قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة

ريق شيكاغو العظيم
واشنطن - ليبيا اليوم

خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1871، مرت مدينة شيكاغو بولاية إلينوي (Illinois) الأميركية بإحدى أسوأ فتراتها التاريخية حيث اضطر سكانها لمواجهة حريق هائل عرف لدى كثيرين بحريق شيكاغو العظيم. وعلى الرغم من الأسباب المجهولة وراء اندلاعه، أتى هذا الحريق على جزء كبير من المدينة فقتل المئات وشرد نسبة كبيرة من الأهالي.

عوامل ساهمت في ظهور الحريق
وعلى حسب العديد من المصادر، سجلت شيكاغو نموا ديموغرافيا سريعا خلال منتصف القرن التاسع عشر حيث قدّر عدد سكانها بحلول عام 1850 بنحو 30 ألف ساكن، كما ساهمت وسائل النقل، التي اعتمدت أساسا على العربات والأحصنة، في توسع وانتشار الطبقة المتوسطة التي فضّل كثير من أفرادها التنقل نحو ضواحي المدينة. من جهة ثانية، سجلت الأحياء الفقيرة بوسط شيكاغو اكتظاظا غير مسبوق حيث تزاحم بها كثير من الأهالي الذين استقروا في الغالب بمنازل خشبية.

وعام 1871، قيل عن شيكاغو إنها عانت من أشهر من الجفاف، حيث سجلت كميات الأمطار مستويات منخفضة مقارنة بالفترات السابقة وهو ما ساهم في تقليص مستويات المياه بآبار المدينة بشكل ملحوظ. إلى ذلك، تراكمت كل هذه العوامل لتجعل من شيكاغو عرضة للخطر في حال اندلاع حريق. وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر من نفس السنة، حصل ما لم يكن في الحسبان حيث شهدت المدينة حريقا مجهول المصدر التهمت خلاله ألسنة اللهب مناطق واسع من شيكاغو.

وبناء على سجلات المدينة حينها، اندلع الحريق بإسطبل، كان ملكا للسيد باتريك أوليري والسيدة كاثرين أوليري، بشارع ديكوفين (DeKoven) بالجنوب الغربي لشيكاغو، وانتشر بشكل سريع ليدمر آلاف المباني. في الأثناء، اختلف كثيرون حول سبب اندلاع الحريق فبينما تحدث البعض عن لص أحرق الإسطبل وعن نيزك سقط بالمنطقة وعن رجل يدعى لويس كوهن أحرق المنطقة دون قصد أثناء مغادرته لطاولة لعب القمار، اتجهت الأغلبية للإيمان بأسطورة بقرة عائلة أوليري حيث اتهمت الأخيرة بركل فانوس زيتي مضاء دون قصد لتتسبب في اندلاع ألسنة اللهب داخل الإسطبل.

خسائر فادحة
وقد امتدت النيران بشكل سريع بفضل الرياح القوية لتتسبب في تدمير مناطق بوسط المدينة والقسم الشمالي لشيكاغو وسط عجز شبه تام لرجال الإطفاء عن احتواء الحريق.

في الأثناء، استمر حريق شيكاغو لمدة يومين ما بين 8 و10 تشرين الأول/أكتوبر 1871، وتراجعت حدّته بشكل لافت للانتباه في اليوم الأخير بفضل نزول كميات كبيرة من الأمطار ساعدت رجال الإطفاء في السيطرة عليه.

على حسب العديد من المصادر، أسفر حريق شيكاغو لعام 1871 عن وفاة أكثر من 300 شخص وتدمير 17450 مبنى بمساحة قدرت بحوالي 9 كلم مربع، وقد قدرت الخسائر المادية حينها بنحو 200 مليون دولار ووجد 100 ألف شخص أنفسهم في الشوارع بدون مأوى.

نمو شيكاغو وتبرئة البقرة
في غضون ذلك، استعادت شيكاغو عافيتها سريعا حيث أقبل عليها عدد هام من كبار المهندسين المعماريين من أمثال لويس سوليفان (Louis Sullivan) ودانكمار أدلر (Dankmar Adler) ودانييل بورنهام (Daniel H. Burnham) فساهموا في إعادة إعمارها بوقت قياسي ومهدوا الطريق لظهور العمارات العالية ومزيد من المكاتب بها. وبفضل ذلك، عرفت شيكاغو نموا ديموغرافيا مذهلا حيث ارتفع عدد سكانها ليقارب نصف مليون بحلول 1880 أي بعد 9 سنوات فقط عن الحريق. وبعد 126 عن كارثة شيكاغو، أصدر مجلس المدينة، عقب جمع جملة من الأدلة التاريخية، قرارا برّأ من خلاله عائلة أوليري وبقرتهم من التسبب في الحريق الذي أودى بحياة 300 شخص

قد يهمك ايضًا:

"بقرة" تسبَّبت بحرب طاحنة في الولايات المتحدة خلال القرن الـ19

إحراق 200 بقرة و1000 رأس غنم بسبب انتشار الحمى القلاعية

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة قصة بقرة أحرقت شيكاغو وبُرئت بعد 126 سنة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 03:16 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

شاطئ مرتيل يلفظ أحد ضحايا موسم الاصطياف

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

إخلاء السفارة الكندية في برلين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya