اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم

بيروت - رياض شومان

ذكر تقرير حول أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن، أن حالتهم الاجتماعية والصحية تزداد تدهوراً وتعاسة ، تحملهم على اليأس والقرف مع انقضاء ثلاثة أعوام على الحرب الأهلية في بلادهم، ما جعل الكثير منهم يفضل العودة الى موت محتم داخل سورية على مرارة اللجوء التي دفعتهم أحيانا الى القيام بأعمال شغب .ويشعر الكثير من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري شرق عمان، بأن العالم "نسي مأساتهم"، مع دخول النزاع السوري عامه الرابع.وينقل القرير عن لاجئ سوري يدعى ابو عصام (52 عاما) من درعا قوله، ان المواطن "السوري يفضل العودة إلى موت محتم على ان يبقى يتجرع مرارة اللجوء". ويضيف ان "الجميع تجاهل أوجاع اللاجئين ولا احد يكترث بنا. خدعونا وقالوا ان أزمتكم ستستمر لأيام فقط، اما الآن فنشعر بأن الحل مستحيل".اما اللاجئة الحاجة كاتبة الحسن (80 عاما) القادمة من درعا أيضاً، فتقف تحت الشمس قرب بوابة المخيم وقد نال الغبار من ثوبها العربي الأسود وهي تستعد للصعود الى الحافلة لتعود الى سورية، بعد أربعة اشهر أمضتها في المخيم.وتقول الحسن مبتسمة "اشتقت لبلدي. عندما اتيت كنت أظن اني سأبقى لأيام او أسابيع قليلة فقط، لكني لا اقوى على البقاء مدة اطول، الوضع مزر هنا، لا اريد ان اموت بعيدة عن بلدي".ويقول لاجىء آخر يدعى حسن الزعبي (68 عاما) ان "اللاجئين لم يعودوا يحتملون أوضاع المخيم، فالبعض يعود الى سوريا رغم الدمار الذي حل بها واستمرار الحرب". ويشير الى ان زوجته وأولاده تركوه وعادوا الى سورية أخيرا "بسبب الاوضاع غير الانسانية هنا". ويروي الزعبي ان اعمال الشغب اندلعت على حد قوله بعد ان "منع الأمن فتيات من مغادرة المخيم بدون تصريح". ويوضح ان "احد رجال الامن دفع احداهن لاصرارها على الخروج، فخلعت حجابها وصرخت منادية اقاربها مدعية انه اعتدى عليها، فوقعت مشاجرة مع رجال الامن تطورت الى ما حدث".ويوضح الزعبي ان "المخيم يضم أكثر من 100 الف شخص فيهم الصالح والطالح. ذقنا الويلات في سورية ولجأنا الى اقرب ملجأ آمن وعلينا ان نحترمه ونحترم أمنه وقوانينه".وشهد مخيم الزعتري القريب من الحدود مع سورية منذ إنشائه قبل عامين احتجاجات عدة تخللتها احيانا اعمال شغب، معظمها بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة التي تسود المخيم. كما اندلعت اعمال شغب في المخيم قبل نحو اسبوعين اوقعت قتيلا بين اللاجئين وعشرات الجرحى غالبيتهم من رجال الأمن، وكانت المرة الاولى التي يسقط فيها قتيل في حوادث مماثلة.وقالت الامم المتحدة والسلطات الاردنية حينها ان اعمال الشغب اندلعت عقب ضبط محاولة تهريب لاجئين الى خارج المخيم.ويغادر المخيم ما بين 80 و 100 لاجىء يوميا عائدين الى سورية، لكن في الوقت نفسه يلجأ يوميا نحو 500 سوري الى المملكة التي باتت تؤوي أكثر من نصف مليون لاجىء سوري، ثمانون في المائة منهم يقطنون القرى والمدن.ويشتكي اللاجئون باستمرار من الأجواء الصحراوية وعدم توافر المياه والكهرباء احيانا في المخيم الذي تصل الحرارة فيه خلال الصيف الى نحو 40 درجة مئوية، في حين تنخفض الى ما دون الصفر في الشتاء. وبحسب دراسة نشرتها منظمة "كير" العالمية قبل يومين، يحاول اللاجئون السوريون في مدن وقرى الأردن اكثر من قبل التأقلم مع تحديات السكن غير اللائق والديون الكبيرة وتكاليف المعيشة المتزايدة. وقالت المنظمة ان التقييم الذي اجرته لما يزيد على 2200 لاجئ سوري اظهر ان 90 في المائة منهم مدينون لأقاربهم ومالكي العقارات وأصحاب المحلات والجيران.من جهته، يقول ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين آندرو هاربر ان "ازمة اللاجئين السوريين طالت، ولا احد يعلم متى تنتهي، وحتى ان انتهت غدا هناك كثير من الدمار في سورية" متسائلا " الى اين سيعود هؤلاء؟".واضاف هاربر ان "السوريين لم يعودوا يهربون من الموت في بلادهم بل هم يهربون بسبب انعدام الأمل في المستقبل". ويتفق مدير مخيم الزعتري المقدم عبد الرحمن العموش مع هاربر، قائلا ان "بعض اللاجئين يعيش تحت ضغط نفسي هائل نتيجة ما ذاقوه في سورية ويريدون تنفيس الاحتقان الذي يعانونه، ونحن نحاول دائما استيعابهم".ويضيف ان "وجود أكثر من 100 الف انسان لا نعلم عن خلفياتهم شيئا في مساحة محددة، يشكل تحديا امنيا ليس من السهل التعامل معه".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya