القاهره ـ المغرب اليوم
"يا بني، أنا أخذت الدواء منذ نصف ساعة".. كانت هذه هي الجملة التي يسمعها المصري خالد جمال الدين، الباحث في المركز القومي للبحوث من جده لأبيه، كلما عرض عليه الدواء، رغم أنه لم يكن قد تناوله.
ظل هذا الموقف اليومي الذي عايشه جمال الدين حاضرًا في ذهنه، ليشكل واحدًا من أهم أمنياته مستقبلاً، وهو إنتاج دواء لعلاج مرض "ألزهايمر".
وهي الأمنية التي اقترب كثيرا من تحقيقها، لعلاج المرض الذي يصيب شخصًا في العالم كل أربع ثوان، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 38 مليون شخص مع نهاية العام الجاري، بحسب ما ذكره جمال الدين لوكالة الأناضول.
جمال الدين، الذي كان يجري تجارب على عشب طبيعي هو "الروزماري" لاستخلاص مواد منه تساهم في تخفيف الآثار الجانبية لاستخدام المواد الكيماوية في علاج الأورام السرطانية، اكتشف أن من بين أهم محتويات هذا العشب هي مواد لها نشاط مضاد للأكسدة، فكان ذلك هو الخيط الذي قرر أن يسير خلفه وصولاً إلى تحقيق أمنيته في التوصل إلى علاج لمرض ألزهايمر.
ومضى قائلا: "من المعروف علميًا أن المواد التي لها نشاط مضاد للأكسدة مفيدة بشكل عام في مقاومة الشيخوخة وتقدم السن، فكان التفكير في استخدامها كعلاج لمرض ألزهايمر".
ومثل أي بحث علمي، أجرى جمال الدين التجربة أولاً على حيوانات التجارب، تمهيدًا للانتقال إلى متطوعين من المرضى، وكانت النتائج التي أجريت على فئران تجارب "إيجابية" للغاية، على حد قوله.
وأضاف جمال الدين: "أعطيت فئران التجارب موادا تسبب مرض ألزهايمر، ثم درست الأعراض التي يحدثها المرض بقشرة المخ والدم، فثبت أن هذه الحالة يصحبها أعراض تصيب القشرة، منها زيادة كبيرة في مستوى أكسدة الدهون، يصاحب ذلك ارتفاع في مستوى أكسيد النتريك والكالسيوم والبولينا والكرياتينين في الدم".
ثم كانت المرحلة الثانية من التجارب، كما يشرحها جمال، وهي إعطاء مجموعة من الفئران مستخلص عشب الروزماري، ليكتشف بعد ذلك أن المجموعة التي أعطيت هذا المستخلص كانت قادرة على مقاومة المواد المسببة للمرض، وأظهرت تحسنًا في الأعراض المصاحبة له، والتي تصيب قشرة المخ والدم.
ويطمح جمال الدين في الانتقال بتجاربه إلى المتطوعين من البشر، وهو ما سوف يحدث قريبًا، على أمل التوصل إلى دواء لـ"ألزهايمر" من عشب الروزماري، على حد قوله.
وبحسب الباحث المصري، فإنه حتى الآن لم يطلب دعمًا من المركز القومي للبحوث (حكومي)، إلا أنه سيكون بحاجة إلى ذلك الدعم خلال المرحلة المقبلة، حين يبدأ تطبيق تجاربه على البشر.
والروزماري أو حَصَى البان هو عشبة معمِّرة، أوراقها طويلة وليست عريضة، سطحه الأعلى أخضر غامق وبراق ومنقط بنقط صفراء ذهبية أو بيضاء فضية، وسطحها الأسفل مكسو بشعيرات بيضاء دقيقة، ونوراته (ما تتكون عليها الثمار) نيلية اللون أو زرقاء.
ويشتهر هذا النبات بفوائده العلاجية، فالمستخلصات المعدة من أوراقه تنشِّط الدورة الدموية، ولا سيما لدى الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة، وتقلل الصداع وتعالج العدوى البكتيرية والفطريات، وتساعد على الهضم، وتحسن أداء الكبد والجهاز الهضمي والمرارة، وتقلل تكوين حصوات المرارة والكلى والمثانة.
ومستقبلاً، قد نضيف علاج ألزهايمر إلى فوائد هذه العشبة، لتتحقق أمنية الباحث خالد جمال الدين، ولا يواجه آخرون المشكلة نفسها التي واجهها مع جده لأبيه، والتي يعاني منها الملايين في العالم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر