أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مدينة مراكش
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مدينة مراكش

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مدينة مراكش

مراكش ـ سعاد المدراع

أصبح أطفال الشوارع يمثلون ظاهرة خطيرة في مدينة مراكش المغربية، وذلك بعدما أصبحت تنمو بشكل متزايد، حيث إنه  لا يخلو أي ركن من المدينة الحمراء من هذه الآفة، التي تعددت أسبابها بسبب  تفكك الأسرة، أو تمرد الأبناء على النظام الأسري، إضافة إلى الفقر. وتشهد المدينة الحمراء حاليًا أكتر من ألف طفل في شوارعها، تراهم في حال يرثى لها شبه عراة يندفعون حفاة بين السيارات، لا ملجأ لهم و لا مسكن، فهم يتخذون بعض الأماكن العمومية و الحدائق المهجورة مكانا للمبيت ، مفترشين الأرض و ملتحفين السماء و يفتقدون العطف والتعليم والمساعدة، ولاتراهم في الأماكن الراقي إلا وهم يتسولون ويلتقطون بقايا  الطعام من صناديق القمامة. عوامل عدة وراء لجوؤ هؤلاء الأطفال إلى الشوارع أبرزها الفقر و الطلاق و الانقطاع عن الدراسة و دفعهم إلي سوق العمل، إضافة إلى افتقارهم للحماية الأسرية، فأصبحون يكرهون الحياة، بل ويشعرون بالنقمة عليها، ما يهدد بدخولهم إلى عالم الانحراف والإجرام ,التسول والاستغلال الجسدي و الجنسي. حاول "المغرب اليوم" أن يقترب من هؤلاء ليتعرف على مشاكلهم بشكل أكبر، فيقول هشام ، 15 عامًا: "أفضل الشارع على البيت، فهناك دائما صراع في المنزل بين والدتي والدي، حيث يقوم والدي ببيع الأتات المنزلي لاقتناء قارورة كحول "بيرة"مما يولد مشاحنات دائمة بينهما". أما الطفل مهدي، 12 عامًا فيقول : "انقطعت عن الدراسة بسبب الفقر و خرجت للعمل كبائع "كلينكس"بين طرقات باب دكالة و جليز و إذا لم أعد للبيت في آخر اليوم بمبلغ 20 درهمًا فإن أبي سيقتلني ضربا، لذا لا أستطيع الرجوع إلى البيت إلى بعد الحصول على هذا المبلغ . ويقول الطفل امين ، 13عامًا: بعد وفاة والدتي وزواج والدي وجدت نفسي أتسكع في عالم المخدرات "السلسيون و الكالة و القرقوبي"، و تكفي نظرة واحدة إلى أمين لتدرك أية معاناة يعيشها بثيابه الرثة و وجهه المليء بالندوب . وفي سابقة من نوعها قام المخرج المغربي "نبيل عيوش" بانتاج فيلم من بطولة أحد أطفال الشوارع وهو "هشام موسون" للقيام ببطولة فيلمه "علي زاوا" و بعدها تلاه فيلم "رقصة الوحش"للمخرج المغربي مجيد لحسن التي شاركت فيه الجمعية الحقوقية "ماتقيش ولدي". ويرى معنيون أن هذه الخطوة بادرة جيدة لدمج هذه الفئة المهمشة من المجتمع، ولابد من إنشاء جمعيات مثل جمعية "ماتقيش ولدي" التي تترأسها السيدة نجاة انور، والتي تشمل فروعًا عديدة في المدن المغربية، و تعمل بصفة مستمرة على انتشال هؤلاء الأطفال من براكين الضياع، و كذلك الجهات المسؤولة وإجبارها على إيجاد آليات محاربة أسباب وجود ما يسمى بأطفال الشوارع والتي تتلخص في الحلول المادية واعتماد آلية الإدماج، ليصبح مكان أطفال الشوارع المدارس ومختلف مؤسسات التكوين والتأهيل وبالتالي المساهمة في بناء الذات والوطن.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مدينة مراكش أطفال الشوارع قنبلة موقوتة تُهدد مدينة مراكش



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya