العراقيون أول شعب عربي يحكم الحكومة ويدخلها في صراع
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"العراقيون" أول شعب عربي يحكم الحكومة ويدخلها في صراع

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الشعب العراقي
بغداد - نهال قباني

وقعت الكتل السياسية العراقية، في دوامة من الصراع، والحيرة أمام الثورة الكبرى التي يقودها الشعب منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن، في اختيار رئيس للحكومة.

وسرعان ما سربت الكتل أسما لمرشح مؤقت يدير الحكومة حتى إجراء الانتخابات المبكرة التي دعا إليها المتظاهرون، وعلقت صوره مع علامة رفض، في ساحات الاعتصام، لا سّيما على واجهة مبنى المطعم التركي "جبل أحد"، وسرادق الاحتجاج في التحرير، وسط العاصمة بغداد.

وانصاعت الكتل للرفض الشعبي، لجميع المرشحين الذين طرحت أسمائهم أولهم محمد شياع السوداني، ويليه قصي السهيل الذي نال قبولا سياسيا وكان قريبا من توليه رئاسة الحكومة، لكنه أعتذر يوم أمس بعد رفضه هو أيضا  من قبل المتظاهرين الذين توعدوا بمحاكمته أيضا.

موصفات رئيس الحكومة
ورفع  المتظاهرين في ساحة التحرير، بقلب بغداد،  يافطة بيضاء كبيرة على واجهة "جبل أحد"، تحمل سبع مواصفات لمن يتولى رئاسة الحكومة المقبلة المؤقتة، وهي:

أولا. أن يكون مستقلا، وغير منتميا لأي حزب أو تيار، ومن غير مزدوجي الجنسية، ثانيا، لم يكن وزيرا، أو بدرجة وزير، أو برلمانيا، أو محافظا، ولم يرشح مع أي كتلة سياسية.

ويطالب المتظاهرون في الصفة الثالثة لمرشح الحكومة، أن يكون نزيها، وشجاعا، ولم يؤشر عليه أي قضية فسا، ورابعا، أن يكون شابا، ولا يتجاوز عمره عاما.

وخامسا، أن يتعهد الرئيس للحكومة المؤقتة، قبل اختياره، بعدم الترشح للانتخابات القادمة، وسادسا، أن يكون ملزما بتلبية مطالب الثوار في ساحات الاعتصام، وسابعا وأخيرا: أن يكون قراره عراقيا مستقلا خالصا، ولا يخضع لضغوط الكتل السياسية، أو الدول.

وتكررت عبارة نشرها المتظاهرون في عدة يافطات، وأماكن متفرقة من ساحة التحرير، والجسر الجمهوري، ومبنى المطعم التركي، وحديقة الأمة، وعلى أرض وجدران نفق التحرير، وهي: لا للمتحزب، لا نريد المتحزب، مرشح الأحزاب مرفوض.

وأعلن المتظاهرون عبر ساحات الاعتصام، أنهم الكتلة الأكبر في اختيار المرشح لرئاسة الحكومة، في الوقت الذي تصارعت فيه الكتل السياسية في اعتماد أكبرها لتقديم المرشح مع تنازل سائرون التابعة لرجل الدين، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.

ولوح المتظاهرون في أهازيجهم، التي وثقوها بصورة علقت في مجسم صغير يطل على نفق التحرير، لرئيسي الجمهورية، برهم صالح، والبرلمان، محمد الحلبوسي، بإن الدور سيشملهم في الإقالة، بعد نجاح الثورة في دفع رئيس مجلس الوزراء السابق، عادل عبد المهدي، إلى تقديم استقالته، مطلع الشهر الحالي، بعد أيام قليلة من مجزرة طالت المحتجين في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، برصاص الأمن.

ومن بين الوجوه السياسية التي لاقت الرفض والغضب الشعبي، كانت هناك شخصية واحدة يطالب بها المتظاهرون لرئاسة الحكومة المؤقتة، أو المشاركة في إدارة الدولة بعد الانتخابات المبكرة، وهو، الفريق الركن، عبد الوهاب الساعدي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، السابق، الذي كان سببا في إندلاع شرارة الثورة مطلع أكتوبر الماضي، بعد إحالته إلى أمرة وزارة الدفاع، وتجريده من منصبه الذي أحبه الشعب من خلاله لمشاركته في عمليات القضاء على "داعش" الإرهابي، في الصفوف الأمامية من الحرب.

وأرفقت صورة الساعدي، الذي أثار قرار إحالته من قبل رئيس الحكومة المستقيل، إلى أمرة الدفاع، في سبتمبر/أيلول الماضي، مع عبارة "العراق يريد الساعدي"، في وسط ساحة التحرير.

وحديثا، علق المتظاهرون صورة المرشح الجديد الذي تتشاور الكتل بينها على تكليفه لرئاسة الحكومة، وهو أسعد العيداني، المحافظ الحالي للبصرة، مع عبارتين: "مرفوض من قبل الشعب"، و"المجرب لا يجرب".

"اسم مستقل"
ويقول المتظاهر، محمد مكي،  نحن كشباب ثائر نرفض رفضا قاطع ترشيح أي شخصية سياسية تسنمت منصبا منذ عام 2003، ضمن أطر الأحزاب.

وأضافت مكي، الآن المطلب الجماهيري، هو ترشيح اسم مستقل لا ينتمي لأي حزب كان، لا سابقا، ولا حاليا، نبحث عن مرشح مستقل، وليس مستقيل في إشارة إلى المرشح محمد السوداني الذي أعلن بعد تقديمه حل تسوية، استقالته من حزب الدعوة.
وسخر البعض من المتظاهرين، من الصراع السياسي الذي وقعت فيه الكتل، بتقديم مرشح يدير عمل سائقي عجلات التك تك الذين أسهموا بها بشكل كبير في نقل الجرحى، والقتلى إثر الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع التي اخترقت جماجم المئات من المشاركين بالمظاهرات في ساحة التحرير.

مسؤول "التكاتك"
وقدم أصدقاء المرشح الساخر، عباس الدراجي، مسؤول "التكاتك"، الدعم له، بطبع يافطة "بوستر" من الورق المقوى اللامع، وضعوها في سردقهم الخاص، تحمل صورته، وترشيحه لرئاسة الحكومة، من داخل الجسر الجمهوري الذي يلازموه معه، منذ مطلع أكتوبر، وأيام العنف الذي قطف الكثير من أرواح المتظاهرين.

وحتى الآن لم تحسم الكتل السياسية، اختيار رئيس للحكومة، الأمر الذي أدخل العراق في فراغ دستوري، مع انتهاء مهلة إيجاد البديل، وسط مخاوف من تردي الأوضاع الأمنية إثر الصراع، والضغط بين الأحزاب لتمرير المقدم منها.

واستطاع المتظاهرون حتى الآن، من كسب مطلبين تاريخيين في أول ثورة شعبية لهم منذ الاجتياح الأمريكي للعراق، وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، وهما: نجاحهم في إقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، واختيار قانون انتخابات جديد.

ويواصل المتظاهرون في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، احتجاجاتهم، مع اعتصامات الطلاب، وإضرابهم عن الدوام الرسمي للشهر الثالث على التوالي، حتى الآن، منذ مطلع أكتوبر الماضي، لحين تلبية جميع المطالب، باختيار رئيس مستقل، وإجراء انتخابات مبكرة، ومحاكمة المتورطين بقتل المحتجين، والفساد.

قد يهمك أيضًا :

أمين "الاستقلال" يؤكد أن حكومة العثماني عاجزة عن حل مشاكل المغاربة

المحكمة الدستورية المغربية ترفض قانون مجلس المستشارين

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقيون أول شعب عربي يحكم الحكومة ويدخلها في صراع العراقيون أول شعب عربي يحكم الحكومة ويدخلها في صراع



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج

GMT 03:07 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

أفكار بسيطة تساعدك على تصميم حمام رئيسي رائع

GMT 00:55 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

حكومة أم حلبة ملاكمة لبنانية؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya