مسيحيُّو العراق يُعانون الخوف في أوقات الأعياد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مسيحيُّو العراق يُعانون الخوف في أوقات الأعياد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مسيحيُّو العراق يُعانون الخوف في أوقات الأعياد

يغداد - المغرب اليوم

بلغ عدد المسيحيين الذين غادروا العراق خلال العقد الأخير أكثر من مليون شخص بسبب تعرضهم لأعمال عنف. ومع اقتراب الأعياد المسيحية يكبر الخوف في قلوب أقلية عاشت في سلام في العراق لعصور وتخشى استهدافها من قبل الجماعات المتطرفة. يشعر يوسف البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عامًا بالخوف كلما اقترب موعد الأعياد المسيحية، ويدفعه ذلك إلى حزم حقائبه ومغادرة بغداد نحو قره قوش "بخديدا" التي تبعد حوالي 40 كيلو متر عن الموصل. يملك يوسف شقة صغيرة في هذه المدينة المسيحية، وبحكم انتقاله المتكرر لها أصبح معروفا في نقطة التفتيش الواقعة على الطريق المؤدية لهذه المدينة. "كيف هو الوضع في بغداد، وكم من قنبلة انفجرت أمس هناك؟" يسأل رجال الشرطة كل من يمر عليهم. يرد يوسف قائلا بأن اثنين من قذائف الهاون استهدفتا المطار، كما انفجرت سيارة ملغومة في حي الكرادة التجاري. بالإضافة إلى تفجيرات أخرى لم يذكرها لكثرتها. وبخلاف بغداد فإن الوضع هادئ نسبيا في منطقة الدورة جنوب بغداد، حيث يقطن يوسف. لكن فترة أعياد الميلاد شهدت اعتداءات عدة في هذه الضاحية قبل عام، إذ انفجرت سيارة مفخخة عند خروج المسيحيين من الكنيسة بعد إقامتهم لقداس بمناسبة عيد الميلاد. وبعدها بيوم واحد تعرض سوق يقصده مسلمون ومسيحيون للقصف، مما خلف خمسين قتيلاً. ويخشى يوسف من أن تتواصل الأعمال الإرهابية تزامنا مع احتفالات عيد الفصح المسيحي، خصوصًا وأن العنف في العراق بلغ مستويات قياسية بعد التراجع الكبير الذي سجله بين أعوام 2009 و2011. ففي شهر مارس وحده قتل حوالي ستمائة شخص وجرح ألف أغلبهم في بغداد. قبل عشر سنوات لم يكن أحد يعرف قرية قره قوش الواقعة في محافظة نينوى، والتي لم يكن عدد سكانها في السابق يتجاوز 3 آلاف نسمة. كانت الزراعة وتربية المواشي المصدران الرئيسان للدخل هناك. لكن وبعد الغزو الأمريكي والبريطاني للعراق، وما أعقبه من فرار أكثر من ثلاثة ملايين شخص خوفا من الإرهاب، تحولت قره قوش إلى ملاذ آمن للمسيحيين. وفي خضم ذلك أصبحت هذه القرية الصغيرة مدينة متوسطة يبلغ عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة، وتحولت إلى مركز تجاري بشوارع جديدة ومحلات تجارية ومطاعم ومنازل جميلة. وتحيط بالمدينة قوات أمن خاصة مدججة بأسلحة ثقيلة تتولى حماية الحدود ومنع الإرهاب من الوصول إليها. عشية عيد "جميع القديسين" عام 2010 تعرض يوسف لصدمة لن ينساها مدى حياته، إذ فقد ثمانية من أفراد عائلته دفعة واحدة، عندما اقتحم أفراد تابعين لجماعة دولة العراق الإسلامية التابعة للقاعدة حينها، كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة في بغداد واحتجزوا 200 مسيحي كان يحضر القداس. وبعد تدخل قوات الأمن العراقية بدأ الإرهابيون يطلقون النار على الرهائن واحدًا تلو الآخر في منظر رهيب، شاهدت فيه النساء أزواجهن وأبنائهن وهم يقتلون أمام أعينهن. وكانت الحصيلة 68 قتيلا من بينهم ثمانية أفراد من عائلة يوسف. قبل الاجتياح الأمريكي للعراق في مارس 2003 كان عدد المسيحيين هناك يبلغ حوالي مليون ونصف. أما اليوم فأصبح عددهم يقدر بحوالي أربعمائة ألف شخص فقط. يرغب كثير من مسيحي العراق في الالتحاق بأفراد عائلاتهم الموجودين في الخارج. كما قدم يوسف بدوره طلبا للهجرة إلى كندا، التي تستقبل أصحاب الشهادات العليا من العراقيين المسيحيين. وبحكم تخصصه في الهندسة يأمل يوسف في أن يبدأ حياة جديدة هناك. يحذر بطريرك الكنيسة الكلدانية، لويس رافائيل ساكو، من انقراض المسيحيين من العراق، فهو يعلم جيداً واقع هذه الفئة في كركوك، حيث تولى هناك لسنوات منصب رئيس الأساقفة، ويدرك حجم المعاناة التي يتعرض لها المسيحيون في تلك المدينة الغنية بالنفط بسبب غياب الأمن، مما يجعلهم يفكرون دائما في الرحيل. رغم ذلك، يحاول البطريرك البالغ من العمر 65 عاما تشجيع المسيحيين على البقاء في العراق، وقد قام بتوجيه نداء للدول الغربية لتكثيف جهودها للتخفيف من حدة التوترات العرقية في العراق بدلا من استقبال المسيحيين الراغبين في مغادرة البلاد. إلا أن هذه النداءات لا تجد من يستجيب لها في بعض الأحيان. وعن التواجد المسيحي في العراق يقول رافائيل ساكو "نعيش هنا منذ أكثر من 2000 سنة. كما أننا نعيش منذ قرون جنبا إلى جنب مع إخواننا المسلمين". ويضيف "عالمنا يغلب عليه طابع التعدد، ونحن نحتاج إلى بعضنا البعض".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيحيُّو العراق يُعانون الخوف في أوقات الأعياد مسيحيُّو العراق يُعانون الخوف في أوقات الأعياد



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya