دمشق - نهى سلوم
أثار انقطاع التيار الكهربائي عن محافظات دمشق وريفها والمنطقة الجنوبيَّة السويداء ودرعا، بعد تعرض الخط الذي يغذي محطات توليد الكهرباء لهجوم منذ أيّام، أزمة في انقطاع مياه الشرب, حيث تعاني الكثير من المناطق المذكورة من انقطاع مستمر في المياه، فبعض الأحياء منذ أكثر من أسبوعين والمياه مقطوعة عنها, خصوصًا تلك الأحياء البعيدة عن وسط دمشق, وتحولت الأزمة إلى قلق مرعب لدى غالبية المواطنين، وبات هذا الحدث الشغل الشاغل لهم.
وتشهد دمشق وريفها ودرعا والسويداء والقنيطرة انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي دون برنامج تقنين واضح. ويأتي هذا الانقطاع، بحسب مصادر في الحكومة، بسبب الاعتداء على خطوط الغاز المُغذيَّة لمحطات التوليد في المنطقة الجنوبيَّة والشبكات ومحطات التحويل وسكك حديدية لنقل "الفيول".
وأعرب كثير من المواطنين السوريين عن قلقهم جراء انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من 10 أيّام، بالتزامن مع شح في مياه الشرب، خصوصًا أولئك الذين يقطنون في بنايات طابقية عمودية، لعدم وجود خزانات كبيرة لديهم لتخزين المياه.
واشتكى مالك، رب أسرة يسكن في جرمانا, أنّ الحي الذي يقطنه لم ير المياه منذ أكثر من أسبوعين, موضحًا "للأسبوع الثاني على التوالي ونحن نشتري الماء من خلال الصهاريج التي تنقل المياه من الآبار إلى المنازل وبأسعار مرتفعة، ما يشكل عبئًا ماديًا جديدًا خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها".
بينما يتخوف سعيد، الذي يقطن في الدويلعة، من أنّ يكون الأمر مرشحًا أكثر فأكثر لمزيد من الانقطاعات الطويلة, ليتحول في النهاية إلى أزمة جديدة، بدءً من انقطاع الكهرباء الطويل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات والهم الأمني المتزايد.
أما عبير، وهي موظفة وأم لطفلين، فأوضحت أنه "رغم الشكاوى المستمرة، إلا أنّ وضع المياه مازال على حاله، ومن يقصد مؤسسة المياه بدمشق وفروعها سيجد عشرات المواطنين يتوافدون يومياً يقدمون الشكاوى على انقطاع المياه دون أي نتيجة".
واشتكت هزار، موضحة "لم نعد نحتمل أكثر من ذلك، فقد نسى الناس الهم الأمني بالرغم من تزايد سقوط القذائف العشوائية على أحياء مختلفة من دمشق ، أمام استمرار انقطاع المياه التي لا يمكن العيش بدونها، فالإنسان يمكن أن يبقى بدون طعام وأن يقنن فيه إلى أقصى حد ويمكن أن يتحمل انقطاع الكهرباء وارتفاعات الأسعار، لكن لا يمكنه البقاء بدون مياه خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
بينما لريم هموم أخرى، فكتبت على صفحتها على موقع الـ"فيسبوك"، "تحية لكل حبيبن يتواصلون على النت ويقطع التيار الكهربائي عندهما بعكس بعض".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر