إسرائيل تراهن على روسيا للحدّ من آثار انتقام حزب الله المرتقب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

إسرائيل تراهن على روسيا للحدّ من آثار انتقام "حزب الله" المرتقب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إسرائيل تراهن على روسيا للحدّ من آثار انتقام

"حزب الله" اللبنانيّ
القدس المحتلة – وليد ابوسرحان

تبحث جهات إسرائيلية عدّة، عن إجابات لثلاث أسئلة، في شأن انفجار اللغم على الحدود مع لبنان وسورية، كشرارة لاندلاع حرب في المنطقة، خلال العام الجاري، إذ بات واضحًا أنَّ إسرائيل تراهن على كثير من العوامل التي يمكن أن تحد من قدرة "حزب الله" اللبنانيّ على الرد، بعد الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت عناصره في سورية، وطالت أيضًا جنرالاً إيرانيًا.

وتتواصل التكهنات الإعلامية، في ضوء حالة الترقب التي تعيشها إسرائيل، بمستوياتها الأمنية والسياسية، في شأن الذي سيحصل في المستقبل جراء إصرار "حزب الله" اللبناني، ومن خلفه إيران، على الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت جنرال إيراني، وأعضاء في "حزب الله"، قبل أكثر من أسبوع، داخل الأراضي السورية.

ولخص المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية آليكس فيشمان، في مقال بعنوان "نأسف لنجاحنا أكثر مما ينبغي"، تفاعلات المشهد السياسي والأمني السائد في إسرائيل، بعد الضربة الموجعة التي نفذها الطيران الإسرائيلي في حق موقع متقدم للقيادة العسكرية لـ"حزب الله"، في منطقة القنيطرة داخل الأراضي السورية.

واعتبر المعلق، الضربة "إنجازًا إسرائيليًا عسكريًا وأمنيًا كبيرًا، صفق له الإسرائيليون وهللوا كثيرًا، ليعقبه شعور بالخوف والقلق، وحالة من التوتر والترقب غير المسبوق، منذ حرب لبنان الثانية في صيف 2006، من طبيعة الرد المتوقع من طرف حزب الله، بدعم ومساندة إيرانية".

وأضاف "بدت معالم القلق تظهر عبر محاولات إسرائيلية  للتنصل من المعرفة المسبقة بوجود الجنرال الإيراني في المكان المستهدف، وذلك بعد أن توعد قائد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بعاصفة مدمرة".

وأشار فيشمان إلى أنَّ "ما ذكر، أخيرًا، من أكثر من مصدر إعلامي، أنَّ إسرائيل طلبت من موسكو التوسط بينها وبين كل من إيران وحزب الله، للحيلولة دون حدوث انفجار إقليمي"، مبرزًا أنَّ "إسرائيل تدرك جيدًا أن حزب الله سيرد لا محالة على اعتداء القنيطرة، ورسالتها للحزب اللبنانيّ تقول إنه (إذا كان الرد حتميًا فإنها معنية بألا يكون الهدف مدنيًا، وإن كان كذلك فإنها لن تستطيع إلا الرد بطريقة قاسية، أما في حال كان الأمر مخالفًا لذلك، كأن يكون الهدف جنودًا إسرائيليين، فهذا لا يعني أنَّ إسرائيل لن ترد، وإنما ستعتبر ذلك نوعًا من الالتزام المتبادل بقواعد الصراع القائم بين الجانبين)".

وأوضح أنَّ "العملية العسكرية الإسرائيلية تحولت إلى أزمة استراتيجية، ونتيجة ذلك باتت منظومات القبة الحديدية تنتشر منذ الآن في الشمال"، معتيرًا أنه "يمكننا أن نفترض أنَّ المخططين لم يحلموا بنجاح باهر بهذا الشكل، فبصاروخين أصبنا ثلاثة عصافير مرة واحدة، وهي انتهاك للسيادة السورية، وضرب رمز لحزب الله، واغتيال جنرال إيراني".

ورأى أنه "إذا كانت إسرائيل تعرف ماذا ومن هاجمت في العملية في الجولان فإنها وضعت نفسها أمام مشكلة في التفكير الاستراتيجي".

ولفت فيشمان إلى أنّه "ليست إسرائيل وحدها الصامتة، بل كل وزارات الخارجية في العالم، وفي هذه الأثناء يتراجع الجميع ويدفنون رؤوسهم في الرمال، على أمل أن يمر الحدث كيفما اتفق، أما إذا وقعت عاصفة ما، فيأملون في إسرائيل أن تكون قصيرة، وفي الوقت الذي تبحث فيه إسرائيل عن مؤشرات تكشف ما ينوي حزب الله القيام به".

واعتبر فيشمان أنَّ "إعلان إيران عن شهدائها، وتشييع شهداء حزب الله بمسيرات شعبية، كما لو أنه إعداد ورسالة للرأي العام في الداخل والعالم، مفادها (نحن نعتزم الرد)".

من جانبه؛ رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أنه "على الرغم من أنَّ أحدًا غير معني بالتصعيد، سواء إسرائيل أو حزب الله، إلا أنَّ مقتل الجنرال الإيراني سيعقد الوضع"، مشيرًا إلى أنَّ "هذا العامل، يدخل إلى قلب التوتر القائم بين إيران وإسرائيل، وليس فقط حزب الله، وبالتالي فإن السؤال هو ما إذا كانت طهران ستختار، في هذه الظروف، إبقاء الرد في يد حزب الله".

وكشف هرئيل ما يمكن اعتباره "الرهان"، الذي استندت إليه إسرائيل في قرارها باستهداف مقاتلي "حزب الله"، أنَّ "الأخير مشغول في مواجهة (التنظيمات المتشدّدة)، التي تحاول النيل منه، وهذا ما سيقيد حركته في مواجهة إسرائيل".

وأورد هرئيل، على هذه الخلفية، تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأنَّ "حزب الله" ليس معنيًا بالتصعيد، لكنه حذّر من أنَّ "تقديرات مشابهة كانت موجودة عشية حرب لبنان الثانية عام 2006".

وتوقع هرئيل، انطلاقًا من هذه التقديرات، أن "يبادر الحزب بتوجيه ضربة لإسرائيل في دولة أجنبية، دون أن يعلن مسؤوليته عنها".

وألمح هرئيل إلى أنَّ "هذا الهجوم ضد حزب الله مثل غيره من العمليات العسكرية الإسرائيلية المشابهة؛ تقرر رغم وجود معارضة من طرف ضباط داخل هيئة الأركان وتحذيرهم من العواقب".

وأضاف أنَّ "وزير الأمن موشيه يعلون يؤيد جدًا هجمات عدوانية من هذا النوع، ويستند في ذلك إلى تجربته الغنية في مثل هذه العمليات، وأبرزها قيادته وحدة كوماندوس النخبة (سييرت متكال)، في عملية اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس عام 1988".

وفي السياق نفسه، ينضم لهذه الانتقادات فيشمان، بتوضيحه أنَّ منظمة "حزب الله" وإيران ترغبان برؤية الكثير من الدم، وفي إسرائيل يتكهنون بأن إيران والحزب اللبناني يخططان لعملية وحشية بطريقة خاصة.

وأبرز أنه "يسود التقدير بأن العملية ستكون ضد رجال الجيش، بهدف جباية ثمن مؤلم من إسرائيل، يشمل أكبر عدد من القتلى والجرحى، وبالتالي تنفيذ العقاب والانتقام وتلقين إسرائيل درسًا كي ترتدع".

وأردف إن "حزب الله وسورية تنظران نحو الراعي الإيراني، وترغبان برؤية ما الذي يجيد عمله، عندما تهينه إسرائيل على الملأ"، لافتًا إلى أنَّ "نقطة الانطلاق هي أنهم يبحثون عن تجمع للجنود (موقع، معسكر أو قافلة)، ويمكن لذلك أن يحدث على امتداد الحدود، كما يمكن أن يحدث داخل الأراضي الإسرائيلية، فتجارب الماضي تعلمنا أنَّ لدى حزب الله خلايا نائمة داخل الخط الأخضر، وإذا رغب بتنفيذ عملية ضد تجمع للجنود في وسط البلاد، فإنه يمكنه إيقاظها".

وفي سياق توضيحه خطورة العملية الإسرائيلية؛ أشار فيشمان إلى أنَّ "التعرض للمدنيين يحتم على إسرائيل القيام بعملية عسكرية، تشمل تفعيل الخطط الواسعة التي أعدتها قيادة المنطقة الشمالية ضد حزب الله في لبنان".

ورجّح سيناريو اندلاع حرب لبنان الثالثة، "إذا قام حزب الله مثلًا بإطلاق النار على مواقع استراتيجية داخل البلدات أو في جوارها، أو حاول السيطرة على بلدة حدودية وتنفيذ مذبحة فيها؛ فإن إسرائيل لن ترى نفسها ملتزمة بالرد المحدود، لا في حجم النار ولا في حجم الجبهة".

وكشف أنه "في سبيل دعم هذا القرار، غيّر الجيش الإسرائيلي انتشاره في المنطقة الشمالية، فقد تم تعزيز القوات وإضافة وحدات مدفعية طويلة المدى من مختلف الأنواع، وأعلنت حالة التأهب في سلاح الجو، وتم نشر بطاريات القبة الحديدية للدفاع عن المواقع الاستراتيجية والمدنية الكبرى من الجولان وحتى شاطئ البحر، والآن يجلسون في إسرائيل وينتظرون رؤية كيف ستتدحرج خطة الانتقام الإيرانية".

واستطرد "إن القيادة الشمالية وفي مقر القيادة العسكرية، ولدى وزير الأمن، يقومون بتحليل المعلومات التي تصل إلى المنظومة، ويرسمون السيناريوهات ويستعدون لمختلف الأوضاع"،  مبرزًا أنَّ "الشعور هو أن هناك قنبلة موقوتة لكنهم لا يعرفون متى وأين ستنفجر، وحتى يتم ذلك، يتواصل التأهب والاستعداد في الجبهة الشمالية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تراهن على روسيا للحدّ من آثار انتقام حزب الله المرتقب إسرائيل تراهن على روسيا للحدّ من آثار انتقام حزب الله المرتقب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya