لندن - المغرب اليوم
أثبت علماء المناخ والاقتصاد الأوروبيون والصينيون أن التقلبات المناخية تزيد فعلا من أعداد المهاجرين، وتفيد مجلة "Global Environmental Change" بأن العلماء استندوا في استنتاجاتهم إلى الإحصائيات الخاصة بالهجرة والمهاجرين للسنوات العشر الأخيرة.
ويقول خيسوس كواريجما من معهد البحوث الاقتصادية في فيينا: "يسبب الاحتباس الحراري الحروب وما يرتبط بها من موجات الهجرة لكن ليس في كل مكان.. لقد أظهرنا أن التغيرات المناخية الحادة تسبب النزاعات وما يتبعها من هجرة الناس بسبب سوء إدارة الدولة ومستوى الديمقراطية المتوسط".
اقرأ ايضا : الأمم المتحدة تكشف عدد المهاجرين المفقودين خلال 2018
ويعتقد بعض علماء المناخ بأن الصراع الحالي في الشرق الأوسط الذي اندلع عام 2009 كان بسبب الجفاف المتكرر، وأن الحرب في أميركا اللاتينية كانت مرتبطة بظاهرة النينيو التي تسبب انخفاض المحاصيل الزراعية، كما أن دراسة وتحليل مناخ أوروبا يبين أن ارتفاع حرارة الجو وانخفاضها في السابق سببا سقوط بيزنطة في القرنين 7-8 ميلادية، وقد تكون التغيرات المناخية السبب في انهيار حضارة المايا والهند.
ويرى علماء أن الهجرة سببها الظروف الديموغرافية وليس التغيرات المناخية، لكن كوارجيما وأفراد فريقه العلمي قرروا التأكد من هذا بتحليل عدد طلبات الهجرة خلال أعوام 2006-2015، المقدمة إلى دوائر الهجرة من 150 دولة، وبالتوازي مع ذلك درسوا علاقة هذه الطلبات بمناطق "النقاط الساخنة" والنزاعات الحربية، وقارنوها بالتقلبات المناخية في هذه المناطق باستخدام نموذج إحصائي معقد. واتضح وجود علاقة بين العمليات الثلاث لكن بصورة خاصة في البلدان التي فيها مستوى الديمقراطية دون المتوسط أو متوسط وسوء إدارة الدولة.
واتضح أن استمرار الجفاف وغيره من التغيرات المناخية الشاذة التي حدثت في هذه الدول زاد من خطر حدوث نزاعات جديدة بسبب الوصول إلى الموارد، وخير مثال على هذا النزاعات الحربية ما حدث في وسط وجنوب أفريقيا و"الربيع العربي" 2011 و2012 وأحداث سورية التي تلتها.
وزادت الحروب بدورها من عدد المهاجرين من هذه البلدان بحثا عن حياة هادئة في مناطق أخرى من الأرض، لكن في المتوسط أدى انخفاض هطول الأمطار بمقدار وحدة قياسية واحدة، إلى زيادة تدفق اللاجئين بنسبة 3% تقريبا، وجعل الباحثين يؤكدون على وجود "لاجئي المناخ" فعلا، وأن الاحتباس الحراري يسرع حقا هذه الهجرة رغم أنه يفعل ذلك بشكل غير مباشر.
اقرأ المزيد : المغرب يحتل المرتبة الثانية في عدد المهاجرين خلال عام 2018
الجزائر وجنوب أفريقيا يتدخلان لحسم قضية المغرب والبوليساريو
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر