سرت تحت قبضة داعش تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سرت تحت قبضة "داعش" تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سرت تحت قبضة

"داعش" تنشر صورًا لإعدام أبو رغيبة وغيره من الرجال بواسطة متطرّف
طرابلس - فاطمة السعداوي

أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا"يظهر كمّا" كبيرا" من الفظائع التي يرتكبها تنظيم "داعش" بحق الاّمنين الذين يعيشون في مناطق سيطرته في مدينة سرت الليبية بما في ذلك عمليات الاعدام لمجرّد الشبهة والصلب والحرق وفرض القوانين الصارمة على الناس ، ونقل التقرير نماذج من حياة الجحيم هذه.

وكشفت عائلة ميلاد أحمد أبورغيبة (44 عاما) أحد الرجال الثلاثة الذين أعدمتهم "داعش" في سرت بعد اتهامه بالتجسّس كيف تم سحب أبو رغيبة من منزله وصلبه في ساحة عامة في سرت وسط ليبيا في فبراير/ شباط كجزء من الحكم الوحشي للتنظيم الإرهابي في المدينة، وكشف  التقرير إعدام 49 شخصا على الأقل بواسطة "داعش" في سرت والمناطق المحيطة بها بعد إجراء محاكمة سرية ومحاكمات الشريعة الإسلامية منذ فبراير/ شباط 2015، وكان أبو رغيبة مقاتل سابق في مجموعة "فجر ليبيا" المنافسة لداعش، واعتُقل من منزله في سرت الذي يعيش فيه برفقة زوجته وطفلة صغيرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

سرت تحت قبضة داعش تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب

وأوضح "علي" أحد أقارب  أبورغيبة وزميل مقاتل له الى هيومن رايتس ووتش (HRW) أنهم ليس لديهم أي فكرة عما حدث لأبورغيبة حتى أعدمته "داعش" علانية، مضيفا " اختفى أبورغيبة لمدة 3 أشهر ثم أطلقوا عليه النيران وقتلوه في 16 يناير/ كانون الثاني 2016، وكان الرجل الذي قتله تونسي ويجلس على كرسي متحرك، قتلوه علانية ثم صلبوه لمدة 3 أيام في ساحة الزعفران".

سرت تحت قبضة داعش تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب

واتُهم  أبورغيبة بكونه مخبرا" للحكومة الليبية وأعدمت "داعش" معه اثنين آخرين في فبراير/شباط، ونشرت  لاحقا صور للقتلى وظهر فيها متطرف يجلس على كرسي متحرك بينما ينحني الرجال الثلاثة  مرتدين ملابس برتقالية على غرار ملابس غوانتانامو البرتقالية، وأظهرت صورة أخرى رجلا" مقيدا" ومصلوبا" ووجهه ملطخ بالدماء مع ورقة معلقة على جسدة كُتب عليها "جاسوس فجر ليبيا".

وأفاد تقرير هيومن رايتس ووتش أن الرجال الثلاثة كانوا بين عشرات الأشخاص الذين أعدمتهم داعش في سرت العام الماضي بتهمة ارتكاب جرائم مثل التجسس والشعوذة والإساءة للذات الإلهية، ووصف سكان سرت الذين التقتهم هيومن رايتس ووتش عمليات الإعدام العلنية والجثث في الملابس البرتقالية التي تتدلى من السقالات والمقاتلين الملثمين الذين يخطفون الرجال من عائلاتهم ليلا، وكشف تقرير المنظمة أن "داعش" تنتزع الغذاء والدواء والوقود والمال من سكان سرت فضلا عن الاستيلاء على الممتلكات الخاصة وإعطائها للمقاتلين، وتتجول دوريات شرطة "داعش" في شوارع المدينة للتهديد والتغريم أو جلد الرجال الذين ينتهكون القوانين التي فرضها التنظيم، وشملت الجرائم التدخين والاستماع إلى الموسيقى أو عدم ارتداء الزوجات والأخوات عباءات سوداء طويلة أو برقعا" لتغطية حتى وجههم.

سرت تحت قبضة داعش تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب

وأضافت أحلام (30 عاما) التي تعيش في سرت مع عائلتها " الحياة في سرت لا تطاق فالجميع يعيش في خوف، إنهم يقتلون الأبرياء، ولا يوجد محلات بقالة والمستشفيات لا يوجد فيها أطباء أو ممرضات ولا يوجد دواء وهناك جواسيس في كل شارع، لقد غادر الكثير من الناس لكننا محاصرون هنا وليس لدينا ما يكفي من المال للمغادرة"، وبيّن السكان السابقون أن التنظيم الإرهابي يسمح فقط لسكان سرت بالتواصل مع العالم الخارجي من خلال مراكز الاتصال التي تديرها "داعش" مع إغلاق جميع البنوك فيما عدا بنك واحد فقط مفتوح لأعضاء التنظيم.

وتعد سرت معقل الديكتاتور الليبي السابق معمر القذافي المعقل الوحيد للتنظيم في ليبيا الواقعة في شمال أفريقيا، وهاجمت قوات "داعش" البنية التحتية للنفط وأسست موطئ قدم لها في سرت وواستغلت فراغ السلطة الحالي في ليبيا حيث تتقاتل حكومتان متنافستان للفوز السلطة، وبدأ الاستيلاء على سرت في فبراير/ شباط 2015 وبعد عدة أشهر من القتال وترهيب السكان المحليين نجح المتطرفون في السيطرة على المدينة بحلول شهر أغسطس/ أب.

سرت تحت قبضة داعش تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب

وبيّنت ليتا تايلور باحثة  في مكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش " لم تكتف داعش بالذبح وإطلاق النيران على أعدائها حتى أن المسلمين في سرت أيضا يعانون بشكل رهيب لاتباع قواعد التنظيم المتطرفة، وفي ظل اهتمام العالم بفظائع داعش في سورية والعراق ترتكب داعش جرائم القتل أيضا في ليبيا".
 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرت تحت قبضة داعش تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب سرت تحت قبضة داعش تنوء بدكتاتورية العباءة والبرقع وبأحكام الصلب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya