بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

شُيد لعيش العبيد فيه منذ قرون

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث

منزل برودزوورث هول
لندن ـ كاتيا حداد

يقع منزل برودزوورث هول، على بعد بضعة أميال فقط من ضواحي دونكاستر على طريق يورك وهو قصر ذو أروقة ضخمة ويبدو وكأنه لوحة من قصر باكنغهام على تلة خضراء بصورة غير محتملة، ويتكون  المنزل من 52 غرفة معظمها للخدم الذين عاشوا في زمن العبودية،فهو يرجع إلى الثلاثينات من القرن الماضي، ويشرف عليه الآن كارولين كار-وايتورث، التي هي أمينة على المكان منذ عام 1991، وفي العام نفسه استولت فيه هيئة التراث الإنكليزي على المنزل.

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث

وتولت هيئة التراث الإنكليزي المنزل بعد أكثر من عامين على رحيل آخر مقيم هنا، وهي سيلفيا غرانت دالتون، وابنتها، باميلا لم تستطع الانتظار للتخلص منه، إذ لم يكن هناك وسيلة للذهاب للعيش فيه، وتعود قصة هذا البيت إلى عائلة تحدرت من رغد العيش إلى الفقر على مدار ثلاثة أجيال.

اشتراه ثري يدعى بيتر زالوسون، من المقاطعة الفرنسية السويسرية، فقد كان من الأثرياء الذين يمنحون القروض لسفن العبيد وصناعات زرع السكر.

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث

واشتراه زالوسون في عام 1791 وتوفي في 1797 لأسباب غير واضحة، وقد قام بتقييد وصيته لجيلين. في وقت لاحق بعد نحو 60 عامًا، في عام 1859، ورث حفيده شارل سابين أوغسطس زالوسون المنزل بالإضافة إلى العقارات التي تقع على 8000 فدان من الأراضي الزراعية الرئيسية في يوركشاير.

وكان أول شيء فعله هدم كومة هائلة قائمة، تقبع أمام الكنيسة، لبناء واحدة جديدة على قمة التل، بمعزل عن القرية والتي تواجه طريق آخر، نحو جنوب كوين ولندن، واستغرق الأمر ثلاثة أعوام فقط لبنائه، وهو ليس بالأمر الهين، فالمنزل يضم 52 غرفة، ووظف المهندس المعماري المعروف في لندن وشركة أخرى للتصميم، هي لابورثس، لتوفير الحرير والثريات والسجاد اليدوي المعقود إكسمينستر، فضلًا عن الأثاث، وأسس في الجنوب 15 فدانًا من الحدائق، بما في ذلك أرض للرماية، مع الكثير من تماثيل الرخام الإيطالي اشتراها في عام 1865 من معرض دبلن الدولي.

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث

وتم بناء منزل لاستيعاب موظفين أكثر من الأسرة، ويشبه متاهة من فتحات المخفية والشرايين الضيقة المؤدية مباشرة من المطابخ إلى المخازن والأقبية، لضمان تقديم الخدمات باستمرار وكفاءة، وعاش هنا لمدة 20 عامًا فقط، وكان معه ما يكفي من المال للاستمتاع به، كما ورث أفراد الأسرة لاحقًا المنزل، فقد أصبحت طيور القطرس تلتهم الأموال، فقد تم التخلي عن الغرف، وفي وقت لاحق أصبحت أجنحة كاملة.

ومنذ السبعينات، عاشت جرانت دالتون هنا وحدها، مع اثنين من الكلاب ومدبرة منزل، إميلي تشيستر، التي كانت أكبر منها بعام واحدة، فقد كان المال شحيحًا للغاية قبل هذا الوقت، مما جعلها تنعزل في ذلك المنزل في ثلاث غرف فقط، كما دفعها إلى الإهمال في صيانة المنزل مما جعله يتحول إلى بيت أشباح بأوضاع مزرية.

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث

وعلى الرغم من هذا، نجد أن هيئة التراث الإنكليزي عازمة على الحفاظ على المنزل كما هو، نظرًا لأنه بيت مهم للغاية من منتصف الحقبة الفيكتورية، وفقا لكار- وايتورث، كما أنه يحمل قصة العائلة التي عاشت هنا، ورحلتها من الثراء للفقر ومعاناتهم، حيث أنهم صورهم معلقة في كل مكان كما هي، وحتى بعد أن توفت غرانت دالتون في عام 1988، تجد أن مسارات حياتها اليومية واضحة في المنزل، فإنه يبدأ عندما عبرت من غرفة نومها لرفع اثنين من كلابها، بينكي وبيبي، وهذا واضح جدًا، نظرًا لأن السجاد والحرير المخملي للستائر فسدوا جراء بول الكلاب.

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث

وقالت كار- وايتورث: "نحن في حاجة إلى جلب الضوء مرة أخرى إلى برودزوورث، فمشروع الحماية الحالي يكلف ما يقدر ب 1.5 مليون جنيه إسترليني، الذي تحصل عليه الهيئة كتبرع خيري، ونسعى إلى تحويل المكتبة إلى مكتبة عامة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث بريطانيا تحول منزلًا مهجورًا إلى مكان لحفظ التراث



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya