مع قدوم فصل الشتاء تكثر الإصابة بنزلات البرد وقد تمتد لستة أيام، غير أنه يمكن مقاومتها بوصفات منزلية سهلة التحضير بعيداً عن اللجوء فوراً للأدوية.
ينصح الطبيب الألماني هانز ميشيل مولينفيلد باللجوء إلى بعض الوصفات المنزلية المجربة قديماً مثل حمامات البخار والغرغرة وحساء الدجاج، مشيراً إلى أن نزلات البرد تستمر 7 أيام عند زيارة الطبيب، وبالمثل فإنها تستغرق نفس الفترة في حال الاعتماد على الوصفات المنزلية والعلاجات التقليدية.
حساء الدجاج
أوضحت هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية على موقعها الإلكتروني أن حساء الدجاج يعمل على كبح كريات دم بيضاء داخل الجسم، وهي المسؤولة عن عمليات الالتهاب، كما أنها تتسبب في الإصابة بنزلات البرد. علاوة على أن حساء الدجاج يحتوي على مركب سيستين المضاد للالتهاب، والذي يساعد على التخلص من احتقان الأغشية المخاطية.
ويحتوي حساء الدجاج على العديد من المعادن التي يفقدها الجسم عند التعرق بسبب ارتفاع درجات حرارة الجسم، وهذه الفوائد تظهر أيضاً عند تناول حساء اللحم البقري وحساء الخضراوات، ولا تقتصر فقط على حساء الدجاج.
وهناك عامل مشترك بين الكثير من الوصفات المنزلية الشهيرة، وهي أنها تعوض السوائل التي يفقدها الجسم عند التعرق، علاوة على أنها ترطب الأغشية المخاطية، حتى توفر لنفسها الحماية ضد الفيروسات، كما تعمل السوائل الدافئة على تنشيط الدورة الدموية.
شاي الأعشاب
وينطبق ذلك أيضاً عند تناول أنواع شاي الأعشاب المختلفة، وخاصة شاي زهر الليمون الذي يحفز من عملية التعرق بشدة. وتساعد المشروبات الدافئة على شعور الجسم بالارتياح، وتعمل على زيادة درجة حرارة الجسم، ما يساعده على مكافحة الفيروسات.
ويقوم كثيرٌ من الأشخاص بإضافة الزيوت العطرية أو مستخلصات الأعشاب، سواء كان ذلك عند استعمال حمام نزلات البرد أو تناول الشاي أو مع عمليات الاستنشاق، وذلك من أجل التخفيف من حدة السعال والتخلص من انسداد الأنف. وأوضح هانز ميشيل مولينفيلد قائلاً: "يدعم شاي المريمية أسطح الأغشية المخاطية، ويساعد على استعادة طبيعتها، وبالتالي يتم التخلص من الفيروسات المسببة لنزلات البرد".
وأشار الطبيب الألماني إلى أن نوع شاي الأعشاب المناسب يتوقف على طبيعة الأعراض، فشاي الزعتر يعتبر من أفضل المشروبات لتخفيف حدة السعال، بينما يمتاز شاي البابونغ بتأثير جاف، وبالتالي فإنه يؤدي إلى نتائج عكسية في حالة السعال الجاف. وفي هذه الحالة يمكن إضافة المريمية أو ملح الطعام. أما في حال السعال المخاطي فإن خلاصات اللبلاب تعتبر خياراً جيداً.
ويمكن استعمال سائل خلاصات اللبلاب الدافئ للاستنشاق، وبعد أن يبرد يمكن يمكن استعماله أيضاً للغرغرة، كي يتم ترطيب الحلق بواسطة السائل، الذي يحتوي على الزيوت الطيّارة، وبالتالي فإنها تصل مباشرةً إلى أسطح الأغشية المخاطية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للشخص المصاب بنزلات البرد استعمال إضافات المنتول، مثل زيت النعناع، على منديل ووضعه أمام الأنف.
احذر الزيوت الطيّارة!
وحذر أندرياس فالترينغ من استعمال الزيوت الطيّارة مثل الكافور والمنتول على الوجه أو مع الرضع والأطفال الصغار نظراً لأنها قد تتسبب في ظهور استجابات تحسسية مثل التشنجات أو توقف التنفس.
وتعمل التدفئة والترطيب على زيادة تدفق الدم في الأغشية المخاطية، وهو ما ينتج عنه تزايد تدفق الإفرازات من الأنف والشعب الهوائية. وأوضح بيتر فالغير أن كثرة الإفرازات تحمي الجسم نظراً لأنه يتم التخلص من الخلايا المصابة.
ومع ظهور الأعراض الشديدة لنزلات البرد، مثل احتقان الحلق والصداع، ينصح هانز ميشيل مولينفيلد بتعاطي الأقراص ذات المادة الفعالة إيبوبروفين أو الباراسيتامول. ولكن بالنسبة لأعراض الإنفلونزا العادية فإن عمليات الاستنشاق والحساء وأنواع الشاي المختلفة تعتبر أفضل اختيار للتغلب على أعراض نزلات البرد؛ نظراً لأنها لا تضر في أي حال من الأحوال، علاوة على أنها تحسن الشعور بالراحة.
ومع ذلك، فإن هناك حدود لاستخدام الوصفات المنزلية والعلاجات التقليدية، فإذا عانى الشخص المصاب من ارتفاع درجة الحرارة وحمى بعد مرور أربعة أيام أو تدهورت حالته الصحية مع مرور الوقت، فعندئذ يلزم استشارة طبيب مختص.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر