توقعات بنجاح حماس في تعديل مواقفها وسياساتها الدولية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

توقعات بنجاح "حماس" في تعديل مواقفها وسياساتها الدولية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توقعات بنجاح

لندن ـ سليم كرم

يرى المحللون السياسيون أنه "في ذكرى مرور 25 عاما على إنشاء حركة "حماس" الفلسطينية، مازال البعض يعتقد أنها حركة سيئة وعنيفة، لكن هناك عددًا من المؤشرات تدل على أن الحركة بدأت أخيرًا تنمو وتزدهر". وذكرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية على لسان الكاتب ميت هيل أن "بلوغ المرء سن الـ 25 عامًا يحتم عليه أن يواجه عددًا من الحقائق ويستدعي منه أن يتحمل مسؤولية النتائج المترتبة على تصرفاته بعد مرور سنوات الطيش وقلة الخبرة، بمعنى أنه ينبغي أن يتصرف مثلما يتصرف الكبار والناضجون". ويشير المقال إلى أن "حركة حماس بعد مرور 25 عامًا على إنشائها، لم تبد إلا القليل من النضج، كما لو كانت حزبًا يضم أطفالا يمارسون ألعابهم بالبنادق والصورايخ، وكما هو معتاد من قادتها، فإن الجميع يتعهد بعدم الاعتراف بإسرائيل "وتحرير الأرض الفلسطينية شبرًا شبرًا".   وعلى الرغم من الخطاب التقليدي الذي يصدر عن حركة حماس، لكنها تواجه اليوم خيارات جديدة قاسية في أعقاب المواجهة الأخيرة مع إسرائيل. وإن وصول أي جماعة راديكالية إلى السلطة يضعها دائمًا أمام تحديات متزايدة، تضطرها إلى خيارات مؤلمة بين النقاء الأيديولوجي وبين التكيف مع حقائق الحكم. ولقد عانت حركة حماس بعض الوقت من صراع قوة بين قادتها في غزة الذين يرفضون فكرة التوصل إلى حلول وسط مع إسرائيل، وبين زعمائها في المنفى الذين يتأثرون بما يحدث حولهم في بلاد المنفى التي تستضيفهم مثل مصر وقطر. وإلى حد ما، لعبت إسرائيل دورًا في تمكين الحركة من تجنب الخيار بين هذين الأسلوبين في التفكير. ونظرِا للحصار الاقتصادي والعسكري الذي تعيشه حماس منذ أن جاءت إلى السلطة في العام 2006 ، لم تتحول الحركة من حركة مقاومة إلى حزب حاكم وما يتطلبه الحكم من التوصل إلى حلول وسط مؤلمة. وهناك مؤشرات كما يقول الكاتب التي تلمح إلى أن "قادة الحركة باتوا على استعداد للتفكير مليًا في إمكان تغيير وتعديل مواقفهم. ففي العام 2007 قال خالد مشعل إنه بناء عن مطلب فلسطيني وعربي بإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وأن هذا في حد ذاته يعني وجود كيان أو دولة تسمى إسرائيل على الجزء الباقي من أرض فلسطين". وفي العام 2010 قال في برنامج حواري أميركي إنه "إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود العام 1967 فإن المقاومة الفلسطينية ستتوقف". وأضاف أنه "إذا صوت الفلسطينيين في استفتاء بالاعتراف بإسرائيل، فإن حماس ستحترم تلك النتائج". إلا أن مثل هذا الخطاب يختلف بطبيعة الحال عندما يخاطب القادة جنودهم الذين يرفضون مثل هذه التصريحات والتمسك بنزعاتهم الإسلامية الاستشهادية وتظل حماس على شخصيتها المعادية للسامية ووعودها بتدمير إسرائيل. ويقول الكاتب إنه "لم يعد ممكنًا أن يظل العالم يشير إلى حماس باعتبارها حركة إرهابية كريهة ويحذر منها ويأمل في تلاشيها من خلال عدم التواصل معها، وما نشاهده اليوم هو اجتماع ممثلين إسرائيليين مع نظرائهم من حماس في القاهرة يتفاوضون حول مجموعة من القضايا في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وإمكان رفع القيود الاقتصادية مقابل التوقف عن الهجمات الصاروخية". وأضاف أن "هذا في حد ذاته يشير إلى واقع جديد من جانب النخبة في إسرائيل، وهناك تقارير تلمح إلى أن النخبة الإسرائيلية تتزايد قناعتها يومًا بعد يوم في عدم جدوى الغارات الجوية بين الحين والآخر، وأنها تدعم صقور حماس وتزيد من شعبية الحركة". وهناك تقارير تشير إلى أن "نيتانياهو يفكر مليًا في استراتيجية جديدة تشجع حماس على العمل كشرط إسرائيلي في غزة، مقابل الاعتراف بها كسلطة فلسطينية في غزة مثلما هو الحال مع فتح في الضفة الغربية". ويؤكد الكاتب أن "منح حماس فرصة ممارسة السلطة الحقيقية في غزة من شأنه أن يقلل من حدة تطرفها، ويمكن العناصر الأقل تطرفًا الذين يطالبون بالتقارب مع السلطة الفلسطينية وتوثيق الروابط مع القوى الإقليمية المعتدلة مثل مصر وقطر وتركيا، وبهذه الطريقة يمكن لإسرائيل أن تبدأ عملية احتضان النبرة البرغماتية للحركة ودفعها نحو الاقتناع بالحلول الوسط والشرعية وتهميش النهج العسكري، مثلما فعل العالم من قبل مع منظمة التحرير الفلسطينية خلال فترتي الثمانينات والتسعينات".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقعات بنجاح حماس في تعديل مواقفها وسياساتها الدولية توقعات بنجاح حماس في تعديل مواقفها وسياساتها الدولية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya