ارتفاع نسبة زواج الفتيات القاصرات في جنوب السودان
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الحرب الأهلية تجبر العائلات على بيع بناتهم مقابل الطعام

ارتفاع نسبة زواج الفتيات القاصرات في جنوب السودان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ارتفاع نسبة زواج الفتيات القاصرات في جنوب السودان

زواج القاصرات
الخرطوم ـ جمال إمام

كانت فيرونكا تبلغ من العمر 3 سنوات، حين قرر والدها تزويجها لضمان الحصول على مهرها، وهو عبارة عن عدد قليل من المواشي، وذلك لإطعام أسرتهما التي تتضور جوعا، حيث كانوا يعيشون في قرية مهجورة في دولة جنوب السودان.

وذكرت صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية، أنه لم يكن لدى الوالدين الكثير ليفعلاه مع العريس، والذي كان في الأربعينات من عمره، والذي عاد اليهم مرة أخرى بعد أكثر من 10 سنوات، ليحصل على العروس فيرونكا بعد أن أصبح عمرها 14 عاما.

ارتفاع نسبة زواج الفتيات القاصرات في جنوب السودان

 أقرأ أيضًا : مدافعون عن مغتصبين يُثيرون الغضب في تركيا

وتتذكر فيرونكا أنها وقفت مختبأة خلف والدتها محاولة بشدة عدم مغادرتها المنزل، ولكن العريس هدد بالعودة للزواج بها بالقوة. ومثلما يحدث مع الفتايات دون السن القانوني للزواج في جنوب السودان، تزوجت الفتاة، وبعد أشهر قليلة أنجبت طفلا، بعد ساعات من الولادة الصعبة التي شهدتها في المستشفى.

وقالت وهي تحمل طفلها في قماشة على ظهرها:" لم يكن هناك راحة، الطفل معاق، وأنا ضعيفة وجائعة. لا يوجد يوم تناولت فيه الطعام بطريقة جيدة في حياتي بأكملها، وأجد من الصعب إرضاع طفلي طبيعيا، رضيعي لا يتمتع بصحة جيدة."

وتمارس عادة الزواج القسري في جنوب السودان منذ فترة طويلة. ورغم أن سن الزواج القانوني يبدأ من الـ18 عاما، تعاني البلاد من أعلى معدلات زواج للقاصرات في العالم. ووفقا لأرقام الأمم المتحدة التي جمعت قبل الحرب الأهلية التي أندلعت في عام 2013، فإن أكثر من نصف السكان من الإناث تزوجن قبل سن الـ18.

وتصدرت المشكلة العناوين الرئيسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، حين عرضت فتاة من جنوب السودان، 17 عاما، للمزاد العلني للزواج على "الفيسبوك"، مما أثار مخاوف العائلات من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لطلب مهر أكبر لبناتهم.

وكان العرض الأكبر من رجل أعمال ثري، قيل إنه أعطى والد الفتاة أكثر من 500 بقرة، و3 سيارات فارهة، و7500 جنيه إسترليني مهرا للفتاة.

وفي الوقت الذي يعد فيه مثل هذا المزاد نادرا، فقد سلط الضوء على المشكلة، حيث تعتقد جماعات حقوقية أن معدل زواج القاصرات يتزايد وسط معاناة السيدات والأطفال من ويلات الحرب الأهلية المستمرة منذ 5 سنوات، والتي خلفت إحدى أسواء الأزمات الإنسانية في العالم.

ويوجد أكثر من 7 ملايين شخص، أو ثلثي السكان، في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، و5 ملايين يعانون من الجوع، وهذا رغم اتفاق السلام الموقع في سبتمبر/ أيلول، بين الفصائل المتمردة والرئيس المعترف به، سيلفا كير.

ارتفاع نسبة زواج الفتيات القاصرات في جنوب السودان

وفي هذا الأسبوع، حذرت مجموعة "أوكسفام" من أن زيادة الجوع والفقر يجبر العائلات مثل عائلة فيرونكا، على الإلتزام بوعد تبديل بناتهم بالإمدادات والأغذية.

وفي مناطق مثل نيال، في الشمال، قالت أوكسفام، إن البياتات الجديدة التي جمعتها بينت أن 71% من البنات القاصرات المتزوجات، يشكلن ثاني أعلى معدل في العالم بعد دولة النيجر.

وقالت أليسيا بوشنان، مستشارة السياسة في أوكسفام في جنوب السودان:" نحصل على تقارير متفرقة بأن زواج القاصرات يتزايد بسبب الأزمة، والعامل الأبرز لذلك هو الفقر. ولأنه لدينا نظام المهر في البلاد، حيث يدفع الرجال ثمن العروس لأسرتها ليتزوجها، يتحدث الناس بشكل متزايد عن ذلك، كآلية لعلاج الفقر."

وكان ذلك سبب ما فعلته عائلة فيرونكا حين كانت تبلغ من العمر 3 سنوات، حيث قالت الفتاة المراهقة:" كانت عائلتي في حاجة للطعام. في اليوم الذي جاء فيه زوجي، كنت مرعوبة، لم تريد أمي أن أذهب، ولكن والدي أصر، فقد تم بالفعل الحصول على الماشية، مما أثار العنف."

ويساهم العنف وعدم الاستقرار في هذه الظاهرة، حيث إن النزوح الداخلي لأكثر من 2 مليون شخص شهد تزويج العائلات لبناتها الصغيرات، لمساعدة العائلات في المشاركة مع المجتمعات المضيفة.

وفي الوقت نفسه، أدت عسكرة السكان وانتشار الأسلحة الصغيرة على نطاق واسع خلال السنوات القليلة الماضية، الأسر إلى استخدام الزواج القسري المبكر لحماية بناتهم من العنف الجنسي والاغتصاب والحمل قبل الزواج.

وفي الماضي، كانت هناك سلطات مجتمعية للحكم والتدخل في مثل هذه الحالات، ولكن تلك أيضا انهارت وسط رماد الحرب، وبالعودة إلى ولاية "بوما"، حيث تعيش فيرونيكا، يقول المسؤولون المحليون إنهم يكافحون لمتابعة أسوأ الحالات.

وفي العام الماضي، تبنت حكومة جنوب السودان خطة عمل وطنية استراتيجية لإنهاء زواج الأطفال بحلول عام 2030، لكن ليديا بيتر أغولوري، الوزيرة المحلية لنوع الجنس في بيبور، عاصمة بوما، تعتقد أن هذا الأمر طموح.

وقالت إنه من شبه المستحيل القضاء على هذه الممارسة عندما تواجه البلاد مثل هذه المعتقدات الثقافية المتأصلة بعمق وموارد محدودة.   وقدرت أنه في بعض القرى نسبة الفتيات القاصرات اللواتي يجبرن على الزواج يمكن أن تكون أعلى من 95%، وهذا يتسبب في مشكلات صحية للأمهات الصغيرات، وحتى الصراعات القبلية على السيدات.

ويعد معدل وفيات الأمهات في جنوب السودان واحداً من أعلى المعدلات في العالم، حيث قالت السيدة أغولوري:" والآن هذا نوع من بيع بناتهم للحصول على الغذاء، لأن الجميع يائس للغاية."

وتضيف أن هناك العديد من حالات الإصابة بالناسور، عندما تتسبب العدوى في تشكل ممر داخلي بين الأعضاء، لأن البنات صغيرات السن وغير مستعدات للولادة، وعندما يحدث الناسور أثناء الولادة، فإنه يسبب سلس البول مدى الحياة، ويمكن أن يكون قاتل إذا لم يعالج بشكل صحيح.

وقالت السيدة أغولوري إن هذه الممارسة تعرض الفتيات أيضا لخطر العنف الجنسي والجسدي والعاطفي، كما أن الغالبية العظمى من العرائس الشابات يتعرضن للعنف الجنسي من أزواجهن. وأضافت: "إن المشكلة الكبرى التي نواجهها هنا هي في الأساس العنف القائم على نوع الجنس. ومن الصعب جدا مكافحته لأنه يعتبر معيارا ثقافيا."

وتقول الأمم المتحدة ومراقبو وقف إطلاق النار إنه تم استخدام الاغتصاب كسلاح حرب في جنوب السودان، وأن النساء والفتيات تعرضن للاختطاف بشكل روتيني وأرغمن على الاستعباد الجنسي.

وحثت منظمة أوكسفام هذا الأسبوع سلطات جنوب السودان على اتخاذ إجراءات عاجلة من خلال الاستثمار بشكل كبير في إنهاء زواج القاصرات، وأخبرت الحكومة بالتصدي للمشكلة النظامية الأوسع نطاقا، وهي أن النساء ببساطة لا يمثلن تمثيلا كافيا في المجتمع، ووعدت الحكومة في اتفاق سلام بضمان أن تملأ النساء 35% من المناصب التنفيذية في البلاد، لكن ذلك لم يحدث بعد.

عشرينية مغربية تُحاول رمي ابنتها من الطابق العاشر في إسبانيا

للشابة رهف القنون يفتح النار على آلاف السعوديات

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع نسبة زواج الفتيات القاصرات في جنوب السودان ارتفاع نسبة زواج الفتيات القاصرات في جنوب السودان



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya