أفادت الشرطة الفرنسية بأن اللص الشهير، رضون فايد، الذي فر من السجن بطائرة مروحية، استعان بأربعة أو خمسة من "أصدقائه الأوفياء" في عمليته الشبيهة بالمشاهد السينمائية.
وخلال عملية الهروب، تمكن "أصدقاء" اللص من اقتحام بهو الانتظار في السجن، والمغادرة بالطائرة.
ونبهت الشرطة، نقلًا عن BBC عربي، إلى أن "فايد رجل خطير" على الرغم من الشهرة والنجومية التي أحاطت به. ورفضت وزيرة العدل الدعوات التي طالبته بالاستقالة بسبب هذه الفضيحة.
وقالت نيكول بلوبيت للإذاعة الفرنسية: "لا شك أنني مسؤولة مسؤولية تامة عما وقع في إدارتي، ولكن هذه القرارات لا أتخذها أنا شخصا". وأضافت أن الهواتف النقالة ستعطل في السجون الفرنسية بداية من أكتوبر/ تشرين الأول.
وجندت الشرطة الآلاف من أفرادها للبحث عن اللص الهارب، الذي لم يظهر له أثر منذ الهروب. وتتركز عمليات البحث على التراب الفرنسي، ولكن الشرطة اعترفت أن فايد يمكن أن يكون غادر البلاد.
ولا يعرف الكثير عن شركاء فايد، حسب مدير وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في الشرطة الفرنسية، فيليب فيروني، الذي قال إن "المعلومات التي لدينا تفيد بأن الفرقة مكونة من أربعة أو خمسة أشخاص، غير معروفين، وجميعهم في حالة فرار، ويعتقد أنهم أصدقاء أوفيات قبلوا المخاطرة وتحمل تبعات عملهم".
كيف تمت العملية
وذهب اثنان صباح الاثنين، يعتقد أنهما رجل عمره 50 عاما وابنه البلغ من العمر 20 عاما، إلى ناد للطيران، في منطقة فونتني تريزينيي، من أجل أخذ دروس للمرة الأولى. وقال الطيار، ستيفان بي للإذاعة الفرنسية إنه التقى الشخصين مرة أو مرتين من قبل، ولكنه لاحظ الأحد أنهام يعرفان الكثير عنه وعن الطائرة، وطلبا طائرة مروحية بعينها.
ورفض طلبهما لأنها غير مناسبة للمبتدئين، ولكنه أخذ رهينة وتعرضت عائلته للتهديد. وتوجهت الطائرة إلى حقل لأخذ شريك ثالث، وطلب من ستيفان بي أن ينفذ الأوامر تحت التهديد السلاح.
وكان فايد في بهو الانتظار بسجن "سود فرانسيليان" مع أخيه عندما حطت الطائرة في ساحة السجن، الذي لم يكن مجهزا بنظام مضاد للطائرات. وفي منتصف النهار استعمل بعض الشركاء قنابل دخان لدى اقتحام السجن، بينما بقي بعضهم رفقة الطيار أمام الطائرة في الخارج.
وتوجهت الطائرة بهم إلى منطقة غونيس، وتركوا الطائرة هناك، واستقل سيارة كانت تنتظرهم عثر عليها محترقة. وعثر على سيارة أخرى استقلوها محترقة في منطقة واز، شمالي باريس. ووصفت بلوبيت العملية بأنه "فرار استعراضي"، وقالت إن المجموعة ربما استعملت طيارات بلا طيار لمراقبة السجن.
من هو رضوان فايد
اعترف فايد، البالغ من العمر 46 عاما، بأنه مولع بالسرقات السينمائية الشهيرة، وقال لمقربين منه إنه يستلهم عملياته من قصص الأفلام. وتحدث يوما للمخرج مايكل مان في مهرجان سينمائي في باريس قائلا: "أنت مستشاري الفني"، يعتقد أنه معجب بأفلام المخرج خاصة فيلم هيت 1995. وليست هذه المرة الأولى التي يهرب فيها من السجن. ففي عام 2013 تمكن من الفرار بمجرد وصوله إلى سجن سيكيدين، مستعملا المتفجرات لاقتحام 5 أبواب، محتميا برهائن من حراس السجن. واشتهر أكثر بعد صدور كتابه عام 2009 يروي فيه شبابه في باريس وكيف دخل حياة الجريمة واحترافها. وعرف عند الشرطة بعدها باسم "الكاتب".
سوابق في الهروب من السجن
بدأ فايد حياته في السجن والفرار منه عندما قبض عليه عام 1998 بتهم السرقة المسلحة وسرقة بنك.أفرج عنه عام 2009 بشروط بعدما أقسم أنه تغير، ولكن في عام 2011 أخل بشروط الإفراج فأعيد إلى السجن. في عام 2017 حكم على فايد بالسجن 10 أعوام لهروبه من السجن عام 2013. وحكم عليه بالسجن 18 عاما بتهم التخطيط لسرقة عام 2010، قتلت فيها الشرطية أوريلي فوكيه. طعن فايد في الحكم، ولكن المحكمة قضت بسجنه 25 عاما لإدانته بالسرقة، وكان يقضي مدة الحكم.
ولد فايد عام 1972 في ضواحي باريس الصعبة. وكان في عام 1990 على رأس عصابة متخصصة في السرقة المسلحة بالعاصمة الفرنسية. وقال إن طريقة حياته استوحاها من أفلام هوليوود، من بينها أفلام ألباتشينو. وقال أحد حراسه في السجن إن فايد لم يكن يسبب أي مشاكل مع الحراس، لكن "لابد من الحذر معه دائما، ففكرة الفرار لا تغادر ذهنه أبدا، على الرغم من سلوكه، فهو مؤدب جدا، ولكنه يخفي ما يخطط له".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر