بقرة تسبَّبت بحرب طاحنة في الولايات المتحدة خلال القرن الـ19
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"بقرة" تسبَّبت بحرب طاحنة في الولايات المتحدة خلال القرن الـ19

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

حروب القرن التاسع عشر بسبب بقرة
واشنطن - المغرب اليوم

عاشت الولايات المتحدة الأميركية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر على وقع حروب السهول الكبرى، والتي كانت جملة من النزاعات المتقطعة بين الحكومة وعدد من قبائل السكان الأصليين كقبائل سو (Sioux) وشايان (Cheyenne) وكومانشي (Comanche).
واستمر هذا النزاع الذي هزّ مناطق السهول الكبرى التي تشمل ولايات عديدة ككنساس، ونبراسكا، وداكوتا الشمالية، وداكوتا الجنوبية، إضافة إلى أجزاء من كولورادو، وتكساس، وأوكلاهوما، ونيومكسيكو، وآيوا ومينيسوتا، ومونتانا، ووايومنغ عدّة عقود ليتسبب في سقوط مئات القتلى وإرسال أعداد كبيرة من السكان الأصليين نحو المحميات.
عرف أول نزاع بين السلطات الأميركية والسكان الأصليين ضمن حروب السهول الكبرى بدايته خلال العام 1854 عقب حادثة غريبة، فمنذ عام 1851، شهد عدد المستوطنين الأميركيين الذين عبروا مسلك منطقة أوريغون (Oregon) ارتفاعا واضحا، ولتأمين تنقل هؤلاء المستوطنين لم تتردد السلطات في بناء عدد من المنشآت العسكرية كحصن كيرني (Fort Kearny) عند مناطق نبراسكا (Nebraska) الحالية، فضلا عن ذلك عمد الأميركيون لشراء حصن لارامي (Fort Laramie) بوايومنغ (Wyoming) والذي شهد خلال العام 1851 توقيع اتفاقية بين المسؤولين الأميركيين وقادة قبائل السكان الأصليين في المنطقة، والذين تعهدوا بالحفاظ على أرواح المسافرين مقابل حصولهم على معاشات واعتراف السلطات الأميركية بملكيتهم لهذه الأراضي.
لم تدم فترة السلام أكثر من 3 أعوام، فخلال عام 1854 أفلتت بقرة من إحدى القرى الأميركية الواقعة قرب حصن لارامي لتقع في قبضة عدد من أهالي قبيلة لاكوتا (Lakota) التابعة إلى شعب سو، وبالتزامن مع ذلك أقدم هؤلاء على قتل البقرة لأكلها، وانطلق يوم التاسع عشر من شهر آب/أغسطس عام 1854، الملازم الأميركي جون غراتن (John Grattan) برفقة 29 فردا من جنوده باتجاه إحدى قرى قبيلة لاكوتا الواقعة قرب مكان الحادثة لاسترجاع البقرة واعتقال المسؤولين عن سرقتها.
وأثناء المفاوضات، نشبت خلافات بين العسكريين الأميركيين وقبيلة لاكوتا سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف، انتهت بمقتل جميع أفراد الفرقة العسكرية الأميركية البالغ عددهم 30 جنديا، من ضمنهم الملازم جون غراتن، إضافة إلى قائد قبيلة لاكوتا والملقّب بالدب الغازي (Conquering Bear).
أثارت هذه العملية والتي لقّبت بمذبحة غراتن، نسبة للملازم غراتن، غضب السلطات الأميركية والتي لم تتردد في القيام بحملة انتقامية، فخلال صيف عام 1855، أرسل الأميركيون الكولونيل وليام هارني (William S. Harney) برفقة 600 عسكري للثأر من شعب سو. وفي الأثناء، خاض الأخير معركة عند منطقة Ash Hollow بنبراسكا مطلع شهر أيلول/سبتمبر سنة 1855 انتهت بتدمير إحدى قرى شعب سو ومقتل ما يزيد على 100 من سكانها، ومع حلول شهر آذار/مارس سنة 1856، توصّل الأميركيون إلى اتفاقية مع شعب سو أنهت هذا النزاع الذي عرف بحرب قبائل سو الأولى. وبموجب ذلك، تعهّدت هذه القبائل بعدم التعرض للمستوطنين الأميركيين الذين واصلوا استغلال موارد المنطقة طيلة السنوات التالية قبل أن يتجدد النزاع مرات عديدة خلال العقود التالية ليسفر في النهاية عن سقوط مئات القتلى وإرسال أعداد كبيرة من السكان الأصليين نحو المحميات.

قد يهمك ايضا :إيران تدعو المسلمين إلى الاتحاد ضد الولايات المتحدة الأميركية

رياض المالكي يبلغ الولايات المتحدة الأميركية "أننا لسنا جمهورية موز"

 

 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقرة تسبَّبت بحرب طاحنة في الولايات المتحدة خلال القرن الـ19 بقرة تسبَّبت بحرب طاحنة في الولايات المتحدة خلال القرن الـ19



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya