سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سكان صحراء كالاهاري يستخدمون "الصيد" للتغلب على المجاعات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سكان صحراء كالاهاري يستخدمون

سكان صحراء كالاهاري
واشنطن ـ رولا عيسى

طالما كان ينتشر بين شعب جو/هوانسي من كالاهاري مساواة واضحة، إنهم يكرهون النظم التي تؤدي لعدم المساواة أو الرياء، ولا يعتمدون على المؤسسات الرسمية في إدارة حياتهم، هذا ما جعلهم جزء من الحضارة الأكثر نجاحًا واستدامة في تاريخ البشرية.
سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات

وفي الستينيات من القرن العشرين، أصبح شعب جو/هوانسي من صحراء كالاهاري مشهورين لقلبهم وجهات النظر الراسخة عن التطور الاجتماعي رأسًا على عقب، وفي الواقع إسهامهم في فهمنا لقصة الإنسانية أكثر أهمية بكثير من مجرد جعلنا نعيد التفكير في ماضينا.

سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات

وإلى أن اشتهر شعب جو/هوانسي، كان هناك اعتقادًا سائدًا على نطاق واسع أن الصيادين جامعي الثمار تحملوا معركة شبه مستمرة ضد المجاعات، ولكن عندما قام عالم الأنثروبولوجيا الكندي الشاب "ريتشارد بي لي" بإجراء سلسلة من التحليلات الاقتصادية البسيطة للمدخلات والمخرجات عن "جو/هوانسي" أثناء دراسة حياتهم اليومية، وجد أنهم ليس فقط حققوا حياة جيدة من الصيد وجمع الثمار، ولكنهم فعلوا ذلك من خلال قضاء 15 ساعة عمل أسبوعيًا فحسب، وبناء على هذا أعاد علماء الأنثروبولوجيا وصف الصيادين جامعي الثمار بأنهم "مجتمع الأغنياء الأصلي".

ولقد سُلط الضوء على أهمية فهم كيفية تحقيق الصيادين-جامعي الثمار لمثل هذه الحياة الجيدة حديثًا فحسب، وذلك بفضل سلسلة من الدراسات والاكتشافات الأثرية، التي أظهرت أن سكان الصحراء أقدم بكثير مما كنا نتخيل أي وقت مضى، وقد اعتمدوا على الصيد وجمع الثمار باستمرار في الجنوب الأفريقي لأكثر من 150000 سنة.

وإذا كان يمكن الحكم على نجاح حضارة من خلال قدرتها على التحمل على مر السنين، وهذا يعني أن خويزان هي حتى الآن أكثر الحضارات نجاحًا واستقرارًا واستدامة في تاريخ البشرية.

إن سرعة تحول جو /هوانسي من مجموعة معزولة من الصيادين وجامعي الثمار إلى أقلية مهمشة في دولة تتطور سريعًا ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، وبقدر ما هي عملية محيرة بالنسبة لهم، فإنها تقدم منظورًا فريدًا من نوعه، ومزدوجًا للأشخاص الذين أصبحوا جزء من الاقتصاد المعاصر بالرغم من استبعادهم من المشاركة الكاملة فيه، والذين يتفاعلون مع الحداثة بأيادي وعقول الصيادين-جامعي الثمار.

وبالأخذ في الاعتبار الأدلة الأثرية والجينومية الجديدة، فإن هذا يعطينا أفكارًا رائعة بشأن كيفية الاستجابة لبعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحًا اليوم، ومن أهمها إدراك أن الصفات الأنانية مثل الحسد - والتي نعبر من خلالها عن سخطنا من عدم المساواة - كانت ميزة مفيدة لبناء التماسك الاجتماعي الذي مكن الصيادين-جامعي الثمار من جو/هوانسي من الازدهار كما فعلوا.

إلى حد ما، كان ثراء جو/هوانسي مبنيًا على ثقتهم الراسخة في وفرة الموارد ببيئاتهم، ومهاراتهم في استغلال هذا، فلا يزال بمقدور جو/هوانسي الاستفادة من أكثر من 150 نوعًا من أنواع النباتات المختلفة، ولديهم المهارة اللازمة لاصطياد أي حيوان يختارونه، ونتيجة لذلك، كانوا يعملون فقط من أجل تلبية احتياجاتهم الفورية، ولم يخزنوا الفوائض، ولم يحصدوا أكثر مما كانوا يستطيعون تناوله على المدى القصير.

فبالنسبة لجو/هوانسي، لم تكن "مشكلة الندرة" التي هي المشكلة البديهية في الاقتصاد الحديث، أمرًا يشغلهم، حيث لدى جو/هوانسي احتياجات قليلة يلبونها ببساطة، وكان ذلك ممكنًا لأنهم كانوا - ولا يزالوا - في المقام الأول يعتمدون على المساواة بينهم، ولم يتمكنوا من التقيد بنظم تؤدي إلى اللامساواة أو الرياء، ولم يكن لديهم مؤسسات قيادة رسمية، فيتمتع الرجال والنساء بسلطات صنع القرار على قدم المساواة، ويلعب الأطفال ألعاب غير تنافسية في مجموعات من فئات عمرية مختلفة، ويُعامَل كبار السن بمودة عظيمة، ولكن لا يُمنَحوا أي امتيازات خاصة، وهذا بدوره يعني أن لا أحد يهتم بجمع الثروة أو النفوذ، وبالتالي لا يفرطون في استغلال بيئتهم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات سكان صحراء كالاهاري يستخدمون الصيد للتغلب على المجاعات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya