغرب، من المولى الشريف إلى محمد السادس بن الحسن، تم تضيف: "أخذت البادرة رغم علمي بصعوبة رسم 23 ملكا، فكان علي البحث المكثف للحصول على معلومات أو صور أو وثائق عن تلك الشخصيات ومدة حكم كل واحد منهم، مع التركيز على الزي الرسمي للبيعة الذي كان يميز كل حقبة معينة بداية من القرن السادس عشر الميلادي إلى يومنا هذا".

وأكدت أن رسم ملك لم تره ولم تعش معه كان أمرا صعبا، "لكن التجربة كانت ممتعة ونجحت ونالت صدى كبيرا داخل الوطن وخارجه، فأنتجتُ مجموعة من اللوحات ستكون مدرسة للجيل الجديد الشغوف بتاريخ هذا المغرب الحضاري المعطاء في انتظار تشجيع أكبر". ولم تنس الفنانة التشكيلية مدينتها سيدي سليمان التي كان لها شرف استقبال أول معرض لهذه الصور بعد خروجها إلى العلن، والذي نظم في الهواء الطلق بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال سنة 2018، تلتها بعد ذلك معارض عديدة جابت مختلف مدن المملكة عند كل مناسبة وطنية، لتكون بذلك أول فنانة أبدعت ريشتها في رسم لوحات للملوك العلويين التي تقول عنها ماجدة إن "مكانها ليس على الجدران بل بمتحف للتاريخ".

مدرسة الفنون

"أتأسف لغياب أية التفاتة للفنان بمدينتي، فجميع معارضي وتنقلاتي كانت بتمويل ذاتي مني ومن أسرتي التي لا تبخل في مساعدتي ودعمي باستمرار، وأنا الآن بصدد الانتهاء من آخر اللمسات على مشروع افتتاح مدرسة لتعليم الفنون الجميلة بسيدي سليمان، وهو في مراحله الأخيرة بمجهودات شخصية ودعم من صاحب الجلالة الذي يوليني عناية خاصة أنا وابنتيّ فيحاء ورتيل، ويمدني بشحنات إيجابية للمزيد من العطاء"، تختم الحاجة ماجدة جمال حديثها.

قد يهمك ايضا :

ختام فعاليات الأسبوع الثقافي بمناسبة السنة الأمازيغية في مليلية المغربية

نقل "ملوك وآلهة مصر" إلى المتحف المصري الكبير وسط إجراءات أمنية مشددة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة الفنانة المغربية ماجدة الشلحاوي العصامية وتفاصيل إبداعها بورتريهات الملوك قصة الفنانة المغربية ماجدة الشلحاوي العصامية وتفاصيل إبداعها بورتريهات الملوك



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya