الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع

بغداد – نجلاء الطائي

يسيطر هاجس الخوف من القتل والشعور بالاضطهاد، على أتباع الديانة الإيزيدية، حتى بات جزء من تفكيرهم، يرافقهم أينما توجهوا في أرجاء البلاد، بل حتى في مناطقهم التي لم تكن بمنأى هي الأخرى عن استهداف الجماعات المتطرفة والمسلحين. ورغم استقرار الأوضاع الأمنية في إقليم كردستان، إلا أن هاجس الخوف من الهجمات المسلحة، وخصوصًا بعد تفجيرات أربيل الأخيرة، فضلا عن اضطراب الوضع الأمني في محافظة نينوى، حرم الإيزيديين من الاحتفاء بعيدهم الأكبر لهذا العام. يقول الشاب الإيزيدي أمين خلات، في حديث لـ "المغرب اليوم": إن هاجس الاستهداف والخطف والقتل بات جزء من تفكيرنا، مضيفًا أن "الإيزيديون ذاقوا مرارة الظلم عبر تاريخهم المليء بالمآسي الإنسانية، واليوم ما زال الخوف من تهديدات الجماعات المسلحة يلاحقنا". ويؤكد الإيزيديون أنهم "لم يحتفلوا بعيدهم الأكبر هذا العام الذي يقام سنويا في معبد لالش خشية وقوع عمليات إرهابية من قبل الجماعات المتطرفة"، معربا عن "أسفه، مما تتعرضه الأقليات الدينية في العراق". ويضيف خلات "ما تعرضه له الإيزيديون في العراق خلال الأعوام الماضية، هو عملية إبادة جماعية انعكست سلبا على حياة الفرد الإيزيدي بشكل ملحوظ"، مشيرًا إلى أن "الإيزيدي غالبا ما يخشى الكشف عن هويته الدينية خارج المناطق التي لا تسكنها أكثرية إيزيدية". ويتعرض أتباع الديانة الإيزيدية في العراق إلى الاستهداف والخطف والهجمات المسلحة بين الحين والآخر. وكان المجلس الروحاني الإيزيدي الأعلى أعلن عدم الاحتفال بعيد (جما) الذي يعد من أكبر الأعياد الإيزيدية ويستمر لـ 7 أيام، تحسبا لوقوع عمليات أمنية خلال مراسم وطقوس العيد، وجاء قرار المجلس عقب تعرض مبنى مديرية أمن أربيل نهاية أيلول الماضي لتفجير بسيارات مفخخة وانتحاريين. ويعد عيد (جما) أي "الجماعية" من الأعياد القديمة، وأن الطقوس الدينية التي تمارس خلال هذا العيد تعود إلى الديانة المترائية وهي من الديانات القديمة الموجودة في المنطقة منذ أكثر من 7 آلاف عامًا، وتقام المراسم الدينية لعيد (جما) حصرًا في معبد لالش وتستمر طقوسها لـ 7 أيام. وقررت رئاسة إقليم كردستان، في العام 2009، اعتبار أيام الأعياد الرئيسة للطائفة الإيزيدية عطلة رسمية في المناطق التي تقطنها غالبية إيزيدية في الإقليم. رجل الدين البارز في معبد لالش الإيزيدي بابا جاويش، يوضح لـ "المغرب اليوم": إنه في هذا العام لم يتم أداء مراسيم عيد (جما) في معبد لالش، تحسبا لوقوع هجمات مسلحة وحفاظا على أرواح زوار المعبد. ويؤكد جاويش "لا نرغب بتحول فرحة العيد إلى مأساة"، مضيفا "عيد جما من أكبر الأعياد الإيزيدية ويستمر 7 أيام، وطقوسه ومراسيمه تقام حصرا في معبد لالش سنويا، بمشاركة الآلاف من أتباع الديانة الإيزيدية من مختلف مناطق العالم". ويحتفل أبناء الطائفة الإيزيدية بـ 8 أعياد سنويًا هي، سرسال، وروزين ئيزي، وجما، وجلى هافين، وجلى زستان، وبيلنده، وقوربان، وخضر إلياس، ويتراوح عدد أيام الاحتفال بها بين يوم واحد و7 أيام. ويقول الكاتب الإيزيدي دخيل خدر: إن الظروف القاسية التي تعرض لها أتباع الديانة الإيزيدية عبر التاريخ تركت أثرا نفسيا لدى الإيزيدية"، مبيناً أن "الإيزيديين عانوا كثيرا على أيدي السلطات الدينية منذ القرن السابع عشر وحتى سقوط الدولة العثمانية وتعرضو لـ 72 حملة إبادة جماعية نتيجة اختلافهم الديني". ويضيف "ظروف الإيزيديين في إقليم كردستان جيدة ويتمتعون بالأمن والحقوق"، مستدركاً "لكن هاجس الخوف ما زال يسيطر على الإيزيديين كون هناك جهات متطرفة تحاول استهدافهم". ويحذر خدر من أن "هناك جهات تعمل على إفراغ العراق من التنوع الديني والقومي والمذهبي، من خلال استهداف الأقليات وتهديدهم بالموت ما أثر سلباً على الأقليات الدينية والقومية"، عازيا أسباب ذلك إلى "وجود خلل في المنظمومة الأمنية للدولة العراقية". والديانة الإيزيدية هي بقايا ديانة شرقية قديمة ما تزال تحتفظ ببعض التقاليد والعقائد التي تعود لشعوب وادي الرافدين الموغلة في القدم، والتي جددها الشيخ عدي بن مسافر في القرن التاسع للميلاد، وهي ديانة غير تبشيرية تؤمن بوجود الله وتؤدي طقوسها باللغة الكردية. ونشير أن عدد معتنقي الديانة الإيزيدية في العراق يبلغ أكثر من نصف مليون شخص، ويسكن معظمهم في مناطق تابعة لمحافظتي نينوى ودهوك، كسنجار، وشيخان، وتلكيف، وبعشيقة، وسيميل، وزاخو، إضافة إلى وجود نحو 20 ألف إيزيدي هاجروا من البلاد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى أوروبا ويتمركز غالبيتهم في ألمانيا والسويد، ويعد معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان التابعة لمحافظة نينوى المركز الديني للطائفة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع الخوف يحرم الإيزيديِّين من عيدهم رغم استقرار الأوضاع



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya