الحصار يقتل المعضمية والأهالي يستغيثون
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الحصار يقتل "المعضمية" والأهالي يستغيثون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحصار يقتل

دمشق - جورج الشامي

وجه أهالي المعضمية بريف دمشق نداء استغاثة للمنظمات الدولية نتيجة سياسة التجويع التي تتبعها الحكومة تجاه أبناء المدينة، وبحسب قول أبنائها، والذي قالوا أن حربهم حالياً انتقلت من محاربة النظام إلى محاربة الجوع، إذ لا ماء ولا دواء ولا خبز ولا طعام، وبعد نفاذ مدخراتهم من الطعام، باتوا يأكلون أوراق الشجر، في الوقت الذي يجتمع فيه أعضاء الائتلاف في قاعات فنادق الخمس نجوم في إسطنبول للاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية وذلك حسب رسالة وجهها الأهالي للمعارضة الخارجية. وتعيش المدينة منذ بداية الثورة السورية بحالة من القصف المتواصل، وتعرضت لمجازر واقتحامات عدة، وأطلق عليها بعض الناشطين اسم "قصير دمشق" للدلالة على أهميتها للنظام وللثوار. يحدث ذلك في القرن الحادي والعشرين أن يموت أطفال "معضمية الشام" في ريف دمشق من الجوع، وقبل عشرة أيام فقط أعلنت مدينة المعضمية عن موت طفلين سوريين من الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق منذ عشرة أشهر على المدينة، وتبدو صورة أطفال المعضمية وكأنها خارجة من بلد عايش وعاش المجاعة لسنوات، ومن الصعب أن نصدق أنها إنما تعود لأطفال يعيشون في مدينة لا تبعد عن عاصمة سوريا أكثر من 10 كم. ويبدو إصرار النظام على السيطرة عليها واضحاً، فبعد فشل عملياته العسكرية من قصف وتدمير واقتحامات، قصف المعضمية في 21 آب/أغسطس 2013 بصورايخ تحمل رؤوساً كيماوية ليخلف 63 قتيلاً يومها، وعشرات المصابين، وكانت تلك الصواريخ تحمل غاز السارين نفسه الذي أطلقه على غوطة دمشق في الوقت نفسه، في دليل جديد على استماتة النظام في محاولة السيطرة على هذه المدينة، وبعد مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية لدمشق وبدء لجنة مفتشي الأمم المتحدة بأخذ عينات للتحقق من استخدام الكيماوي كانت المعضمية هي المحطة الأولى في برنامجهم. وتبعد المعضمية عن العاصمة دمشق 10 كم، ما يجعلها بوابة لدمشق ونقطة ربط ووصل بين العاصمة وريفها، عدا عن خوف النظام من عدم السيطرة عليها لقربها وإطلالها على مطار مزة العسكري الذي تطل عليه، ويقول الناشط "بهاء. م" إن امتلكت المعضمية السلاح الذي من المفترض أن يصل للثورة في سوريا من أميركا فإن هذا المطار سيكون في خطر، ومن المعروف أن هذا المطار من أهم المطارات وأكثرها استخداماً من قبل القوات السورية النظامية في عمليات دمشق وريفها. ونشر موقع "آفاز" لحملات المجتمع حملة بعنوان "أنقذوا أهالي معضمية الشام من الموت جوعاً"، وطالبت الحملة الأمم المتحدة "بتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين المحاصرين في بلدة معضمية الشام (دمشق\سوريا)، والتحرك فورا و تفادي وقوع كارثة إنسانية"، لأن المدينة تعيش منذ عشرة أشهر حصارا خانقا حرمها من الطعام والدواء بشكل يكاد يصل إلى الحرمان الكلي. وبحسب الناشط الإعلامي المعروف باسم سيباستيان الدمشقي فإن تنسيقية المعضمية وأهل المدينة أطلقوا نداءات استغاثة عدة لكسر الحصار عن المدينة، ويقول إن المدنيين المحاصرين في المعضمية يتجاوز عددهم الـ 12 ألف نسمة، بينهم حوالي 2900 طفل وأكثر من 3 آلاف من النساء والمسنين وهناك حوالي 950 مصابا بحاجة إلى الرعاية الطبية الفائقة. وأشار إلى أن النظام السوري وبالتعاون مع اللجان الشعبية التابعة له قام بمنع عدة قوافل إنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنظمة الأغذية العالمية وهيئات إنسانية أخرى من دخول المدينة، ما جعل أطفال المعضمية يموتون ببطء أمام أعين أهاليهم. في حين وجه أهالي المعضمية عدداً من "المساءلات" لأعضاء الائتلاف المعارضة وقادة الجيش الحر الذين اختاروا الخارج مكاناً لإقامتهم، حيث يقول أهالي المعضمية: "أيها المجتمعون في قاعات فنادق الخمس نجوم في اسطنبول لمناقشة واقع الثورة السورية وانتخاب رئيس للحكومة، معضمية الشام تستغيث، مدينة الزيتون محاصرة، أم الأبطال والمقاومة لن تستسلم"، ويضيفون: "معضمية الشام المحاصرة وأطفالها ونسائها وشيوخها يموتون جوعاً، أين أنتم وأين مواعيدكم بفك الحصار وإنقاذ اهلها وشعبها من الموت؟!".، وكما يتساءلون: "أين كتائبكم العسكرية العاملة، أين مجلسكم العسكري، أين ضمائركم، أين إنسانيتكم وشرفكم وأخلاقكم، أين ثوريتكم ومسؤوليتكم أمام الله والوطن!". ووجه أهالي المعضمية رسالة للائتلاف جاء فيها: "نداء استغاثه للمؤتمرين والمتآمرين المجتمعين في إسطنبول، أيها المجتمعون، معضمية الشام تناديكم أنقذوها من الدمار والقذف الذي لن يتوقف عليها منذ ان ضربت بالكيماوي، معضمية الشام محاصرة منذ عشرة أشهر لا طعام ولا دواء ولا خبز ولا مياه ولا وقود، كل يوم نتعرض لأبشع أنواع الدمار والقصف المتنوع بالطيران والدبابات والصواريخ والمدفعية، أطفالنا يأكلون أوراق الأشجار، ومئات من الجرحى في حالة صحية خطرة لعدم وجود الدواء والضماد، معضمية الشام المحاصرة تقول حسبنا الله ونعم الوكيل". ويقول أهالي المعضمية للائتلاف المعارض: "نحن أهالي معضمية الشام أم الشهداء شعلة الحرية ووقود الثورة، نعلمكم أننا منذ عدة أشهر لم نعد نحارب آلة البطش العسكرية فحسب، بل أصبحنا نحارب الجوع أيضاً، نحن هَزمنا النظام الأسدي بتصدينا له ومنعه من اقتحام مدينتنا ومدينة داريا التي دفعنا فيها أغلى ما لدينا من شهداء وكانت علينا أقسى من النظام الحاكم، لكننا دافعنا عليها بكل قوة وبسالة، إلا أننا عاجزين أن نحارب جوع أطفالنا أكثر من ذلك فقد بلغ منّا مبلغه، فنحن أمانة في أعانقكم، وإن سقطت جبهتنا جوعاً فسيشكل هذا منعطفا خطيراً في الثورة لصالح العصابة الحاكمة". ويردفون: "إلى قيادة الجيش الحر وجميع الكتائب العاملة وإلى الائتلاف الوطني وكافة المقاتلين والشرفاء في الغوطتين الغربية والشرقية، إذا لم تساهموا بفك الحصار عنا سنحاججكم أمام الواحد القهار، واعلموا أنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحصار يقتل المعضمية والأهالي يستغيثون الحصار يقتل المعضمية والأهالي يستغيثون



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya