الرباط ـ المغرب اليوم
تكثر الاتهامات التي تطال الخبز. منهم من وضعوه في خانة المسبّب الأول للبدانة، ومنهم من استغنوا عنه نظرًا لكونه لا يحتوي على الفيتامينات والبروتينات الضرورية لجسم سليم من الأمراض.
وفيما وصفه البعض بمرض العصر إذ يحتوي على نسبة دهون ووحدات حرارية تفوق ما تحتويه حبوب الفطور، فضّل البعض الآخر استبدال الأبيض بالأسمر والحفاظ على جسمٍ خالٍ من الوزن الزائد. فهل يصدر الحكم النهائي في حقّ "الخبز" ويعتبر بريئًا من كلّ تلك الاتهامات؟
بريء من الاتهامات
أجمع خبراء التغذية على أن الحميات الغذائية يجمع أن تحتوي على الخبز بالدرجة الأولى، إذ تكمن أهم قيمة غذائية للخبز بكل أنواعه في قدرته على تزويد الجسم بمادة الكربوهيدرات الضرورية لتوليد الطاقة فيه، فتعزز بالتالي قدرة الخلايا على القيام بواجباتها اليومية والعمل والتيقظ العقلي والجسماني. إنما تختلف القيمة الغذائية للخبز باختلاف طريقة تصنيعه وأنواعه.
كما لفتت إحدى الدراسات في إسبانيا إلى أن "الخبز بريء من البدانة، بل إن المادة التي تضمه تساعد على تخفيف الوزن".
يظن الكثيرون أن الخبز لا يحتوي إطلاقا على الفيتامينات والمعادن التي يجب أن تتوفر للجسم ليتمكن من تأدية وظائفه على أكمل وجه، إلا أن الحقيقة تؤكد أنه يحتوي على فيتامينات من الفئة B باستثناء فيتامين B12 وكلما احتوى على نسبة عالية من القمح ارتفعت نسبة الفيتامينات فيه.
مصدرٌ للألياف
وإذا شعرت أن الخبز هو السبب لزيادة وزنك، لا عليكِ سوى استبدال الأبيض بالأسمر والخبز المصنّع من الحبوب الكاملة لما يحتويه من ألياف ومن بعض الفيتامينات والمعادن.
ويشير المتخصصون في عالم التغذية إلى أن الخبز هو أحد مصادر الالياف الغذائية الأساسية، لا سيما الخبز الاسمر والخبز كامل الحبوب الخارجية الغنية بالطاقة والالياف والفيتامينات من المجموعة (ب)، والمعادن كالماغنيزيوم والنزك.
أما الخبز المقشور كالخبز الأبيض فإنه يمد الجسم بالطاقة الغذائية نفسها ولكنه يفتقر إلى نسبة الالياف والفيتامينات والمعادن الموجودة في الخبز الاسمر.
والخبز الذي يحتوي على نسبة عالية من النخالة هو أفضل نسبيًا من الخبز الأبيض، لكنهما يلتقيان في احتوائهما على كمية متقاربة من الكربوهيدرات التي تمدها بالطاقة.
مرضى السكري
في اختصار، لا تستغني عن الخبز في وجباتك اليومية إنما انتبهي إلى الكمية المستهلك إذ يجب ألا تتعدى الحدود المطلوبة لكمية السعرات الحرارية التي يحرقها جسمك. ناهيك عن أن كمية المأكولات التي نستهلكها في اليوم ونوعيته هما السبب الرئيسي في زيادة الوزن ولا يمكن للخبز وحده أن يتسبب بأي زيادة مهما بلغت. ولا بد لمتتبعي الحمية أن يعتمدوا التوازن في عناصر نظامهم الغذائي وعلى نوع واحد من النشويات التي تعتبر ضرورية جدًا في الوجبات الثلاث الرئيسية اليومية. كما يجب على المصابين بالسكري المواظبة على تناول الخبز المصنع من الحبوب لما له من فوائد كبيرة ولدوره الهام في تثبيت نسبة السكر في الدم والامتناع بالتالي عن الخبز الأبيض.
يقوم النظام الغذائي السليم على تناول أنواع مختلفة من الخبز الأسمر أو المصنّع من الحبوب الكاملة نظرًا لغناه بالالياف التي بدورها تساعد على الشعور بالشبع، ما يساعد في عملية إنقاص الوزن على أن نتنبّه للكمية التي تنتاولها منه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر