سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الهند والمغرب تجتمعان في مكان واحد

سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر "تاج"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر

سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر "تاج"
الرباط ـ أحمد بنخديجة

يعد من أكثر ما يدهش السائحين في المغرب، عندما تُفتح البوابات الضخمة المؤدية إلى ممر يصل طوله إلى 600 متر، والذي يؤدي بدوره إلى قصر "تاج"،  الكائن في نهايته بقببه البيضاء، والقمم التي يكسوها الجليد لجبال أطلس، حيث يتيه العقل لما يراه من كميات هائلة من اللون الأبيض الصافي، الذي يعلو قبب القصر وقمم الجبل من خلفها. إنه القصر الذي يمثل أجمل الوجهات السياحية في مراكش، حيث صُور أحدث أجزاء فيلم "The Sex and The City"، ولم يُفتح القصر من بعدها أمام أي نوع من أنواع العمل التجاري. ولأن القصر ينطوي على قيمة تاريخية، لا يقبل المسؤولون عنه العروض التي تستهدف استغلاله لأعمال فنية، أو غيرها من الأنشطة التجارية، رغم السخاء الذي تتسم به تلك العروض، وبرغم ذلك، انعقدت الشراكة بني قصر "تاج" ومجموعة "ماندرين أوريانتال" الهندية، ليتم إنشاء الفندق الجديد، الذي يمكن للنزلاء فيه الاستمتاع بالحضارة المغربية في ثوبها الهندي الجديد، حيث تأتي شبه القارة الهندية بألوانها المبهرة وثقافتها وحضارتها التي يعشقها الجميع إلى مراكش، لتتجلى في الفندق الجديد.ويستطيع السائح الاستمتاع بالحضارتين المغربية والهندية في الرحلة ذاتها في مجمع الفنادق الهندي المغربي، الذي أتعب المصممين المحدثين في مجال الفندقة، لما يتمتع به من شخصية فريدة لا يمكن الوصول إليها بسهولة، حيث صممه المهندس البريطاني العبقري ستيورات تشيرش، عاشق الحضارة المغربية، الذي قدم إلى المغرب في الستينات، ولم يعد أدراجه إلى بريطانيا حتى الآن، حيث غرق في جمال تلك الحضارة. ولم يكن هناك من يستطيع أن يقدم هذا التصميم الرائع سوى شخص تشرب بالفن المغربي والهندي على حدٍ سواء، حيث ترى نماذج الألوان المتناغمة في الأعمدة والحوائط والأسقف، بتصميمها المميز، الذي يعكس الشخصيتين الهندية والمغربية في الوقت ذاته، حيث لا يمكن للناظر أن يحدد ما إذا كانت تلك النماذج تنتمي إلى الفن المعماري الهندي أو المغربي.إنه ستيورات تشيرش، الذي رغم انغماسه في عشق المعمار المغربي، إلا أنه وجد سحرًا آخر يتملكه ويجذبه في اتجاه الشرق إلى الهند، ليعترف أنها بلاد العجائب، وأنه لا يمكن أن تبحث عن أي شيء إلا وجدته هناك.و يعمل على اكتمال سحر هذا الفندق موقعه المميز على بعد 25 دقيقة من المدينة، حيث يبدو المبنى الساحر منعزلاً عن مملكة أكبر وأشهر ميادين مراكش، جامع الفن، الذي يُعد أكثر ميادين المدينة جذبًا للسائحين، لما يتمتع به من رونق خاص، وما يحيط به من غموض وأنشطة غريبة، حيث ينتشر الرواة وعازفي الموسيقى والحواة والمنجمين وقارئي الطالع ومبتلعي السيوف وبائعي الطعام المحلي، وغيرهم من مقدمي الأنشطة الترفيهية، المتوارثة عبر الأجيال، والتي لا تزال تحتفظ بعبق التاريخ دون تغيير.و يتوافر إحساس مميز يجعل الزائر لهذا المكان وكنه عاد بالزمن إلى العصور الوسطى، حيث كان وجود الحيوانات بين بني الإنسان أمر طبيعي، فترى بالقرب من ميدان أو ساحة جامع الفن من يراقص الثعابين، ومن يلاعب الصقور، ومن يعرض مهارات الحمائم التي يربيها، والكلاب التي يقتنيها، وما إلى ذلك من عروض الحيوانات التي يقدمها السكان المحليون أمام السائحين. كما توجد النساء البربريات اللاتي يحملن في أيديهن ما يشبه الإبر، المغموسة في شيء يشبه الدم، واللاتي يكتشف السائح فيما بعد أنهن يقمن بنقش الحناء على أيدي السائحين.وهناك أيضًا في هذا المسرح الكبير لعروض الفنون الشعبية والتراثية للمغرب عشرات من الرجال البربر، الذين لأسباب تتعلق بالمعوقات اللغوية والثقافية لن تتمكن في أغلب الأحيان من التعرف على الأنشطة التي يقومون بها، أو تعرف ماذا يبيعون، و من بينهم رجل بربري يقف حاملاً "لابتوب"، يعرض من خلال شاشته شيء لن تستطيع التعرف عليه بسهولة، و يصرخ بكلمات غير مفهومة، مروجًا لبضاعته غير المعروفة على الإطلاق، ويلتف حوله السائحون مكونين حلقة كبيرة.كما تنتشر الجموع بالقرب من الطريق المؤدي من الميدان إلى الفندق، يقومون بأنشطة عديدة، فمنهم من يقرع الطبول، ومنهم من يقوم بطهي الأطعمة الشعبية على مواقد تنفث دخانها الأزرق لأعلى، وتخترق المشهد سيارة فيراري حمراء تشق طريقها عبر العصور الوسطى، وتمر سريعًا مجتازةً البربري الذي يراقص الأفاعي، وينطلق الأذان من مكبرات الصوت التي تعلو مآذن المساجد في مراكش، ليعم الصمت المكان إلا من صوت الأذان. إنه المشهد الذي يجميع بين الماضي والحاضر في مكان واحد.وعن المجموعة الفندقية التي أشرفت على بناء هذا الفندق الساحر، ولا تزال تديره في الموقع المتميز بين أحضان الطبيعة والحضارة المغربية، والمقدم بمذاق هندي أصيل، فهي مجموعة هندية عملت بالتعاون مع رجل الأعمال المغربي جواد كاديري، من مواليد طنجة، والمتزوج من بريتي بول، خبيرة الفنادق الهندية. بلغت تكلفة مجمع الفنادق حوالي 100 مليون يورو وفقًا لكاديري، الذي قال متحدثًا عن الفكرة التي استند إليها الشريكان في بدء المشروع "إن هناك أوجه شبه كثيرة بين الهند والمغرب، تجعل البلدين وكأنهما تنتميان إلى حضارة واحدة. فهناك تشابه كبير بين الحضارتين الهندية والمغربية، من حيث التقاليد العائلية وتقاليد الزواج، وحتى الأفلام التي تنتجها البلدان". واستدل على ذلك بمثال يوضح عمق العلاقة بين الحضارتين، والتشابه الكبير فيما بينهما، عندما قال أن "براد بيت لو أتى إلى مراكش، فلن يعيره أحد اهتمامًا، وكأنه شخص عادي يمشي بين المارة، بينما تمثل زيارة شاروخان حدثًا عظيمًا لسكان المدينة، وهو ما حدث بالفعل عندما زار نجم بوليود مراكش الأسبوع الماضي، وكان في استقباله ما يزيد عن 200000 مغربي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج سحر الشرق في مراكش يتجلى عند قصر تاج



GMT 08:38 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:03 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

فنادق جديدة تتحدى تداعيات "كورونا" وتفتح أبوابها قريبًا

GMT 20:12 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

تعرفوا على أبرز المهرجانات السياحية في منطقة جازان

GMT 17:49 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

المتحف المائي في جدة سحر البحر الأحمر وجمال الطبيعة

GMT 16:15 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة دلما الإماراتية أصل اللؤلؤ للوجهات السياحية الساحرة

GMT 14:14 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

"الباهية" في أبوظبي ضمن أفضل 10 حدائق في العالم

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya