واشنطن ـ رولا عيسى
اعتبر أحد مؤسسي "تويتر"، ايفان ويليامز، أن دونالد ترامب هو أحد نتاج البيئة الإعلامية القائمة على أساس قلة الاهتمام الذي يجعل العالم أكثر حماقة، موضحًا أن انتخابات ترامب أبرزت قضية أوسع حول كيفية مساعدة منصات الإعلام الاجتماعية في "إسكات العالم بأسره" وتقويض شعورنا بالحقيقة.
وفى وقت سابق من هذا العام قال ترامب أثناء برنامج "توداي 4 "على "بي بي سي" أنه لن يكون رئيسًا إلا إذا كان رئيسًا لـ"تويتر"، وقد سُئل ويليامز عما إذا كان استخدام ترامب الواسع لتويتر قد أعطاه وقفة للتفكير أم لا، فأجاب: "القضية الأكبر ليست باستخدام دونالد ترامب لتويتر، الأمر الذي أدى به لخوض الانتخابات، حتى لو قال ذلك؛ لكن إن الأمر يتعلق بنوعية المعلومات التي نستهلكها والتي تعزز المعتقدات الخطيرة وتعزل الناس وتقوضهم عن الانفتاح واحترام الحقيقة."
وقال إيفانز، الذي اعتذر سابقًا عن دور تويتر في انتخابات ترامب: "هناك نظام إعلامي يدعم الاهتمام، وهذا ما يجعلنا أكثر دمارًا وليس أكثر ذكاءً، ودونالد ترامب هو أحد أعراض ذلك"، كما أنه ألقى باللوم على نماذج الإعلانات التي تتنافس على لفت انتباه مستخدمي الإنترنت، مضيفًا: "لا أعتقد أن تويتر هو الأسوأ في هذا الأمر، ولكنها وسائل الإعلام التي تحركها الدعاية والتي تقلب الأمور رأسًا على عقب كل دقيقة، لذا فالمعيار الوحيد هو ما إذا كان هناك شخص ما يدركها أم لا.
وتابع ويليامز: "لذلك فإن اقتباس تغريدات ترامب، أو اقتباس أحدث شيء يُعد من الحماقة على لسان أي مرشح سياسي أو أي شخص آخر، هو وسيلة فعالة لاستغلال غرائز الناس الأساسية، وهذا الأمر يخدع العالم بأسره"، كما تحدث عن مشروعه "إعلام تويتر للمنشورات"، الذي يستضيف مقالات صحافية طويلة: "ما نحاول القيام به هو إعطاء الناس بديلًا، حيث يجب أن تكون هناك معلومات يمكننا الوثوق بها، ما يعني أنه لا يجب تمويل هذه المعلومات من خلال الدعاية وحدها، لأن ذلك يشوه كل شيء"، وتحدث أيضًا عن خيبة أمله إزاء قدرة الإنترنت على جعل الناس أكثر ذكاءً، حيث قال: "واحدة من الأمور العظيمة التي تعلمتها على مدى العقدين الماضيين هو أن الحصول على المعلومات وحدها لا يجعلنا أكثر ذكاءً، إذ إن الشيء الإخباري المزيف هو جزء صغير منه، حيث يوجد جزء آخر أكبر منه هو نوعية وعمق المعلومات، فهل هذا في الواقع يبني ويعمق فهمنا للعالم أم هو مجرد ضجيج؟"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر