دمشق - جورج الشامي
أكَّدت مديرة إذاعة "سوريالي"، كارولين أيوب، في حديث خاص إلى "المغرب اليوم"، أن "هوية الإذاعة السورية تتضح من خلال البرامج التي تبث، حيث تتبنى قيمًا من النسيج الاجتماعي السوري، الذي تم تنحيته في ظل الظروف التاريخية التي تمر بها البلاد"،
مضيفة "نحن مجموعة من السوريين متنوعي المشارب، نجتهد لإيجاد منصة لكل الأصوات السورية الإيجابية".
وعن أهداف الإذاعة، وما يريد أن يقول فريق العمل، تابعت أيوب، "أهداف المشروع اليوم هي ذاتها التي انطلق لأجلها قبل عام ونصف، إسماع صوت السوريين، ومشاركة المعرفة، فالناس أعداء ما جهلوا، ونحن نؤمن بأن الخطوة الأولى في تحقيق التقارب تكون بمعرفة أنفسنا والشريك في الوطن، من هذا المنطلق يتناول فريق "سوريالي" بمزيج من البساطة والمهنية مفاهيم يراها إيجابية، مثل: حرية التعبير، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الطفل، ودور المرأة في بناء المجتمع، ويقف بشكل لا لبس فيه ضد كل القيم العدائية والقسرية، خارجة عن طبيعة وتكوين المجتمع السوري من أشكال العنف والتطرّف".
وبشأن المشاكل التي تُواجِه الإذاعة في الوقت الحالي، اعتبرت مديرة الإذاعة، أن "الروح الإيجابية لفريق العمل تميل إلى تعريف المشاكل على أنها تحديات"، مضيفة "أمام مآسي سورية في مخاضها الذي طال من أجل الحرية صُقِلَت أرواحنا بشكل وضعنا أمام مسؤوليات جسام، وبات واجبًا يوميًّا على كل أفراد الفريق التمسك بالإيجابية والاستمرار، يقولون؛ أن أصعب الكلمات هي، أحبك، وأعتذر، وأحتاج المساعدة، ونحن نؤمن بأننا جميعًا في تلك المحنة بحاجة إلى التكافل الاجتماعي الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كنا جميعًا متعبون ومشتكون، تلك الروح الإيجابية تجعل مثلًا من تشردنا الجغرافي تحديًّا بدلًا من المشكلة، وهذا يولد لدينا مزيدًا من الإبداع، ويُغني بيئة العمل، فقمنا بمواجهة تحدي ظروف العمل الصعبة في سورية عبر تجهيز إستوديو معزول في أحد الأقبية الصغيرة في قلب دمشق؛ لإنتاج البرامج، متجاوزين بذلك صعوبات التسجيل تحت أصوات القذائف وسيارات الإسعاف".
وعن البرامج التي تبثها الإذاعة السورية المعارضة، أوضحت أيوب، "برامج "سوريالي" تعكس القيم الاجتماعية السورية، وتتفاعل معها، ومنها برنامج "فتوش" مثلًا، الذي يستعيد دور مائدة الطعام، ومعاني الخبز والملح بين الناس، كصفات مُذوبة للخلاف وجامعة، وبينما نركز في برنامج "أيام اللولو" على الإيجابيات والسلبيات من الأيام الماضية، كي نحتفي بها ونتعلم منها، في المقابل في "حكواتي سوريالي" نعمل على توثيق تاريخنا الحديث، والتجربة المعاشة يوميًّا كي لا ننسى، ومرة أخرى حتمًا كي نتعلم، أما برنامج "أخد وعطا"؛ فيصب في مفهوم الحوار، وهكذا بالنسبة لبقية برامجنا، إذًا فالبرامج تم نسجها لتحاكي هويتنا الغنية".
أما عن فريق عمل الإذاعة فقالت أيوب، "يتوزع فريق عمل "سوريالي" في دول عدة، وتفصل بينهم مسافات تضيف صعوبات في التعامل بالإضافة إلى تلك الظروف الصعبة على الجميع، لكننا نرى أن ذلك مصدر غنى وتنوع برامج "سوريالي"، فعدم المركزية تلك تسمح بتحكم فائق واستقلالية لأفراد الفريق، وتمكن من مساحة أوسع للمبادرات الفردية، وتجعل الشكل التنظيمي للمؤسسة أفقيًّا بدلًا من أن يكون هرميًّا"، مضيفة أن "أكثر من ربع أعضاء الفريق في سورية، وهناك من هم في لبنان، والأردن، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وأوروبا، والولايات المتحدة".
وأشارت أيوب إلى أن "فريق العمل خلال عام ونصف من انطلاق المشروع، استطاع تأسيس شراكات متنوعة الطابع سواء في مجال الخبرات الإعلامية أو التقنية أو التمويلية مع جهات متعددة".
وقالت، "هذا التبادل في العطاء والأخذ، سمح بإغناء العمل، وتعزيز مفهوم التكافل، وبناء المقدرات الذاتية، نحن اليوم أشد عودًا من يوم ابتدأنا، ودومًا لدينا كل الاستعداد للتعاون مع أية جهة أو أفراد غايتهم دعم قيم السوريين في التحرر والعدالة والتسامح والانجاز، لدينا مشاريع قيد التطوير، وأخرى على وشك الإطلاق، ونرحب بأية مبادرات للمشاركة من شأنها المساهمة في استعادة وطن لكل السوريين".
وأضافت أن "التحضير لراديو "سوريالي" بدأ في شهر تموز/يوليو 2012، في ما انطلق البث الرسمي في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2012، واقتصر البث في البداية على الموقع الإليكتروني، ومع تقدُّم العمل وزيادة نسبة الاستماع، قامت السلطات السورية بقطع البث عبر حجب الموقع، كان ذلك في وقت مبكر من انطلاقة الراديو، وقام المستمعون باللجوء لوسائل معروفة تجاوزًا للحجب، ومع بداية كانون الثاني/يناير 2014، بدأ راديو "سوريالي" بالتعاون مع "هوا سمارت" بالبث على موجة "الإف أم" في كل من حلب وإدلب واللاذقية ودير الزور ودمشق وحمص، والبث على الإنترنت مستمر 24 ساعة، أما على "الإف إم"؛ فهو من السادسة حتى التاسعة مساءً".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر