برويز تنافولي الشاب الإيراني الذي صنع شيئَا من لا شيء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد صنعه تمثالًا يجسَد كلمة "لا شيء"

"برويز تنافولي" الشاب الإيراني الذي صنع شيئَا من لا شيء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

تمثالًا برونزيًا من أجل قصر الشاه
طهران ـ مهدي موسوي

طلبت ملكة إيران في عام 1971 من الفنان الشاب حينها برويز تنافولي وهو في العقد الثالث من عمر، أن ينشئ تمثالًا برونزيًا من أجل قصر الشاه، وجاء التمثال ليجسد كلمة heech"" وتعني "لا شيء" باللغة الفارسية، في رسالة غامضة من الفنان غير واضحة المعنى، وتلقى تنافولي مكالمة هاتفية بعد وقت قصير من الشاه يطالبه بشرح ما يعنيه عمله الفني، إلا أن النحَات الذي درس الفنون الجميلة في ميلانو من خلال منحة دراسة من حكومة الشاه اعتقد أنه واقع في ورطة.
 برويز تنافولي الشاب الإيراني الذي صنع شيئَا من لا شيء
وذكر تنافولي "عندما وصلت إلى المنزل دخلت إلى غرفتي وكتبت بأسرع ما يمكن، وشرحت أن الأمر متعلق بذاتي الداخلية ولا يتعلق به"، وفى نهاية الأمر أصبح الشاه راضيا، وبعد بضعة أعوام، في حفل استقبال مع الرئيس الأميركي جيمي كارتر في قصر نيافاران في طهران أثنى كارتر على أعمال تنافولى الذي تعرَض للمساءلة ذات مرة بسبب أعماله.
 برويز تنافولي الشاب الإيراني الذي صنع شيئَا من لا شيء
وأصبح تنافولي منذ ذلك الحين الفنان الأكثر شهرة في إيران، وتباع أعماله الفنية بأغلى الأسعار في المزادات العلنية، وقدم تنافولي الكثير من أشكال كلمة heech ومنها ما يتكئ على كرسي أو تقف بجانب بعضها البعض، وزعم أحد أصدقاء الفنان أن هناك نادٍ لملاك تصميمات heech، وترتدى زوجة تنافولى قلادة ذهبية وخاتما من نفس الكلمات، وقدّم تنافولى بعض من تصميماته كهدايا أعياد ميلاد لأصدقائه.
 
وامتد أعمال الفنان تنافولى إلى أبعد من ذلك حيث يقيم أول معرض فني منفردا لأعمال هذا العام ويعرض فيه بعض من أعماله الأخرى في معرض The World Goes Pop ما يسلط الضوء على تأثير فن البوب خارج العالم الغربي، وعندما عاد تنافولى إلى إيران التي قضى فيها نصف عمره اكتشف أنه لم يُنسى على الرغم من ثورة القمع ضد الفن.
 
وتلقى تنافولى اتصالا هاتفيا من مدير متحف طهران للفن المعاصر في عام 2001 وكان حينها يعيش في كندا يسأل ما إذا كان يحب العودة إلى طهران وإقامة معرض فني، واندهش من دعوته ولم يستطع أن يصدق نفسه.
 
وغادر تنافولى إيران بعد 10 أعوام من قيام الثورة الإسلامية عام 1979، ولم يكن مسموحا له بالعمل أو إقامة معارض وكذلك لم يتمكن من مغادرة البلاد لفترة طويلة، إلا أن الفتح الثقافي الذي وصل البلاد في أواخر التسعينات تحت حكم الإصلاحيين غيّر الكثير من الأوضاع.
 
وأضاف تنافولي "قبلت الدعوة على الفور، لقد أرادوا إقامة عرض كبير من أعمال وتم ذلك بالفعل، وكان أكبر معرض في حياتي، اعتقد أنني نُسيت تماما لأن ظهور الجيل الجديد جعل أسمائنا وأعمالنا لا تذكر كثيرا، كيف لهم أن يتبعوني؟".
 
وأثبتت الدعوة التي تلقاها تنافولي خطأ اعتقاده بأنه أصبح منسيا، ومنذ ذلك الحين سافر ذهابا وإيابا إلى إيران جنبا إلى جنب مع الرسام بمن موهاسيس والمصور اردشير موهاسيس وحاليا توفي الاثنان، واختير تنافولي ضمن أهم ثلاثة فنانين إيرانيين في استطلاع للرأي أجرته إحدى الصحف.
 
وبدأ تنافولى تعليمه الفني في عام 1952 عندما فتحت أول مدرسة للنحت في طهران وكان من أوائل المنضمين إليها، وأكمل تنافولى تعليمه في إيطاليا وعندما عاد إلى وطنه ساعدته الحكومة في استئجار شقة في حي عباس أباد في طهران حتى تكون الأتيليه الخاص به والذى أسماه "كابود"، وأصبح الأتيليه الخاص به مركزًا للفنانين الشباب الآخرين وكان مهدًا لميلاد مدرسة "صكخانة" والتي تمثل حركة فنية للمحافظين الجدد.
 
وتعد مدرسة صكخانة أولى مظاهر الحداثة الإيرانية وتمثل مجموعة فنية ثقافية تأثرت بالفنون الشعبية الشيعية الإسلامية والفن ما قبل العهد الإسلامي فضلا عن الاستراتيجيات الرسمية الدولية وذلك حسبما أفادت جمعية آسيا التي عرضت أعمال تنافولي في نيويورك، واستخدم المصطلح لأول مرة بواسطة الباحث والناقد الإيراني البارز كريم إمامي في مقال صحافي في فترة الستينات.
 
وأشار تنافولى "كان الفنانون من قبل يفخترون بمتابعة بيكاسو أو سيزان ولكننا كنا نقدم فنا مختلفا وكان لدينا مدارسنا الخاصة، ولم أرياد اتباع الغربيين ولكننا أردنا أن نكون فارسيين بشكل أكبر ولذلك استخدمت كل الأدوات المحيطة بي مثل المشاوى والأقفال، وبالتدريج استطعت خلق مدرستي الخاصة من خلفية إسلامية".
 
وتميزت أعمال تنافولي بالاتساق في الشكل والتكوين والأفكار منذ محاولاته الجادة في ميلانو، واستحوى تنافولي بعض أعماله من الأسواق المحلية والأضرحة والعلامات الدينية، وبين تنافولى " كان الشعراء الفارسيين مثل حافظ أو الرومى قادرين على تغيير دورتي الدموية، كانت أشعارهم ملهمة جدا ولم أحتاج إلى الذهاب إلى مكان أخر، وكانت الأقفال الموجودة في المزارات الشيعية مصدرا كبيرا للإلهام بالنسبة لي، وعندما كنت كفلا كانت الأقفال لعبتي الوحيدة".
 
ويعتبر تنافولى جامعًا للأعمال الفنية أيضا، ولديه أكبر كمية من الأعمال الفنية القبلية في إيران مثل الصلب الفارسي والأقفال والمنسوجات القبلية والنسيج والحقائب القبلية وأغطية الخيل والأرضيات، وأوضح تنافولى أنه ليس رجل دين مضيفا "على الرغم من تحريم الإسلام للصور والأشكال المادية إلا أنه ترك كنزا كبيرا من الفنون الأخرى".
 
وجاءت فكرة عمل تصميمات من كلمة heech للمرة الأولى بعد فشل أول معرض رئيسي لتنافولي في عام 1965 حيث أغلق صاحب المعرض المكان بعد عدة أيام، وكان من بين الأعمال افنية في هذا المعرض سجادة فارسية يدوية الصنع بها قطع من المنتصف لإفساح مكان لإبريق المرحاض.
 
وكانت تصميمات Heech استجابة لهذا المعرض، وبيّن تنافولى "كنت أشعر بالإحباط وبأنه لا يمكنني الاستمرار بهذا الشكل، وفى هذه الأيام لم يحب أحد أعمالي ولا حتى المثقفين، لم أسمع حتى مجاملة واحدة، لأنم لم يرون أعمالا مشابهه، وتمثل كلمة heech العديد من المعاني والأشكال".
 
وعلى الرغم من أن السلطات الإيرانية صادرت بعض أعمال تنافولي في الأعوام الأخيرة أثناء نزاع على منزله في طهران إلا أنه أوضح أنه متفائل بشأن بلاده وأنه تأثر بشكل خاص بالفنانات، مضيفا " لقد شادت العديد من المواهب الفنية الرائعة وخاصة من الإناث، وتتصاعد المواهب النسائية في البلاد وهو ما يعد ظاهرة جديدة، ولم يكن لديهم فرصة كبيرة في الماضي ولكن اليوم،  يريدون التعبير عن أنفسهم والمشاكل التي يواجهونها في المجتمع، وهنا يعد الفن الوسيلة المثلى، وهناك شاعرات استطعن التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل مثل فروغ فرخزاد وهى من أبرز الشاعرات الإيرانيات في القرن العشرين".
 
وبيَن تنافولى بعد نجاحه المقدر بمليون دولار في دار كريستيز وسوزيبى أن حياته لم تتغير مضيفا "أنا لا زلت نفس الشخص، نفس الرجل ولم يتغير أسلوب حياتي، ما زلت أرتدي نفس البدلة ونفس الحذاء ولا زلت أعيش في نفس المنزل ولدي نفس العائلة، وأحب أن أكون سفيرا للثقافة في بلدي، وأحيانا تركز وسائل الاعلام على جانب واحد فقط وتظهر الجانب السيء، ولكن هناك جانب جيد لكن الاعلام لم يغطيه جيدا، وأعتقد أنه يجب تغطية الجانب الجيد بنفس القدر حتى تستطيع الناس إصدار أحكام أكثر دقة".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برويز تنافولي الشاب الإيراني الذي صنع شيئَا من لا شيء برويز تنافولي الشاب الإيراني الذي صنع شيئَا من لا شيء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya