واشنطن - رولا عيسى
منذ ما يقرب من 50 عامًا، اكتشف علماء الاثار الذين كانوا يقومون بالتنقيب في مدينة خارج "سانت لويس"، مدفنة جماعية غير عادية تحتوي على جثتين فوق سرير من الخرز بالاضافة الى العديد من الجثث الاخرى القابعة حولهما.
كان من المعتقد أن المدفن الموجود في مدينة "كاهوكيا" هو مجرد نصب تذكاري لرجال، ولكن الآن يشير الباحثون الى أن هذا ليس هو الحال، فقد كشف بحث جديد للبقايا أن واحدة من هذه الجثث الرئيسية هي في الواقع لأنثى وأن النساء كانت تلعب دوراً مهما في المجتمع.
ويُعتقد أن كاهوكيا هي المدينة الأميركية الأولى، وتعرف الآن باسم "تل 72" وهو مكان دفن هائل اكتشفه عالم الآثار، ملفين فاولر في عام 1967 ويحتوي على 270 جثة مع خمس مقابر جماعية تحتوي كل منها على 20 جثة على الاقل، وبعضها يحتوي أكثر من 50 جثة.
وكشفت الأبحاث أن الدفن قد حدث بين عامي 1000 و 1200. وقال مدير المسح الاثري بولاية إلينوي توماس إيمرسون إن " مدافن تل 72 تعد من أهم المدافن في أميركا الشمالية خلال تلك الفترة الزمنية". ووفقا للباحثين، فقد استندت تفسيرات الدراسات السابقة على معلومات غير دقيقة وغير كاملة، فقد كان هناك اعتقاد سائد بأن اثنين من الرجال اصحاب السلطة مدفونين على سرير من الخرز ويلتف حولهم خدمهما.
كان يُعتقد أن حبات الخرز من الممكن أن تكون بقايا بطانية على شكل طائر، وهو الأمر الذي تم ربطه بالمحاربين وتقاليد السكان الأصليين في أميركا. و"كان من بين الأمور التي تعزز مفهوم المحاربين الرجال هي صورة الطائر، وبسبب هذا كان يُعتقد أن مدينة كاهوكيا يهيمن عليها الرجال"، قال ايمرسون.
وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل الخرائط القديمة والتقارير وبقايا الهياكل العظمية. وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن هناك ست جثث مدفونة، ولكن وجد الباحثون أن هناك في الواقع 12 جثة من بينهم جثة رئيسية لامرأة.
ووفقا لعالمة الأنثروبولوجيا، كريستين هيدمان فإن اكتشاف الإناث في هذا الهيكل كان "غير متوقع." كما عثر الباحثون ايضاً على رفات طفل. وقال ايمرسون "الآن اصبحنا ندرك أنه لم يكن هناك نظام يجعل الرجال مهيمنين ولم يكن في كاهوكيا طبقة النبلاء من الرجال ولكن كان هناك الرجال والإناث معا"ً.
واوضح ايمرسون أنه من خلال التركيز على مفهوم المحاربين، اساءت دراسات سابقة تفسير ثقافة كاهوكيا خلال هذه الفترة الزمنية. وأضاف "بالنسبة لي، بعد أن حفرت معابد في كاهوكيا وقمت بتحليل الكثير من المواد، الرمزية كانت عن تجدد الحياة والخصوبة والزراعة.
وختم: "عندما جاء الأسبان والفرنسيون إلى الجنوب الشرقي في وقت مبكر من القرن السادس عشر، قسموا تصنيف المجتمعات الى كل من رجال وإناث، ولكن التقسيم هنا كان ليس مبنيا على الجنس ولكن على الطبقة."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر