5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أبرزهم "شفارز" الدافئة و"زيل إم سي" مقصد الخليجيين

5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - 5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح

بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي
فيينا - المغرب اليوم

رغم أن مساحة النمسا لا تتجاوز 83،879 كيلومترًا مربعًا، إلا أن عدد بُحيراتها يصل إلى 5 آلاف بحيرة، كل واحدة منها تختلف عن الثانية من ناحية الحجم والعمق واللون، فبحيرة "فوشل" مثلًا تتمتع بلون زمردي غامق، بينما تتميز بحيرة "شفارز" بكونها الأكثر دفئًا، من دون أن ننسى بحيرة "زيل إم سي"، التي تحظى بإعجاب السياح الخليجيين تحديدًا وهلمّ جرّا، من البحيرات التي تزخر كلها بطبيعة تُغني عن زيارة أي مكان آخر؛ لأنها وبكل بساطة تمنح تجارب وتخلّف انطباعات لا تُمحى من الذاكرة إلى الأبد.

ولأن المساحة لا تتسع لكل هذه البحيرات سنركز على بحيرة "بودن سي – كونستانس"؛ لما تتمتع به من تنوع شديد، فهي ليست نمساوية مائة في المائة بحكم أن النمسا تحد شرقها فقط بينما تحدها ألمانيا شمالًا وسويسرا جنوبًا؛ ما يجعلها تخضع لقوانين تتفق عليها الدول الثلاث، ولنا فقط أن نتخيل مدى رومانسيتها، عندما نعرف أنها محاطة بجبال الألب الشمالية، وبشواطئ تترامى على ثلاثة من أجمل بلاد أوروبا وأكثرها ثراءً، وكأن هذا لا يكفي؛ فهي لا تبعد عنها إمارة ليشتنتاين سوى مسافة نصف ساعة بالسيارة.

تعتبر بحيرة "بودن سي" كما يسميها النمساويون والألمان، و"كونستانس" كما يسميها السويسريون، ثالث أكبر بحيرة عذبة وسط وغرب أوروبا، يبلغ طولها 63 كيلومترًا وعرضها 14 كيلومترًا، بينما يصل عمقها إلى 252 مترًا، كما تقع على ارتفاع 395 مترًا فوق سطح البحر محاطة بجبال الألب الشمالية، إضافة إلى ثلاثة روافد مائية تنبع منها، فإنها أيضًا تتغذى من نهر الراين، وتوجد بها نحو 10 جزر، أهمها جزيرة مايناو ذات الملكية الخاصة، وإن كانت تتبع للضفة الألمانية، وتكتسب مياه البحيرة ألوانها وفقًا لاختلاف العمق، علمًا بأن مدى هذا العمق يؤثر في قابلية المياه للتجمد شتاءً.

أما من الناحية التاريخية، فتتميز بكونها من أقدم المناطق المسكونة؛ وهو ما يشهد عليه متحف مفتوح يعرض نماذج أعيد بناؤها لأكواخ من القش شيدت بالطريقة نفسها التي شُيدت بها قبل 3 آلاف سنة، وبجانب كونها موقعًا سياحيًا يمتاز ببنية سياحية من الدرجة الأولى وجمال طبيعي وآثار ومدن وقلاع وكنائس تاريخية، تحولت جوانب من ضفافها إلى مناطق رياضية موجهة لهواة المغامرات وخوض المخاطر، فالتغيرات الطقسية المفاجئة التي قد تداهمها، بما في ذلك عواصف رعدية صيفية، تجعلها مناسبة لمثل هذه الرياضات، وحتى لا تعرض حياة هؤلاء للخطر، فإن دول البحيرة توفر نظم إنذار حديثة للتنبيه، كما تضيئها بأضواء برتقالية اللون تومض بمعدل 90 ومضة في الدقيقة في حال الرياح الشديدة.

شلالات الراين

من أشهر المواقع على الضفة السويسرية منطقة شلالات نهر الراين "Rehin Fall" أكبر الشلالات الأوروبية، تشكلت في العصر الجليدي الأخير، أي منذ ما يقرب من 17 ألف سنة مضت كما تشير المعلومات المنشورة عنها، تعتبر حاليًا مصدر جذب سياحي لا يضاهى، وبخاصة أن رحلات منتظمة تأخذ الراغبين فيها، ما يجعلها مطلب السياح أنهم يقتربون فيها لمسافات تصل حد الصخور التي تشق المياه المنهمرة بقوة تدفق تقرب من 700 متر مكعب في الثانية، وقد تقل تلك القوة شتاءً، لكنها لا تنقطع رغم البرودة، يبلغ عرض الشلالات 150 مترًا وارتفاع 23 مترًا.

ويمكن الوصول لمنطقة الشلالات من مختلف أنحاء البحيرة بكل وسائل المواصلات، كما تزخر بالمطاعم ووسائل الراحة.

مدينة كونستانس

تطل مدينة كونستانس على البحيرة من أقصى جنوب ألمانيا على نقطة تلامس مع الحدود السويسرية غرب ضفاف نهر الراين، وتتميز بكونها أكبر مدن البحيرة وأقدمها؛ إذ يعود تاريخها للعصر الحجري، وعلى عكس الكثير من المدن الألمانية، نجت كونستانس من التدمير أثناء الحرب العالمية الثانية؛ إذ ظنها الحلفاء مدينة سويسرية، حديثًا، أمست مدينة جامعية تضج بالشباب والحفلات الموسيقية والمهرجانات والمعارض.

مدينة سانت غالن

من مدن الضفة السويسرية القديمة، لم تتخلف عن ركب الحداثة رغم أن كاتدرائيتها تعود لعام 612، والآن أصبحت موقعًا لأكبر مصانع الأقمشة، التي تعتمد عليها أكبر بيوت الأزياء، مثل "شانيل" و"كريستيان ديور"، وللمدينة شهرة واسعة بين السودانيات بسبب ما تنتجه من أقمشة التوب السوداني المميز، سواء موسلين أو حرير أو قطن، هذا، ولا تخلو مدن سويسرية ونمساوية أخرى حول البحيرة من مصانع لمختلف أنواع الأقمشة مثل البرودريه والقطن المطبوع وغيره.

متاحفها

من جانبها الألماني، توجد ولاية بافاريا الثرية بتقاليدها الجرمانية العريقة وطبيعتها الخضراء وغابتها السوداء، ومن مدنها مدينة فريدريشهافن، التي تتميز بمتاحفها المتعددة، كمتحف دورنير لتاريخ الطائرات، ومتحف Zeppeln للمناطيد والرحلات الجوية منذ القرن الـ18 وحتى عصرنا الحديث، يحتضن المتحف لوحات وأعمالًا فنية من العصور الوسطى حتى الفن الحديث، كما يضم أكبر مجموعة من الطائرات الفضائية في العالم مع غرف تعرض أفلامًا تعتمد على براعة التصوير ثلاثي الأبعاد.

ومن المتاحف الأخرى، نذكر متحف "زيبلين" ويتتبع تاريخ المدارس النظامية من 1850 وكيف تغيرت في عام 1900، وما لحقها من تطور في عام 1930.

بريغنز

نمساويًا، يحتفي إقليم فورالبورغ بالبحيرة أيما احتفاء، ولا سيما عاصمته بريغنز، فقد نصبت فوق مياه البحيرة أفخم مسرح عائم، يستضيف كل سنة مهرجان بريغنز الصيفي، الذي انطلقت فعالياته بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، كان ثمرة جهود مثقفين لاستعادة روح السلام وإشاعة فنون الأوبرا والمسرح والموسيقى، الآن أصبح المهرجان عالميًا

ويستمتع أهل بريغنز وسياحها بمنظر جبل "فاندر" المنعكس على مياه البحيرة، كما يطيب لهم الجلوس عصرًا حول البحيرة لمشاهدة غروب الشمس في حين لا تتوقف حركة المدينة، وكأن كل يوم هو يوم عيد فيها، بما توفره المطاعم الشعبية البسيطة ذات الجنسيات المختلفة من أطعمة ومشروبات وحلويات.

وسط البحيرة ومن قلب مائها تبرز قطعة يابسة عطرة، تعرف باسم جزيرة مايناو "Mainau"،،، سبب رائحتها أنها تزدان بأكثر من مليون وردة ونبتة من 400 صنف تنتشر على مرمى البصر، وتتخللها تماثيل ومجسمات تغطيها الزهور، تعود ملكية الجزيرة لأسرة برناديت، وهي فصيل من العائلة السويدية المالكة ممن يقومون على رعايتها والعناية بها بصفتها موقعًا سياحيًا يقصده الملايين سنويًا، الجميل هنا، أن التنقل فيها، سهل وسلس بفضل التخطيط الهندسي العالي الذي يربط مدن وقرى البحيرة بالبلدان الثلاثة، فهي تتوفر على مواصلات مائية وطرق برية سريعة وجسور ومطارات، لكن يبقى التنقل بالسيارات الأفضل؛ لما يوفره من حرية، خصوصًا أن العبّارات تنقل السيارات؛ الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت، ويسمح بمزيد من الاستمتاع بالبحيرة ومناظرها البانورامية، ولا شك أن تأشيرة الدخول (شينغن) كان لها دور كبير في تسهيل حرية الحركة أوروبيًا.


ورغم أن سويسرا ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، فإنها تدخل ضمن دول "شينغن"، أضف إلى ذلك وسائل المواصلات من قطارات سريعة مريحة ودقيقة، وحافلات برية وعبارات مائية منضبطة تأخذك من بحيرة إلى أخرى، هذه البنية التحتية، إضافة إلى الاهتمام السياحي، يجعل المنطقة وجهة سياحية وتجارية وثقافية رائعة، فالسائح هنا لا يحتاج إلى أكثر من هاتف ذكي متصل بالشبكة العنكبوتية لمساعدته على حجز بطاقة سفر ومكان للإقامة، ويعرفه بموعد وسائل النقل وأين يأكل، وأين يتجه، بل وحتى أين يتسوق ويتنزه.

معلومات جانبية

> تكثر حول البحيرة وفي كل ضفة مطاعم وفنادق بمختلف المستويات، ويتضاعف السعر كلما اقترب المرء من واحدة من هذه البحيرات.

وفي حين توفر معظم المطابخ أطعمة البحر بمختلف طرق الطهي بما في ذلك الأسماك المدخنة والسالمون، تتميز كل ضفة بأطعمتها الشعبية، فستجد "الشنتزل" وهو اللحم المدقوق المحمر في النمسا، بينما ستجد الفوندو، وهو "الجبن الذائب" في سويسرا، والسجق في ألمانيا.

> كل من النمسا وألمانيا تعتمد اليورو عملةً موحدةً، في حين تستخدم سويسرا الفرنك السويسري، ورغم قبولها التعامل باليورو داخل سويسرا، فإنك ستحصل على الباقي بالفرنك.

> نظرًا لأهميتها، أضافت منظمة "اليونيسكو" خمسة مواقع حول البحيرة لقائمتها الخاصة بالمواقع الأثرية المحمية، نذكر منها قصر وقلعة ماركسز بورغ Marksburg بمدينة براوباخ الألمانية الذي شيد في عام 1117، وجزيرة رايشناو Reichenau حفاظًا على ديرها الذي يعود للقرن العاشر الميلادي ويعتبرونه أثرًا ثقافيًا ودينيًا وفنيًا، كذلك، متحف بحيرة دوليلنق فاهلباوتن Lake Dwelling Museum Pfahlbauten، وهو متحف مفتوح يضم مجموعة أكواخ من القش أعيد تشييدها على أعمدة خشبية ترفعها فوق سطح مياه البحيرة بالطريقة ذاتها التي شيدت بها في العصر البرونزي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح 5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح



GMT 07:26 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أفضل 5 شواطئ في العالم لعام 2018

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مُحرِّر صحافي يروي تجربة رحلته المُمتعة إلى جزيرة باربادوس

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 03:18 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اقضي شهر العسل في أوروبا بأرخص الأسعار

GMT 02:12 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

15مدينة سمعة الطعام فيها تضاهي شهرة المعالم

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:45 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 11:31 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 06:40 2018 السبت ,23 حزيران / يونيو

تألّق ناعومي كامبل خلال أمسيّة بعد عرض فويتون

GMT 19:23 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شراكة مرتقبة بين الرجاء ومجموعة بنكية رائدة

GMT 20:16 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مكرونة بالثوم والخضار

GMT 19:24 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البطل الويلزي أوليفر فار يتوج بدوري للالة عائشة للغولف

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 20:59 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

بوطازوت تنجح في إخافة مُنتحلي شخصيتها بتهديدٍ رادع

GMT 09:53 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

مجهولون يقتحمون مقر تلفزيون فلسطين في غزة

GMT 15:48 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة إجرامية تعترض سبيل المواطنين في الناظور

GMT 00:49 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

المغرب يستعد لرفع الدعم عن السكر والدقيق والغاز
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya