رحلة سياحية رائعة إلى مدينة بترا الأردنية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

على خطى أوباما وتشارلز وكاميلا

رحلة سياحية رائعة إلى مدينة بترا الأردنية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحلة سياحية رائعة إلى مدينة بترا الأردنية

آلاف السنوات تحيط بك أثناء الرحلة إلى بترا
عمان ـ مصر اليوم

إذا كنت تود تتبع آثار أقدام تشارلز وكاميلا والسير على خطى باراك أوباما العائد أخيرًا من هناك بعد زيارة مدينة بترا الأثرية العتيقة، بالطبع ستكون مغامرة سياحية حافلة بالتجارب الجديدة، لأنها تلك  المدينة التي تحمل بين جنباتها سجلًا حافلًا بالأحدث التي سُجلت على مبانيها العتيقة ومعابدها وأسوارها على مدار آلاف السنوات، وهي أيضًا تلك المدينة المحاطة من كل اتجاه ببلاد يسودها الاضطراب السياسي والعنف مما يمنع آلاف السائحين من بدء رحلاتهم إلى الماضي في بترا في الأردن. رحلة سياحية رائعة إلى مدينة بترا الأردنية ولا شك أن تلك الاضطرابات التي تؤثر على المنطقة بأكملها، لم تطل الأردن التي يفتخر أهلها في أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تزال تحتفظ بالأمن والهدوء، وتفتخر بوجودها السلمي في المنطقة، وتفتخر أيضًا بما يتوافر لدى أهلها من كرم ضيافة وحسن استقبال. وعلى عكس الكثير من دول شمال أفريقيا التي تسير فيها غير مطمئن على حياتك أو متعلقاتك أو ذويك بسبب حالة الاضطراب التي تضربها، يمكنك الاستمتاع بالأمن والهدوء في الأردن على مدار الزيارة التي مهما طالت، سيستمر الشعور بالأمان في ملازمتك حتى يودعك على حدود الأردن، وهو ما جعلها في الفترة الأخيرة، وجهة لكبار الشخصيات على مستوى العالم. لذلك، يُعد الخطر الوحيد الذي يمكنك أن تواجهه في الأردن، لاسيما أثناء زيارة مدينة بترا الأثرية، هو على بطاقتك الائتمانية، إذ تخرج الأمور عن السيطرة عندما تنبهر بما تراه من جداريات وأرضيات مشغولة بالموزايك، يرجع تاريخها إلى آلاف السنوات وتحمل عبق التاريخ وكأنها مصنوعة اليوم لا منذ عشرات العقود. فبعد أن يأخذك سحر المدينة الصامدة عبر آلاف السنوات، لن تتمكن من منع نفسك من شراء المشغولات اليدوية المصنوعة من الموزايك أيضًا، والتي تحمل سمات المدينة نفسها من لمسات فنية عالية تنقلك من عام الواقع الحاضر إلى الماضي السحيق. وتبدأ الرحلة برحلة جوية مريحة ملؤها الرفاهية على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية الملكية الأردنية، لتهبط الطائرة في مطار عمان، العاصمة الأردنية، إذ صالة الوصول الجديدة التي وصلت تكلفتها إلى 500 مليون إسترليني، ثم الخروج منها إلى العاصمة التي تستأثر بثلث سكان الأردن الذين يبلغ عددهم 18 مليون نسمة. وغالبًا ما يمكن التوجه مباشرةً إلى المعالم السياحية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، لكن الرحلة تكون أكثر متعة وإثارة، إذا ما فضل الفوج السياحي أو السائح المنفرد البقاء لبعض الوقت في عمان، إذ يمكنه التوجه إلى القلعة، وهي مجموعة من أطلال قلعة رومانية قديمة من بينها أعمدة ومسلات وأطلال لأسوار وأجزاء قديمة من المبنى وبعض آثار التماثيل التي تحطمت بفعل الزلازل وغيرها من العوامل الطبيعية. ومن هذه الأطلال، قد يكون أشهرها قطعة من الصخر على شكل ذراع كانت ذراعًا لتمثال ضخم لهرقل حتى تحطم لتمثال بفعل الزلازل، ولم يتبق منه سوى هذا الذراع. ومن أكثر الأشياء تميزًا في القلعة، تلك الإطلالة الساحرة المتميزة على المدينة التي تكشف للناظر المدينة بالكامل. ويتوجه السائحون أيضًا بعد الانتهاء من رحلة القلعة إلى متاحف عمان الحافلة بالمجوهرات الأثرية والأواني الخزفية التاريخية، كل ذلك بين أحضان هرقل وعلى مرأى من ذراعة المتبقية بعدما فعلت به الطبيعة. رحلة سياحية رائعة إلى مدينة بترا الأردنية وما أن ينتهي الزائر من جولته في المتاحف ويتناول الشاي على الطريقة الأردنية في الهواء الطلق لتكون فرصة لالتقاط الأنفاس، تبدأ الشهية في القيام بواجباتها وتحن إلى تناول وجبة فاخرة يكتمل بها الإحساس برفاهية الرحلة السياحية إلى الأردن. وتنتشر في أطراف عمان منازل مبنية على الطراز اللبناني تقدم جميع أطباق المطبخ الشرقي المميز والتي تتضمن الخبز المصنوع في المنزل، الحمص، التبولة، المتبل "طبق يُصنع من الباذنجان" وغيرها من الأطباق المميزة التي لن تجدها إلا في الأردن وبعض دول الشام. أما الراحة والرفاهية، فهي حلقة أساسية من مسلسل المتعة الذي يشاهده السائحون أثناء زيارة الأردن. تُعرض هذه الحلقة في فندق كيمبنسكي عشتار – البحر الميت الذي يحتوى على قاعة استقبال فاخرة، مدرجات نخيل متميزة في الحديقة والممرات الخارجية وأحواض سباحة. وللفندق بعض الإطلالات الجميلة التي من بينها واحدة تريك المواقع التي شهدت الأحداث التي رواها الكتاب المقدس عبر مياة البحر. يُذكر أن هذا الفندق يقع على بعد 400 ميل تحت مستوى سطح البحر، مما يجعله أكثر الأماكن انخفاضًا في العالم. ومع هذا الانخفاض، ترى الشمس الساطعة وتستمتع بدرجة حرارة مثالية لا ترتفع عن 32 درجة، إضافة إلى الشواطىء الخاصة والجروف المستقلة التي يوفرها الفندق للنزلاء والتي يمكن لهم أثناء الجلوس عليها أن يدلوا أقدامهم إلى المياه، مياه البحر الميت، التي يعتبرها الكثيرون من أنشطة السياحة العلاجية المعروفة على مستوى العالم. وبالانتقال إلى مدينة بترا، تبدأ التجربة المثيرة إذ يبدو الصعود لمسافة تصل إلى 1400 متر من المهام الواجب على السائح القيام بها للاستمتاع بزيارة تلك المدينة ليمتع ناظريه بالإطلالة التي يتصدرها الرعاة بقطعانهم التي يعتنون بها بطريقة لم تتغير على مدار آلاف السنوات، إلا أنهم في العصر الحالي يرتدون قبعات البيسبول ويحملون الهواتف الذكية. وغالبًا ما يصطحب السائحون أثناء زيارة بترا مرشدًا من البدو المحليين، ليخوضوا خلفه مغامرة التنقل بين الوديان الصخرية الضيقة ويستمتعون بالسير بين أحجار الكلس الوردية وهم يقتربون شيئًا فشيئًا من السماء الصافية. وبعد 45 دقيقة من تسلق المرتفع الشاهق، يصل السائح إلى واجهة الكنز التي تُعد من العجائب السبع للعالم الحديث، وهو الموقع الذي شهد تصوير عدد من أروع أفلام السينما العالمية، مثل إنديانا جونز وذي لاست كورسايد.  وبالتجول في أنحاء المدينة تصادف المقابر الملكية والمسرح المدرج المحفور في قلب الصخور، وذلك قبل الوصول إلى الدير الكبير عبر ممر مغطى بالرخام. وللحصول على أكبر قدر من الترفيه والمتعة، يمكن للسائحين ركوب الخيل والإبل التي يقودها الشباب من بدو المنطقة. ومن الطريف أن الصعود إلى الدير يتطلب قطع 800 درجة سلم إلى أعلى، بعد قطع مسافة أخرى قبل الوصول إلى الدرج، ويقطع السائحون المرحلة الأولى من المسافة على ظهور الخيل وعند الوصول إلى منتصف الطريق تقريبًا يمتطون الجمال، بينما بمجرد الوصول إلى الدرج لا يمكن الصعود إلا على ظهور الحمير. ومن المقولات التي يرددها البدو للسائحين من أوروبا تحديدًا "في أوروبا السيدات أولًا، بينما هنا الحمير أولًا".  وعلى الرغم من الجهد المبذول في الصعود، لكن السائح ينسى كل ما ألم به من تعب وإرهاق، عندما يدرك أنه بصدد تجربة سياحية نادرة لن تتكرر كثيرًا في حياته، إذ يرجع تاريخ الدير إلى القرن الأول قبل الميلاد. ويبلغ مبنى الدير 8 أمتار، وكأن من بناه عمالقة لا بشر عاديين. وبعد الانتهاء من رحلة الصعود إلى الدير، لابد من التوقف لنيل قسط من الراحة في فندق موفنبيك الكائن إلى يسار البوابة الرئيسة للمدينة، بعدها لا يمكن أن تفوتك رحلة إلى شاطيء البحر الميت التي لا تقل متعة وإثارة عن تجربة زيارة لمدينة بترا المفقودة. كما يزور السائح أهم الآثار في المنطقة والتي ترجع إلى الدولة النبطية، وتجسد السمات التي سادت المباني في عهد هذه الدولة والطراز المعماري السائد في تلك الفترة التاريخية التي انتهت قبل قرن من ميلاد السيد المسيح. تجدر الإشارة إلى أن عدد السائحين المتوافدين إلى بترا تراجع من 90000 إلى 60000 على مدار العامين الماضيين بسبب إعادة توجيه السفن البحرية المتجهة إلى الأردن وتحويل خط سيرها، إضافةً إلى بعض الظروف المحلية التي طرأت على الأردن، خاصة هذه المنطقة، على مدار تلك الفترة.  

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة سياحية رائعة إلى مدينة بترا الأردنية رحلة سياحية رائعة إلى مدينة بترا الأردنية



GMT 08:38 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:03 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

فنادق جديدة تتحدى تداعيات "كورونا" وتفتح أبوابها قريبًا

GMT 20:12 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

تعرفوا على أبرز المهرجانات السياحية في منطقة جازان

GMT 17:49 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

المتحف المائي في جدة سحر البحر الأحمر وجمال الطبيعة

GMT 16:15 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة دلما الإماراتية أصل اللؤلؤ للوجهات السياحية الساحرة

GMT 14:14 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

"الباهية" في أبوظبي ضمن أفضل 10 حدائق في العالم

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya