العطار يبرئ فرانس كافكا من تهمة الإيمان بمشروع الصهيونية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكّد أنّه لم يقحم نفسه في السياسة ولم يكن منتميًا إلى أي أيديولوجيات

العطار يبرئ فرانس كافكا من تهمة الإيمان بمشروع الصهيونية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العطار يبرئ فرانس كافكا من تهمة الإيمان بمشروع الصهيونية

الباحث المصري عاطف بطرس العطار
القاهره-المغرب اليوم

لم يتردد الباحث المصري عاطف بطرس العطار، في كتابه "كافكا عربيًا.. أيقونة تحترق"، الصادر عن "دار المتوسط" في ميلانو في إيطاليا، في تبرئة الكاتب التشيكي الشهير فرانس كافكا من تهمة "الصهيونية"، مؤكدا أن كافكا لم يقحم نفسه في السياسة ولم ينتم لأي أيديولوجيات.

ويرى العطار أن من يقرأ كافكا ويومياته يعرف أنه كان متشككًا تجاه المشروع الصهيوني، رغم تعاطفه مع فكرة الظلم الواقع على اليهود في أوروبا وضرورة أن يجدوا مكانًا آخر ليعيشوا فيه، لكنه كان متشككًا بالنسبة للمشروع الصهيوني القائم على استيطان أرض فلسطين العربية.

 وفرانس كافكا (1883 – 1924) كاتب تشيكي يهودي ولد في براغ وكتب بالألمانية، وهو رائد الكتابة الكابوسية، وتُصنّف أعماله بكونها واقعيّة عجائبية أو كابوسية لأنها تركز على قضايا نفسية وأزمات كاشفة عن حالات الاغتراب والخوف، ومن أشهر أعماله رواية (المسخ أو التحول) و(المحاكمة)، و(القلعة)، وبفضلها ظهر في الأدب مصطلح الكافكاوية الذي يشير إلى الكتابة الحداثية الممتلئة بالسوداوية والعبثية.

اقرا ايضا:

"دبي للثقافة" تستشرف المستقبل في متحف الاتحاد

يعمل العطار في كتابه على رصد وفهم وتحليل أشكال التفاعل والاشتباك في الثقافة العربية مع إنتاج الكاتب التشيكي البارز  بوصفه "أحد علامات الحداثة في الأدب الغربي".

والكتاب في الأصل إعادة تحرير وتطوير  لأطروحة قدمها بطرس لنيل درجة الدكتوراة في الأدب المقارن من جامعة ليبزج الألمانية،  وصدرت في كتاب بالألمانية عام 2009 بعنوان "كافكا كاتب يهودي من منظور عربي".

واندلع نقاش حاد في أوساط المثقفين العرب عام 1971 حول "صهيونية كافكا" عندما كتب الشاعر العراقي الراحل أنور الغساني مقالًا في مجلة "الآداب"، المعروفة بخطها القومي بعنوان: "هل كان كافكا صهيونيًا"، استنادا إلى تحليل قصة بعنوان "بنات آوى وعرب".

وقبلها بسنوات اشتعل نقاش في البرلمان السوري عام 1966 حول إدراج كتب كافكا في سلسلة مطبوعات تمولها الدولة.

وتوالت بعد ذلك الكتابات التي تحاول إظهار فرانس كافكا كاتبًا صهيونيًا، وأشيع أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان وراء حملة في مجلة "الأقلام العراقية" دعت لإلصاق تهمة الانتماء الصهيوني بصاحب "المسخ"، دون أي توضيح عن السر أو الهدف من وراء ذلك.

وأصدرت الناقدة العراقية بديعة أمين كتابا بعنوان: "هل ينبغي إحراق كافكا؟" عام 1983، حاولت فيه رصد الاتهامات الموجهة إلى الكاتب الغربي الشهير.

 وفي هذا السياق يرى المؤلف أن ماكس برود، صديق كافكا، الذي رفض الاستجابة لوصيته بإحراق أعماله،  هو الذي انتهك حرمة أعمال كافكا لأنه حررها ورتبها ونشرها وعلق عليها بشكل يخدم تصوراته الشخصية، التي تميل للسذاجة وتأتي في إطار فكره الصهيوني المحدود والمنحاز .

ويلاحظ عاطف بطرس العطار هول المفارقة، التي جعلت أوراق وأعمال كافكا تسافر من عاصمة أوروبية إلى فلسطين العربية في حقيبة يهودي هارب من حملات النازية، هو صديقه ماكس برود، الذي عمل  لاحقا على إنقاذها ثم نشرها بتعليقات جعلت المكتبة الوطنية لإسرائيل تطالب بحقها في هذه المخطوطات وتحصل عليها بحكم قضائي صدر في العام 2016.

وفي مايو الماضي تخلت السلطات الألمانية عن 5 آلاف وثيقة ومستند تخص الكاتب الشهير فرانس كافكا وصديقه ماكس برود، وسلمتها إلى إسرائيل، التي تدعي أنها الأحق بتراث أي أديب أو عالم يهودي بغض النظر عن بلاده الأصلية، وضمت محتويات الوثائق بطاقة بريدية لفرانز كافكا تعود لعام 1910، ووثائق شخصية ظلت محفوظة لدى ماكس برود، ووصف الخبراء هذه الوثائق بأنها نافذة للمشهد الأدبي والثقافي في أوروبا في أوائل القرن العشرين، وأضيفت هذه المجموعة الجديدة إلى نحو 40 ألف وثيقة في المكتبة الوطنية الإسرائيلية بالقدس، وذلك بعد رحلة دامت لسنوات، حيث انتقلت مخطوطات الروايات والمراسلات وكتابات أخرى تخص ماكس برود، ما بين ألمانيا وتل أبيب وسويسرا وعادت لتل أبيب في نهاية المطاف بعد أن تمكنت السلطات الألمانية من ضبطها ضمن أعمال ولوحات فنية روسية مزورة.

وفي كتابه الجديد يسعى عاطف بطرس لفهم كيف تم تحويل كافكا في العالم العربي إلى "أيقونة"، تمت إعادة إنتاجها وتوظيفها بأشكال مختلفة كما تمت أيضا شيطنتها ونبذها والمطالبة بحرقها وحرق ما يتصل بها من نصوص .

 ولا يكتفي الكتاب برصد ومقارنة الترجمات المختلفة التي صدرت ولا تزال تصدر لأعمال كافكا، وإنما يحاول فهم ظروف تلقي هذه الأعمال وبالتالي تحقيق مهمتين، الأولى قراءة أعمال كافكا في ظروف تأليفها ونشرها بلغتها الأصلية إلى جانب الوقوف على لحظات تلقيها وكيف تتراكم التأويلات فوق النص الأصلي.

 ولعل أمتع ما في الكتاب الأسئلة الجديدة التي يحاول المؤلف صياغتها حول المحاولات العربية الأولى لقراءة وترجمة كافكا، وهي المحاولات التي وقف خلفها طه حسين عميد الأدب العربي، الذي يبدو أنه تابع النقاش الذي دار في الغرب خلال سنوات الحرب العالمية الثانية حول كافكا وأعماله، كما اهتم بكتاباته الشاعر السوريالي المصري الرائد جورج حنين (1904-1973 ) مؤسس الحركة السوريالية في مصر. ويتساءل العطار : "إذا كان مشروع طه حسين التنويري على الطراز الغربي هو السياق الذي احتضن كافكا، فما الذي دفعه لمقارنة إنتاجه بإنتاج شاعر مسلم مثل أبو العلاء المعري؟ وهل يمكن اعتبار تلك المحاولة تفكيرا مبكرا في عقلنة التراث العربي.

عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين

وكان طه حسين أول من قدم كافكا لقراء اللغة العربية،  وذلك في مقال صدر في منتصف الأربعينيات، قارن فيه بين أجواء عالم فرانتس كافكا والشاعر أبي العلاء المعري، معتبرًا أن كلا الأديبين عاشا عصرًا من الاضطراب والأزمات والفساد، وأن كلاهما عاش متأرجحا بين اليأس والأمل.

أما جورج حنين فيرى الباحث أن اهتمامه بكافكا ربما جاء انطلاقا من رغبته في مناهضة الفاشية والرجعية في أوروبا والعالم.

ويجادل الكتاب الفكرة التي ترى أن الاهتمام بكافكا عربيا في ستينيات القرن الماضي بعد نكسة العام 1967 كان انسجاما مع لحظة الهزيمة بطابعها الكابوسي.

ويعدد أسماء عدد من الكتاب اهتموا بكافكا وأعماله، مثل بهاء طاهر وإدوار الخراط في المجلة الطليعية "جاليري 68، بل استوحى بعضهم أعمال كافكا في رواياتهم وقصصهم" وأبرزهم صنع الله إبراهيم في روايته الشهيرة "اللجنة".

قد يهمك ايضا:

" أبوظبي للسياحة " تشارك في "بورصة السياحة العالمية" في برلين

بن عبدالعزيز يحضر الاحتفال بالذكري الـ 70 لانطلاق اليونسكو

المصدر :

واس / spa

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العطار يبرئ فرانس كافكا من تهمة الإيمان بمشروع الصهيونية العطار يبرئ فرانس كافكا من تهمة الإيمان بمشروع الصهيونية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:46 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

وظائف تزيين وتجميل في المغرب

GMT 08:15 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تكناتين تنظم دوري الجمعيات لكرة القدم المصغرة

GMT 14:27 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

حريق هائل يلتهم 3 بواخر صينية في ميناء أغادير

GMT 02:51 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات لاب توب Dell Precision 5530 الجديد

GMT 20:32 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات إعداد علب تخزين الإكسسوارات

GMT 21:37 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

انتقاد شديد لشعار المغرب لحملة استضافة مونديال 2026

GMT 19:22 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

ماسك الصبار يساعد على تطويل الشعر والقضاء على القشرة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 15:21 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

بانون وبنشرقي يُبدّدان مخاوف مدرّب المنتخب المغربي

GMT 05:02 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نصائح من أجل معالجة الهالات السوداء بعد مكياج رأس السنة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya