جاكارتا ـ نزيه فقيه
تعيش قبيلة داني الإندونيسية المعزولة في عمق المرتفعات غرب نيو غينيا، حيث يعتاد الرجال ارتداء ملابس داخلية غير عادية تعرف باسم "غمد القضيب- Koteka" بينما تقوم النساء بقطع نهاية إصبعها للتعبير عن وفاة أحد الأقارب، وتعرف القبيلة أيضا بممارسة عادات فريدة من تشويه الذات.
وبعد وفاة أحد أفراد الأسرة يتوقع من الأقارب قطع الجزء العلوي من أصابعهم كعلامة على الاحترام والحزن، وتعد هذه العادة ممارسة رمزية للتعبير عن الألم الذي يشعر به المرء بعد فقدان أحد الأقارب، ويقوم الكثير من الناس ببتر عدة أصابع خلال حياتهم تعبيرًا عن حزنهم.
والتقط المصور والمهندس التكنولوجي تيه هان لين من سنغافورة مجموعة لقطات للقبيلة المعزولة على مدى 4 أيام، وأوضح لين: " قبيلة داني تعد من القبائل الفريدة خاصة في طريقة حياتهم وتقاليدهم الممثلة في ارتداء Koteka كملابس داخلية وهو ما سمعت عنه منذ كنت صغيرًا، لم أكن أعرف متى ستنقرض هذه القبيلة ولذلك قررت زيارتها هذا العام".
واكتشفت قبيلة داني بواسطة ريتشارد أرشبولد رجل الخير الأميركي بعد رحلة استكشافية عام 1938، وأصبحت القبيلة معروفة منذ منتصف القرن العشرين، نظرًا لعاداتها وتقاليدها الفريدة وشعورهم بالهوية ما جعلهم يتمسكون بتقاليدهم، وأضاف لين: " تضطر النساء إلى قطع أصابعهم عند وفاة أحد الأقارب، أشعر أنها ممارسة قاسية وغير إنسانية لكنها طريقتهم للتعبير عن تقديرهم لأبائهم".
وجرمت الحكومة الإندونيسية هذا الفعل ولكن يمكن رؤية تبعاته على السيدات المسنات، وعلى الرغم من عاداتهم الغريبة إلى أن قبيلة داني تجذب العديد من السياح منذ عقود من الزمن، ويأتي المزيد من الناس لرؤية طرق حياتهم البسيطة، وكشف لين خلال زيارته أن القبائل كانت تحتفل بمهرجان سنوي يضم معارك وهمية مع القبائل الأخرى، ومن التقاليد الغريبة الأخرى للقبيلة حفل طبخ الخنزير، وأظهرت لقطات حصلت عليها جريدة ديلي ميل أفراد القبيلة من النساء يؤدون رقصة المحارب ويصنعون النار من خلال احتكاك الخشب، ويتم الإعداد لذبح الخنزير بشظايا الخيرزان كسكاكين قبل أن يتم طهيه مع الخضار.
وأردف لين: " المعارك الوهمية ليست للسياح، ولكن هو مهرجان يسمى وادي بلاعيم ويقام سنويا عادة في شهر أغسطس/ آب حيث تجلب كل القبائل داني ويالي ولاني أفضل المحاربين لديهم لإجراء معركة وهمية وإظهار ثقافتهم الغنية، وعلى الرغم من تمتع قبيلة داني بسمعة مخيفة بين القبائل الأخرى في المنطقة إلا أن الباحثين لاحظوا أنهم ودودين للغاية مع الزوار.
ويختتم لين كلامه قائلا: "إنهم مرحبين للغاية وتشعر بالراحة حولهم على الرغم من أنهم لا يتحدثون الإنكليزية أو الإندونيسية، ويبذلون جهدًا لفهم ما أريد أن أقول من خلال لغة الجسد وإشارات اليد، إنهم حقًا شرسون لكنهم في الواقع ودودين للغاية ومهذبين طالما أنك تتصرف معهم بنفس الطريقة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر