نقوش تاريخية تعيد الحياة لقرية مغربية فقيرة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

إشاعة تحول "ياغور" إلى مزار سياحي

نقوش تاريخية تعيد الحياة لقرية مغربية فقيرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نقوش تاريخية تعيد الحياة لقرية مغربية فقيرة

رسومات ونقوش في قرية "ياغور"
مراكش ـ سعيد بونوار

بين الحين والأخر يتقاطر عشرات السياح المغاربة والأجانب على قرية "ياغور" (تقع على مقربة من أعلى جبل في المغرب توبقال البالغ طوله 5465 متراً) لم يكن سكان القرية الذين يعيشون على

الرعي في مسالك وعرة يعتقدون أن مجرد إشاعة ستحول بلدتهم إلى مزار سياحي كبير، حيث يمضي السياح ساعات يتأملون رسومات ونقوش تعود إلى ما قبل التاريخ.
يتذكر هؤلاء كيف عاشوا حالات انبهار وعدم القدرة على التصديق وهم يتأملون سيارات رباعية تزور قريتهم الفقيرة، بل ويتذكرون خطبة وزير لا يرونه إلى في التلفزيون، هذا إذا كانوا يملكون هذا الجهاز العجيب. خطب الوزير وهو يلمس بيديه النقوش الأثرية وقد بدت سليمة قائلاً:"إن قصاصات الأخبار التي نشرتها وسائل إعلام أجنبية حول تعرض منحوتات صخرية تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ بهذه المنطقة التي توجد بالأطلس الكبير إلى التدمير على يد سلفيين مجرد إدعاءات كاذبة وعارية من الصحة".


نقوش تاريخية تعيد الحياة لقرية مغربية فقيرة


وكانت أنباء قد انتشرت قبل أسابيع  في منابر إعلامية وطنية ودولية تفيد بتدمير سلفيين مغاربة لنقوش صخرية في الأطلس الكبير، بدعوى أن هذه المآثر التاريخية القديمة ترمز إلى "الأوثان التي ينبغي التخلص منها لكونها تناقض عقيدة التوحيد". لم يكن يعلم هؤلاء أن خبراً التقطته إحدى وكالات الأنباء (هم لا يعرفون أصلا ما معنى وكالة أنباء) عن تدمير "سلفيين" لنقوش أثرية سيثير كل هذا الصخب، وسيجعل أعداداً كبيرة من عشاق السياحة الجبلية والمغامرة يكدون من أجل الوصول إلى حيث تلك النقوش الشاهدة على حضارة ما قبل التاريخ.
 وزارة الثقافة المغربية باعتبارها الوصية على القطاع، شددت على أن خبر تدمير هذه النقوش الصخرية التاريخية التي توجد في هضبة "ياغور" بجماعة أربعاء تيغدوين بإقليم الحوز، "عار من الصحة" حيث أظهرت تحريات مصالح الوزارة المختصة مركزيا، وبعين المكان، بأن هذه النقوش لم تتعرض لأي عمل تخريبي خلاف ما نشر"، مشيراً إلى أن "مواقع النقوش الصخرية كسائر المواقع التاريخية الأخرى قابلة على الدوام للتعرض لعوامل التعرية الطبيعية والبشرية، وأحياناً لعمليات الاتجار غير المشروع".


نقوش تاريخية تعيد الحياة لقرية مغربية فقيرة


التحرك الحكومي، والاعتماد على التكذيب المباشر والمادي للخبر جاء إثر غضب عام من تأثير الخبر على سمعة المغرب وعلى قيم الانفتاح التي يعيشها والتي تعززت أكثر بتقلد حزب العدالة و التنمية ذي التوجه الإسلامي مقاليد التدبير الحكومي في المغرب، فالخبر الصغير من شأنه أن يدمر ما تبقى من وهج سياحي للمغرب الذي تعاني سياحته من قلة توافد الأوروبيين نتيجة الأزمة المالية العالمية وكذا تداعيات الربيع العربي، بيد أن الخوف تبدد، فالتكذيب كان سبباً دفع بالمئات من السياح المغاربة والأجانب إلى البحث عن أقرب وسيلة للوصول إلى "ياغور" حيث قرص الشمس.
بعيداً عن التغليف السياسي للحدث، وقريبا من نتائج سارة للحدث على ساكنة القرية، تقرر أن تعبد الطريق إلى القرية والتي تتطلب أربع ساعات على البغال، ولا تصلها السيارات بتاتاً، وذلك من أجل تمكين الزوار من مشاهدة نقوش صخرية تعد الأقدم في شمال إفريقيا.
تحولت القرية التي بالكاد كانت تصلها أقدام أبناء القرية في أيام عيد الأضحى من كل سنة إلى قبلة للسياح والمسؤولين الراغبين في التمتع بهذه النقوش التي تعود إلى ما قبل التاريخ،  إلى فترة حكم الفينيقيين.
واكتشف الكثير من الزائرين أن هذه القرية التي لم يسمع الكثيرون عنها يوماً، تتمتع بسحر طبيعي من شأنها أن يحولها إلى مركز سياحة جبلي بامتياز.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقوش تاريخية تعيد الحياة لقرية مغربية فقيرة نقوش تاريخية تعيد الحياة لقرية مغربية فقيرة



GMT 08:38 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:03 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

فنادق جديدة تتحدى تداعيات "كورونا" وتفتح أبوابها قريبًا

GMT 20:12 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

تعرفوا على أبرز المهرجانات السياحية في منطقة جازان

GMT 17:49 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

المتحف المائي في جدة سحر البحر الأحمر وجمال الطبيعة

GMT 16:15 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة دلما الإماراتية أصل اللؤلؤ للوجهات السياحية الساحرة

GMT 14:14 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

"الباهية" في أبوظبي ضمن أفضل 10 حدائق في العالم

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya