بيوت الدعارة أول عمل صحافي في مسيرة محمد حسنين هيكل في ذكرى ميلاده
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يعتبر "الجورنالجي" هو اللقب الأقرب إليه من عشقه لـ"صاحبة الجلالة"

"بيوت الدعارة" أول عمل صحافي في مسيرة محمد حسنين هيكل في ذكرى ميلاده

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الصحافي محمد حسنين هيكل
القاهرة - المغرب اليوم

أكثر من 70 عاما قضاها الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل في الصحافة، التي كانت كفيلة بحفر اسمه فى قائمة عظماء الصحافة العربية، وفي الوقت الذي يلقب بـ"الأستاذ" من جانب تلامذته ومحبيه، فإنه يعتبر "الجورنالجي" هو اللقب الأقرب إليه من عشقه الشديد لـ"صاحبة الجلالة".

ولكن قبل أن يصبح مصدرا مقربا من الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، والعديد من رجال السياسة حول العالم، ويرتقي في درجاته الوظيفية حتى أصبح رئيس تحرير صحيفة "الأهرام"، وإجراءه لقاءات تاريخية مع عدد من المشاهير، مثل العالم صاحب "النظرية النسبية" ألبرت أينشتاين، فقد لا يعرف الكثير من معجبي هيكل أن أول تحقيق يجريه في مشواره الصحفي كان عن "بيوت الدعارة"، وهو ما نتطرق إليه في ذكرى ميلاده الـ 96 اليوم الاثنين.

وفاة محمد حسنين هيكل
وفي العدد الذي يحمل رقم 546 تحت عنوان "مواقف حرجة في حياة محرري آخر ساعة الغراء"، روى هيكل تفاصيل مهمته، إذ كان في عمر الـ19 عاما فقط وقتها، ودخل عالم الصحافة من بوابة صحيفة "إيجيبشيان جازيت"، كمساعد لمخبر صحفي في قسم المحليات، تحت رئاسة فليب حنين.

اقرا أيضًا:

ابرز اهتمامات الصحف المصريه الاربعاء

واختار هيكل لنفسه قسم الحوادث، التي وصفها في أكثر من مناسبة بقوله "هي ذروة المأساة الإنسانية، والخوض في تفاصيلها يمنح مخزونا من التجارب والتفاسير لسلوك البشر لا تمنحه أقوى الروايات الإبداعية مهما كانت واقعية".

وفي أول أيام الفتى هيكل في "إيجيبشيان جازيت"، اتفقت حكومة الوفد المصرية مع سلطات الاستعمار البريطاني على إلغاء البغاء الرسمي في مصر عام 1942، بعد تسرب الأمراض السرية وتفشيها بين جنود الحلفاء الذين وجدوا في أحضان العاهرات معزيا لوحدتهم.

لكن عندما وصل النبأ إلى آذان المقاتلين، أبدوا استيائهم من حكوماتهم، وقالوا "مادمنا سنموت فلا داعي إذا للخوف من الأمراض"، وتبارت الصحف في نقل الآراء من هنا وهناك، فقرر، هارولد إيرل، رئيس تحرير "إيجيبشيان جازيت" أن يتناول القضية من زاوية مغايرة ليست في بال أحد، وهو الحصول على آراء العاهرات أنفسهن، باعتبارهن القطب الثالث المهمل في القضية، وقام بطبع 500 استمارة لرصد آرائهن، كان من نصيب محمد حسنين هيكل 100 مفردة، كما طلب رئيس التحرير من المتدربين أن يحصلوا على صورة لكل عاهرة توضع على استمارتها كي يتأكد من صحة البيانات.

وكتب هيكل في مقال "آخر ساعة": "كنت أقضي فترة التمرين في "إيجيبشان جازيت"، وذات يوم جاءني سكرتير تحرير الجريدة وقال لي: إن الحكومة تفكر في إلغاء البغاء الرسمي وإن الجرائد كلها تكتب في هذا الموضوع دون أن تحاول واحدة منها أن تأخذ رأي أصحاب الشأن الأول، وهم البغايا أنفسهن... وطلب مني يومها أن أقوم بسؤال مائة بغي عن رأيهن في الموضوع، قائلا: إنه سيكون دليلا على مقدرتي الصحفية إذا تمكنت من استفتاء مائة بغي... وكانت مهمة شاقة... ولكن المسألة كانت مسألة امتحان".

واختار محمد حسنين هيكل حي كلوت بك الموازي لشارع "وش البركة" لتنفيذ مهمته المخجلة، ويروي للكاتب الصحفي عادل حمودة في حوار له معه عام 1999، أنه لم يقدر على التغلب على خجله عندما وصل إلى هناك، ولم يستطع مفاتحة عاهرة في مهمته، وعاد خاوي اليدين دون تحيق أية نتائج.

وتابع هيكل متذكرا في مقاله بمجلة "آخر ساعة": "ذهبت إلى الحي الذي تستطيع أن تشتري فيه كل شيء، ودخلت أول بيت وأنا أفكر في الصيغة التي ألقي بها السؤال، ولكن يبدو أنني لم أوفق في اختيار الصيغة لأنني خرجت من البيت الأول مشيّعا بسباب وصل إلى أجدادي حتى عهد الملك مينا، وحاولت..، وحاولت..، ولكن على غير فائدة، وأخيرا أدركت عقم المحاولة، وبدأت أفكر بهدوء، وأحسست أن ثقتي في نفسي بدأت تفارقني، والتفت فإذا مقهى قريب مني فذهبت إليه لأستريح وأفكر".

وأردف "وفي أثناء جلوسي لاحظت وجود سيدة متقدمة في السن كان جميع من في المقهى ينادونها بـ"المعلمة"، باحترام قل أن يكون له مثيل، ووثبت في ذهني فكرة، فتقدمت من السيدة وشرحت لها كل مهمتي، وأثبت لها أن مستقبلي كله يتوقف على معاونتها لي، وفكرت السيدة قليلا ثم قالت لي: اجلس فجلست".

وشرح محمد حسنين هيكل للمعلمة مهمته، فرأت أن تكرم ضيفها الصحفي "المتدرب"، فطلبت أن يأخذه "الجرسون" إلى فتاة تدعى إحسان، كي تساعده على أن تملأ الفتيات الاستمارات، وأن تقدمن إليه صورا فوتوغرافية، كل ذلك وهو جالس إلى كرسيه يحتسي القهوة التي قدمتها إليه المعلمة على حسابها.

وكتب محمد حسنين في مقاله بمجلة "آخر ساعة": "بعد لحظات نادت بعض النساء، وعقد الجميع مؤتمرا لبحث المسألة، وجلست أنتظر النتيجة، وفجأة صاحت إحداهن: نادوا عباس، ومرت فترة ثم حضر شاب سمع المسألة ثم تقدم مني قائلا: "معاك كرنيه صحافة"، ولم يكن معي "كرنيه" ولا خلافه، ولم يقتنع عباس، ولكن المعلمة اقتنعت قائلة: "ده باين عليه ابن ناس"، وهززت رأسي مؤكدا أنني "ابن ناس" جدا، فبدأت ترسل في طلب النساء من المنازل حتى أتاحت لي الفرصة أن أسأل مائة امرأة وأنا جالس في مكاني أشرب القهوة على حساب المعلمة.

وأخيرا، استطاع الفتى المتدرب أن يعود إلى مقر عمله "إيجيبشيان جازيت" ومعه 70 استمارة مكتملة البيانات، ليكون الناجح الأكبر في المهمة من بين زملائه.

ويعتبر محمد حسنين هيكل واحدا من أهم 11 صحفيا في العالم، تفرغ للكتابة، وحاور رؤساء العالم، وتبلغ محصلة كتبه أكثر من 50 كتابا، بداية من كتاب "إيران فوق البركان" في عام 1951، وظل محللا للحياة السياسية المصرية حتى وفاته في 17 فبراير/ شباط 2016.

قد يهمك أيضًا:

الإعلامية الكويتية مي العيدان تكشف عن أصوالها غير-العربية

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيوت الدعارة أول عمل صحافي في مسيرة محمد حسنين هيكل في ذكرى ميلاده بيوت الدعارة أول عمل صحافي في مسيرة محمد حسنين هيكل في ذكرى ميلاده



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya