منع صحافي صيني من السفر إلى الولايات المتحدة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بغيَة تسليمه جائزة عن عمله

منع صحافي صيني من السفر إلى الولايات المتحدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - منع صحافي صيني من السفر إلى الولايات المتحدة

صحافي صيني
بكين ـ مازن الأسدي

تعذَر على الصحافي الرائد في الصين يانغ جيشنغ من مغادرة البلاد والتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تسلم جائزة عن عمله في أميركا، بعدما تم منعه من السفر. وكان المراسل المتقاعد من الخدمة في وكالة الأنباء الرسمية في بكين شينخوا نال جائزة لويس إم ليونز المرموقة من جامعة هارفارد في كانون الأول/ديسمبر، وذلك عن تقاريره الشجاعة والطموحة لواحدة من أعنف الكوارث في القرن الـ 20 من صنيعة الإنسان حيث المجاعة التي راح ضحيتها عشرات الملايين من مواطنيه.
 
 وحصل يانغ على الجائزة التي كان يأمل في تسلمها خلال الحفل المزمع إقامته في ماساشوستس الشهر المقبل تقديرا لإسهاماته وتأليفه لكتاب عام 2008 بعنوان Tombstone المؤلف من 1,200 صفحة، والذي يوثق مأساة لا يزال القادة الشيوعيين يحاولون إخفائها وهي المجاعة التي مرت بها الصين في الفترة من عام 1958 وحتى عام 1961 وقدر فيها المؤلف مصرع ما لا يقل عن 36 مليون شخص بما فيهم والده.
 
 وذكرت جامعة هارفارد بإعلانها العام الماضي عن القرار بتكريم المؤلف يانغ أنها كانت تأمل الاعتراف بالصحافيين الذين يملكون الإخلاص والشجاعة الكافية ويناضلون من أجل توثيق الحقبة المظلمة والمعاناة التي تواجهها البشرية. وبالرغم من ذلك، فقد علمت صحيفة الغارديان بأن وكالة شينخوا Xinhua الرسمية للأنباء في الصين والتي عمل لديها يانغ جيشنغ قد حرمت المؤلف البالغ من العمر 75 عاماً من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستلام جائزته.
 
وفي مطلع التسعينيات وتأثرًا بمذبحة تيانانمين التي جرت أحداثها عام 1989، فقد بدأ الصحافي سرًا في توثيق فترة المجاعة التي مرت بها الصين كوسيلة للتذكير بهؤلاء الذين راحوا ضحيتها. وبدأ يانغ يجوب البلاد ويعقد بشكلٍ سري مجموعة واسعة من المقابلات المباشرة وتوثيق الأدلة حول الكارثة التي وصفت بأنها المحرقة الخفية في الصين، وخلال حديثه مع صحيفة "الغارديان" عام 2012، أوضح أنه كان لديه رغبة قوية لمعرفة الحقائق. مشيرًا إلى أنه تعرض للخداع ولم يكن يريد الوقوع ضحية للخداع مرةً أخري. وبالفعل تم نشر تحقيق يانغ في هونغ كونغ عام 2008، ولاقى استحسان كبير ممن اطلعوا عليه في كافة أنحاء العالم. ونال المؤلف بعدها سلسلة من الجوائز الدولية عن عمله، كما أتيحت له الفرصة في السابق للسفر إلى الخارج واستلام هذه الجوائز.
 
 وزار يانغ السويد في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي لاستلام جائزة ستيج لارسون في الاعتراف بالشجاعة الصحفية التي أظهرها خلال البحث وروايته للحقيقة حول المجاعة الكبرى. ويعد حظر السفر الصادر بحق يانغ هو أحدث إشارة للمناخ السياسي السام المتزايد في الصين، بعدما أظهر الأكاديميين والصحافيين والمؤلفين فضلا عن المحامين والنشطاء شكوتهم من تزايد الضغط الواقع الذي يمارس عليهم من قبل السلطات منذ قدوم الرئيس شي جين بينغ إلى السلطة في أواخر عام 2012. حيث أكد الخبراء بأن أحد أسباب ابتعاد العديد من الصحفيين الصينيين الموهوبين من الشباب عن المهنة يأتي بسبب إحباطهم من تشديد الرقابة.
 
 واشتكى المؤرخون من الصعوبة المتزايدة في الوصول إلى المحفوظات لدى الحكومة والتي تحتوي على مواد تتعلق بالفترات شديدة الحساسية مثل المجاعة الكبرى. وأعرب فرانك ديكوتر وهو مؤلف مجاعة ماو الكبرى، عن أسفه قائلًا: "بأن قرار منع يانغ من السفر إلى الولايات المتحدة يؤكد على الوضع السياسي المتدهور". ورفض يانغ عقب التواصل معه تليفونيـا الإثنين، يانغ الذي يقيم في الصين مناقشة الموقف. فيما لم تستجب وكالة شينخوا سريعا في الرد على الطلب بالتعليق المرسل إليها عبر الفاكس.
 
يُذكر أن يانغ جيشنغ قد ولد في مقاطعة هوبي، وسط البلاد في عام 1940، أي قبل تسعة أعوام، من استيلاء رئيس الشيوعيين ماو على مقاليد الحكم في البلاد. وعندما كان لايزال شابا، فقد كان عضوًا ملتزمًا في الحزب الشيوعي. وعقب تخرجه من جامعة تسينغهوا للنخبة في بكين عام 1966، فسرعان ما ضمن وظيفته في وكالة شينخوا التي عمل بها حتى تقاعده عام 2001. ومع قيامه بالسفر وتقديمه لتقارير حول الرحلات التي عقدها في كافة أرجاء الصين، فقد أدرك يانغ حجم المأساة الإنسانية التي ساهم فيها "ماو" لتتغير بعدها نظرته إلى الحزب الشيوعي والثورة الصناعية الكبرى التي يقوم بها الرئيس الحاكم. كما أشار بأصابع الاتهام في وقت لاحق إلى ماو خلال احدى المقابلات.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منع صحافي صيني من السفر إلى الولايات المتحدة منع صحافي صيني من السفر إلى الولايات المتحدة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya