ناكفا هاوس يمثل بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"ناكفا هاوس" يمثل بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"ناكفا هاوس"
أسمرة ـ منى المصري

يعتبر "ناكفا هاوس" هو مبنى ضخم بالنسبة لمدينة أسمرة، بقايا آخر عهد من التفاؤل الحقيقي في إريتريا. بنيت في عام 1995، بعد أربع سنوات من انفصال البلاد عن إثيوبيا المجاورة - التي كانت تتويجًا للنضال الذي دام 30 عامًا من أجل التحرير - وكان الهدف من مبنى ناكفا هو أن يرمز إلى بلد مستقرًا وطموح. وتحاول أسمرة، أن تصبح سنغافورة أفريقيا.

وكان ناكفا المبنى الضخم المرتفع لثمانية طوابق الذي يعتبر أهم معالم المدينة خطأ فادح، حيث يحجب المشهد جنوبًا من وسط المدينة التاريخي على طول شارع سيماتات. حتى أنه يطغى على محطة خدمة فيات تاغلييرو، وهي أيقونة طيران للحقبة الإيطالية والتي بنيت في عام 1938، وربما أكثر مباني المدينة خدعة. حيث يظهر ناكفا على الجانب الآخر من الطريق ويبدو أنه "يحاول منع شركة فيات من الطيران"، ويشكو داويت أبراها مساعد منسق المشروع في "مشروع أسمرة للتراث"، قائلاً "أصبح هذا المبنى الشاهق درسًا سريعًا في مخاطر التنمية المضللة، التي حفزت حركة ناشئة للحفاظ على تراث المدينة المعماري، مما أدى إلى إدراج أسمرة كموقع للتراث العالمي لليونسكو في يوليو/تموز العام الماضي".

وأسمرة لا تشبه أية مدينة أخرى. فبعد ثلاث سنوات من كشف النقاب عن ناكفا، دخلت إريتريا في حرب دموية على الحدود مع إثيوبيا، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى توقف التنمية في البلاد لمدة عقدين. وأصبحت إريتريا دولة عسكرية وتوقفت الطفرة الصغيرة في أسمرة بشكل مفاجئ حيث دخلت البلاد في فترة انعزالية وتم تجنيد شباب المدينة إلى الجبهة (ولم يعود الكثيرون بعد). وما زال الآلاف من الشباب يهربون من البلاد كل عام، على الرغم من أن العديد من الإريتريين الأثرياء من الخارج يزورون العائلة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، لرؤية العائلة والاستمتاع بشوارع أسمرة المبطنة بالأشجار ودور السينما على طراز فن الآرت ديكو والساحات العامة الخلابة.

ولم يبن تقريبا أي شيء منذ مطلع الألفية. فسنوات من التباطؤ الاقتصادي تكشف عن نفسها في واجهات متهالكة ومطاعم مغلقة ومحلات ركنية نصف فارغة. وتوقعت لجنة تخطيط المدن التي تأسست عام 1998 أنه بحلول عام 2015 سيكون عدد سكان أسمرا الكبرى حوالي 600 ألف نسمة، لكن التقديرات الحالية تشير إلى أن عدد المقيمين الدائمين قد لا يتجاوز نصف هذا العدد. ويقول ماتسولا تي كفل، منتج موسيقي محلي ومحارب قديم في حرب التحرير: "إنها مثل مدينة أشباح".

لكن أسمرة الآن تواجه المستقبل مرة أخرى. ففي 8 يوليه/تموز انتهت أخيرا الحرب الباردة مع إثيوبيا، حيث احتضن رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد، ورئيس إريتريا أسياس أفورقي، وصنعوا السلام. وقد أطلق هذا العنان لسلسلة من التفاؤل المتجدد في إريتريا والآمل في الانتعاش الاقتصادي. وقد يتم رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة في عام 2009 هذا العام، الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من الاستثمارات من الخارج. ومن المتوقع الآن أن يكون التجنيد لأجل غير مسمى، الذي بدأ في عام 2002. وقد يتم تخفيف القيود الاقتصادية الصارمة مثل الحظر الكامل على شركات البناء الخاصة. ويقول توماس تيدروس، أحد سكان المدينة الذي كان مجندًا غير عسكري لمدة 15 عامًا: "إنه بمثابة استقلال ثانٍ".

ويوفر السلام لأسمرة فرصة التطور، ويلزم إصلاح أنظمة الطاقة والمياه بشكل كامل؛ هذا الأخير لا يمكن الاعتماد عليه حتى أن الفنادق الفخمة والتي لديها إمدادات غير منتظمة من المياة. فالمخزون للمساكن غير كاف: حيث يمكن أن تكلف المساكن للإيجار الخاصة حوالي 250 دولارًا في الشهر في مكان يتراوح فيه متوسط الأجور للسكان المحليين، بين 30 و 80 دولارًا. ويجب أن تحظى المدينة بشعبية بين السياح ولكن إمكانياتها لم تأهلها حتى الآن. ويقول تيدروس، الذي تدرب كمهندس قبل تجنيده: "أسمرة هي جوهرة من المباني المعمارية والتاريخية ولا نريد أن يتم إهدارها". "نريد أن يتم تجديد المدينة".

إن أسمرة محظوظة بشكل فريد في بعض النواحي: 90٪ من مبانيها التاريخية لا تزال سليمة، بعد أن نجت من الكوارث الطبيعية وأسوأ الحروب. على عكس معظم المدن في أفريقيا، لديها مخطط رئيسي أصلي، تم الالتزام به بشدة بعد أن وضعه المستعمرون الإيطاليون في عام 1938. وبحلول أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، كانت المدينة الأكثر حداثة في القارة، وتضم المزيد من أضواء المرور من روما، بالإضافة إلى موقف سيارات متعدد الطوابق. واليوم، وعلى عكس أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا المجاورة ، فإن أسمرة لديها نظام تصريف كامل وهندسي.
وعلى عكس أي مدينة أخرى تقريبًا في العالم النامي، وبها القليل جداً من الأحياء الفقيرة. ووفقًا لـ ميداني تكليماريام مديرة التخطيط العمراني بالمدينة، فإن 80٪ من جميع المباني موثقة تمامًا. ويخشى إدوارد دينيسون، الأستاذ المشارك في كلية بارتليت للهندسة المعمارية ، وكلية يونيفرستي كوليدج لندن، والمؤلف المشارك في أسمرة: مدينة أفريقيا الحداثية السرية، من إمكانية تكرار الأخطاء المماثلة مرة أخرى ما لم تكن هناك رقابة تنظيمية قوية.

ولا تزال إريتريا تعاني من ندرة المخططين المعماريين، إضافة إلى النقص الدائم في الموارد. وهنا السؤال: هل يمكن لأسمرا أن تصبح مدينة حديثة دون أن تفقد سحرها؟. من المعروف ان لدى المدينة الآن قوانين صارمة للتراث ومراجعات لرموز البناء الخاص بها منذ عام 1938. والمخطط الرئيسي قد تم تصميمه ليسمح بالتطوير في وسط المدينة - والاستفادة من العديد من المساحات الفارغة ومساحات المصانع القديمة - ولكن تحت ظروف صارمة. وسيتم السماح بارتفاع شاهق في مناطق خارج المركز التاريخي. ويتم بناء الطريق الدائري بحيث يتم إبعاد الشاحنات الثقيلة من حيز المكان. ويأمل البعض في أن يكون هناك في يوم ما، نظام للسكك الحديدية الخفيفة ، كما هو الحال في أديس أبابا.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناكفا هاوس يمثل بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا ناكفا هاوس يمثل بقايا آخر عهد من التفاؤل في إريتريا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 01:49 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تألق عمرو دياب في حفلة الكريسماس داخل أحد الفنادق النيلية

GMT 23:53 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اللاعب جلال الداودي يلتحق بصدارة هدافي الدوري المغربي

GMT 07:42 2013 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

5 غُرف مستوحاة من عالم "ديزني" تُرضي كل الأذواق

GMT 03:45 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

جيجي حديد تظهر جمالها الجذاب في عرض للماسكرا

GMT 11:15 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مهمة وعمليّة لتوزيع صور الأسرة على الحائط بشكل مثالي

GMT 00:37 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

"كورشوفيل" أفضل منتج للتزلَج على مستوى العالم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya