قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف

الطاعون
رام الله - المغرب اليوم

ضربت المنطقة العربية، أوبئة كثيرة، وقتل فيها آلاف الناس، سواء في المدن العراقية، أو مدن في الشام، أو في بعض مدن وقرى مصر، إلا أن قرية صغيرة في فلسطين، كان ارتبط اسمها بالطاعون، هي عمواس، وصار يقال في المصنفات العربية القديمة وكتب الإخباريين العرب: طاعون عمواس.

وتلفظ عمواس، بشكلين، الأول عَمَواس، كما يرد في بعض أمهات العربية، وعِمَواس، بالكسر، كما يضبطها ياقوت الحموي في معجم البلدان الذي يحدد مكان تلك القرية بالضبط فيقول: "هي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس" وينقل من بعض المصادر التي يعتمد عليها تحديدا أدق لمكان تلك القرية: "كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس، ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم فشا في أرض الشام، فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة".

قتل 30 ألفاً
وفشا طاعون عمواس، في السنة الثامنة عشرة للهجرة. ويرد في (البداية والنهاية) لابن كثير، أن طاعون عمواس، مات فيه 25 ألفاً. وهو رقم كبير جداً قياساً بعدد السكان في ذلك الزمن. ويقول: "هذا الطاعون منسوبٌ إلى بلدة صغيرة يقال لها عمواس، وهي بين القدس والرملة، لأنها كان أول ما نجم الداء بها، ثم انتشر في الشام منها فنسب إليها، فإنا لله وإنا إليه راجعون". ويضيف بأن ثمة مصادر تقول إن طاعون عمواس قتل ثلاثين ألفاً.

وجميع الإخباريين العرب، مجمعون على أن طاعون عمواس، تسبب بموت عدد كبير من الصحابة، فضلا عن هلاك آلاف الناس، ومنهم من كان يموت وهو يتكلم أو يسقط أرضاً، فجأة، بحسب رصد إخباريين عرب جعلوا من عمواس اسماً أشهر من الطاعون نفسه.

ويروي الطبري في (تاريخ الرسل والملوك): "كان ذلك الطاعون يعنون طاعون عمواس، موتاناً لم ير مثله" ويقول: "كثر موته، وطال مكثه، مكث أشهراً حتى تكلم في ذلك، الناس". وتظهر من صيغ الإخباريين أن جائحة طاعون عمواس، لا مثيل لها، كما وصفها الطبري، خاصة وأنه لم يطلق تلك الصفة، على طاعون ضرب أهل الشام سنة 79 للهجرة، على الرغم من أنه كاد يفني أهل المنطقة لشدته، حيث قال: "فمن ذلك ما أصاب أهل الشأم في هذه السنة من الطاعون، حتى كادوا يفنون من شدّته! فلم يغز في تلك السنة أحدٌ فيما قيل، للطاعون الذي كان بها، وكثرة الموت".

طاعون عمواس، حصل في ذات السنة التي تسمى عام الرمادة "فتفانى بها الناس" بحسب الطبري. سنة 18 للهجرة، كانت في غاية القسوة على أبناء المنطقة، من الجزيرة العربية إلى الشام، من المجاعة الشديدة والقحط والجدب، إلى موت الآلاف بوباء طاعون عمواس: "كان طاعون عمواس في سنة ثماني عشرة، وفي هذه السنة، كان أول عام الرمادة، أصاب الناس محلٌ وجدب ومجاعة تسعة أشهر" يرد في (كتاب الطبقات الكبير) لابن سعد المتوفى سنة 230 هـ.

الطاعون الجارف لأنه يجرف كالسيل!
ويتحدث الإخباريون عن الوباء المذكور، لشدته وفتكه بالناس، كما لو أنه حدث تاريخي أو واقعة حربية، فيقولون مثلا عن فلان "كان شهد طاعون عمواس!".

وورد في (تاج العروس..): "طاعون عمواس، أول طاعون كان في الإسلام، بالشأم [الشام]". وينقل من مصادر: "عمواس، قرية بالشام، عرف الطاعون بها، لأنه منها، بدأَ". وبالنقل، ينفرد صاحب تاج العروس بمعنى لكلمة عمواس، فيقول: "وقيل: إنما سمّي طاعون عمواس، لأنه عمَّ وآسى: أي جعل بعض الناس أسوة ببعض".

وكان يشار إلى قوة الطاعون، بصفة عامة، بالجارف، فيقال الطاعون الجارف، لأنه يجرف الناس كجرف السيل، لكثرة عدد قتلاه، وقيل الطاعون الجارف بمرة من مرات الطاعون التي اجتاحت أرض العراق.

يذكر أن الشام ضربها أكثر من طاعون، في فترات مختلفة، في سنوات 107 للهجرة، و115. وكذلك الكوفة العراقية سنة 49 للهجرة، وواسط سنة 114، وضرب الطاعون الموصوف بالجارف العراق سنة 65 هجرية، وقتل فيه الكثير من أهل البصرة، وكان يشار إليه، لشدته، بالجارف فقط، دون حاجة لذكر كلمة الطاعون قبله، لاشتهاره بصفة الجرف التي استمدها من اجتياحه لحياة عدد كبير من الناس في ذلك الوقت.

قد يهمك أيضَا :

استطلاع يكشف مدى دعم الأميركيين لقرار اغتيال سليماني

مُسن ينقطع عنه الجميع فعرف السبب بعد أن وجد قبرًا باسمه وأكد أنه لا يزال حيّا

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف قرية عربية ارتبط اسمها بوباء فتّاك حصد أرواح الآلاف



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya