وسط البلد قلب القاهرة النابض وشاهد التاريخ الحديث
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"المغرب اليوم" يزور أهم مناطقها على مر العصور

"وسط البلد" قلب القاهرة النابض وشاهد التاريخ الحديث

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

منطقة وسط البلد قلب القاهرة
القاهرة ـ خالد حسانين

تعد منطقة "وسط البلد" قلب القاهرة النابض، والشاهد على تاريخ مصر الحديث، منذ عهد الخديوية وإلى يومنا الحاضر، بكل متغيراته، قبل وبعد ثورة "اللوتس". توجه "المغرب اليوم" إلى منطقة وسط البلد، ليقدم تاريخ تلك المنطقة، وأهم ما فيها من أماكن سياحية، تشعرك بدفء التاريخ، وعراقة الإنسان، فضلاً عن كتابة الحاضر، واستشراف المستقبل .
وتتميز المنطقة بميادين عدة، وشوارع تفضي في دائرة ميدان التحرير، منها شارع البستان، وشارع طلعت حرب، وشارع محمد محمود، وشارع القصر العيني، والتي تبدأ جميعها عند ميدان التحرير أو تنتهي فيه لتتوسع حلقات المنطقة وتشمل أحياء وسط القاهرة، والموسكي، وباب الشعرية، والعتبة، ولاظوغلي، وقد بناها الخديوي إسماعيل، لتكون واجهة مشرفة لمصر، وقد تم تخطيطها وتصميمها على أحدث الطرازت الأوربية، وتم إدخال الإضاءة في شوارعها، قبل أن تدخل شوارع باريس.
ويُعد ميدان التحرير، حديث العالم، ومسرح أحداث الثورة المصرية، منذ الـ 25 من كانون الثاني/يناير 2011، ورمز الحرية في العالم الآن، حيث حظي بشهرة عالمية، لاعتباره مكان تجمع، وانطلاق الثوار، خلال الثورة وبعدها.
ومن ميدان التحرير يتفرع شارع التحرير، الذي توجد في محيطه منطقة باب اللوق، حيث اسواق الكمبيوتر، واتحاد الغرف التجارية، وينتهي عند قصر "عابدين"، أشهر قصور مصر، الذي شهد سنوات الحكم، والعديد من الأحداث التاريخية الهامة، منذ العهد الملكي، حتى العصر الحديث، وأهمها حادثة أحمد عرابي ضد الاحتلال الإنكليزي، عندما قال مقولته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا عبيدًا".
ويعد قصر "عابدين" تحفة ‏تاريخية نادرة، بالشكل الذي جعل منه متحفًا يعكس الفخامة التي شيد بها، والأحداث ‏الهامة التي شهدها، منذ العصر الملكي، وحتى قيام ثورة يوليو 1952، والذي يحرص الكثير من المهتمين بالمتاحف على زيارته، لأنه من أهم وأشهر القصور، التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي، حيث كان مقرًا للحكم ‏من العام 1872 حتى العام 1952.
ومع الاتجاه يمينًا، تصل إلى منطقة "لاظوغلي"، حيث مقر وزارة الداخلية المصرية، بتحصيناتها الحالية، بعد أن كانت رمزًا لقوة الدولة، والمكان الأكثر جدلاً، والذي يخافه الناس، ويتحاشون الاقتراب منه، وما إن قامت الثورة، حتى صار مركزًا للمظاهرات، والهجوم عليه كل فترة من جانب الثوار، وغيرهم، سواءًا من التيار المدني أو الإسلامي، وقرب وزارة الداخلية، تجد وزارة العدل، وعلى بعد بضعة كيلومترات توجد وزارة الصحة، التي يقع بالقرب منها مقر مجلسي الشعب والشورى، ومجلس الوزراء (أي أنها منطقة الحكومة المصرية كلها)، ومعظمها تقع في شارع "القصر العيني"، الذي تجد في نهايته نقابة الأطباء، في مبنى يسمى بـ "دار الحكمة"، والتي تأسست عام 1920.
ومن ميدان التحرير أيضًا تستطيع الوصول نحو كورنيش النيل، الذي يضم العديد من الفنادق الفخمة، مثل سمير أميس، وشبرد، وجراند حياة، والفورسيزون، وهو مكان التقاء العشاق من الشباب، الذين يملأون الكورنيش صيفًا بثنائيات جميلة، ترسم لوحة إنسانية فريدة من العشق، والتواصل الإنساني، حتى في وقت التظاهرات والمشاكل، وسواءًا من البسطاء، الذين يسيرون بضعة كيلومترات على النيل، أو مرتادي البواخر الفخمة، المتراصة على جانبي النيل الساحر.
 وشارع طلعت حرب، هو أحد الشوارع المتفرعة من ميدان التحرير، وأهم ما يميزه تمثال طلعت باشا حرب، رمز الاقتصاد المصري، ومقهى "ريش" الثقافي، الذي ارتاده عمالقة الفكر والثقافة المصرية، وفي ميدان طلعت حرب، تجد مقهى "جروبي" الشهير، وأيضًا عمارة "يعقوبيان"، المنسوبة إليها الرواية الشهيرة للكاتب علاء الأسواني، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي حصد العديد من الجوائز، فضلاً عن دور السينما، ومنها سينما ومسرح ميامي. ومن ميدان طلقت حرب يتفرع شارع قصر النيل، الذي يُعد أهم الشوارع التجارية، حيث تصطف المحلات التجارية على جانبيه، وتجد هنا البورصة المصرية، وينتهي الشارع عند ميدان الأوبرا، والذي يقع على ناصيته مسجد "الكخيا" الأثري.
ويلتقي شارع طلعت حرب مع شارع "26 يوليو"، الذي يرمز لثورة يوليو، والذي يتميز بوجود دار القضاء العالي، ذو المكانة القضائية العريقة، ورمز العدالة في مصر، والذي تقع بالقرب منه نقابتي المحامين والصحافيين، كبري النقابات المصرية، من حيث التأثير السياسي.
وعلى امتداد شارع "26 يوليو" تجد مثلث "ماسبيرو"، الذي يضم وكالة البلح، أشهر أمكان مصر التجارية القديمة، وأرخصها، وهنا ستجد مبنى "ماسبيرو"، الذي يضم التليفزيون المصري، وبجواره مبني وزارة الخارجية الشاهق، المطل على كورنيش النيل، وعند العودة يسارًا، تتوجه إلى ميدان عبدالمنعم رياض، والمتحف المصري، المطل على ميدان التحرير، وفندق هيلتون الشهير.
وفي شارع "26 يوليو" تجد بعض المحلات التجارية، والفنادق القديمة جدًا، صغيرة الحجم، ومنازل تحتفظ بالطابع القديم، والفخامة في البناء، والشكل الخارجي، ومنه إلى منطقتي العتبة، والموسكي، وهنا ستجد دار الأوبرا القديمة، أو دار الأوبرا الملكية، التي افتتحت في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1868، واحترقت في حريق القاهرة الكبير، في 28 تشرين الأول/أكتوبر 1971، والتي كانت تعد دار الأوبرا الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط.
وبنيت دار الأوبرا بأمر من الخديوي إسماعيل، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وقام المعماريان بيترو أفوسكاني (من ليفورنو)، وروتسيي، بتصميم مبنى الأوبرا، وقد صنعت من الخشب، وكانت تسع 850 مقعدًا، والتي حل محلها الآن موقف كبير للسيارت، فيما يظل تمثال إبراهيم باشا قائمًا في مكانه مطلاً على منطقة وسط البلد، وهو آخر الميادين التي بنيت في عهد الخديوي إسماعيل، ليكون الحاجز ما بين وسط البلد وأحياء القاهرة القديمة والحديثة الأخرى.
ومن ميدان الأوبرا (إبراهيم باشا)، تجد منطقة العتبة، أكبر الأسواق الشعبية المصرية، حيث مئات المحلات المتناثرة في الشوارع الرئيسية والفرعية، تقدم بضاعتها لأبناء الطبقة الوسطى والفقيرة، ويتوافد عليها الآلاف يوميًا.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسط البلد قلب القاهرة النابض وشاهد التاريخ الحديث وسط البلد قلب القاهرة النابض وشاهد التاريخ الحديث



GMT 08:38 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:03 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

فنادق جديدة تتحدى تداعيات "كورونا" وتفتح أبوابها قريبًا

GMT 20:12 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

تعرفوا على أبرز المهرجانات السياحية في منطقة جازان

GMT 17:49 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

المتحف المائي في جدة سحر البحر الأحمر وجمال الطبيعة

GMT 16:15 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة دلما الإماراتية أصل اللؤلؤ للوجهات السياحية الساحرة

GMT 14:14 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

"الباهية" في أبوظبي ضمن أفضل 10 حدائق في العالم

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya